وسائل الثقافة التكنولوجية

تطورت وسائل نشر الثقافة التكنولوجية وتعددت في السنوات الأخيرة تطورا هائلا بفضل التقدم العلمي والثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، فأصبحت وسائل الإعلام تمارس دورا جوهريا في إثارة اهتمام الجمهور بالتكنولوجيا الحديثة وما تقدمه من خدمات، حيث تعد وسائل الإعلام مصدرا رئيسا يلجأ إليه الجمهور في استقاء معلوماته عن كافة القضايا التكنولوجية بسبب فاعليته الاجتماعية وانتشاره الواسع، كما وتلعب وسائل الإعلام دورا كبيرا في تشكيل ثقافة الإنسان المعاصر، وتلعب دورا وسيطا بين الجمهور)المستفيدين( والحكومة )مقدمي الخدمات(، وبين قطاعات مختلفة داخل الحكومة نفسها وبين الحكومات الأخرى.

فعلى الرغم من أن الخدمات الإلكترونية أصبحت تمثل ركنا أساسيا وضروريا بالنسبة لكثير من المستفيدين ، إلا أن هذه التكنولوجيا بحاجة إلى من يوصلها إليهم عبر الوسائل المناسبة، وبخاصة وسائل الإعلام الحديثة التي أضحت أفضل القنوات وأسرعها وصولا لأعداد كبيرة من المستفيدين على نحو لم يسبق له مثيل.

وتختلف وسائل الإعلام اليوم حيث تعددت أنواعها وأصنافها، ويشمل التعريف التقليدي لوسائل الإعلام كل من الأدوات الإعلامية المقروءة )كالصحف والمجلات(، والمسموعة (كالمذياع(، والمرئية )كالتلفزيون( التي تنقل للأفراد المعلومات والأخبار، إلا أنه بدخول العالم مرحلة )الإنترنت( أخذت الثورة التكنولوجية بعدا جديدا غير مسبوق، وأصبحت مواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني يلعبان دورا متزايدا في تسهيل تدفق المعلومات بسرعة مذهلة وتكلفة اقتصادية بسيطة.

فهذه الوسائل تهدف إلى نشر الثقافة التكنولوجية، و التعريف بالخدمات الإلكترونية التي تحدث في العالم، ولها أهمية بالغة في حياتنا لما لها من وظائف ودور فعال في مجتمعنا، وذلك يؤكد أن وسائل الإعلام جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي تعمل فيه، ولقد اهتمت المكتبة الرقمية بتقديم العديد من الخدمات الإلكترونية، التي تهدف إلى تسهيل إجراء المعاملات، وخفض التكاليف، وسرعة الإنجاز في سبيل خدمة القراء، وتقديم أفضل سبل الراحة لهم، كما وسعت المكتبات الرقمية  لنشر الثقافة التكنولوجية لضمان نجاح خدماتها الإلكترونية، وذلك باستخدام العديد من طرق ووسائل النشر الحديثة، وإعلام كافة المستفيدين بكيفية استخدامها، ولقد تم حصر هذه الوسائل فيما يلي:

أولا: الموقع الإلكتروني: 

يمثل الموقع الإلكتروني الواجهة الأساسية للمكتبة فهو يشبه البطاقة التعريفية للشخص،والتي من خلالها يمكن معرفة كافة المعلومات الهامة، فهو يحتوي على كافة المعلومات والبيانات الخاصة بالمكتبة من مهام، وأهداف، وهيكلية، وقطاعات، ووحدات، وإدارات عامة، وسياسات واستراتيجيات بالإضافة إلى الأنشطة والخدمات المقدمة من ألمكتبة، كما و تستطيع المكتبة من خلاله نشر كافة الخدمات الإلكترونية المقدمة، وإعلام المستفيدين بها.

ثانياً:  مواقع التواصل الاجتماعي:

ويمكن القول أنه في الأعوام الأخيرة قد ظهرت بعض الوسائل التكنولوجية الحديثة والتي يمكن اعتبارها من أسرع الوسائل نقلا للثقافة وأيسرها للتواصل مع أفراد المجتمع، وأكثرها مقدرة على التأثير وإحداث التغيير، وأحد أهم وسائل نشر الثقافة التكنولوجية، فلقد كانت الثقافة تتناقل بين الناس بوسائل مختلفة، إما عبر التلقي المباشر أو عبر قراءة الكتب أو وسائل الإعلام، حتى ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي مثل )الفيسبوك – تويتر – الوتس أب – اليوتيوب- الأستغرام... الخ( والتي تتميز بسرعة نقلها للثقافة بين أفراد المجتمع بطرق سهلة وبسيطة وميسرة عبر أجهزة الحاسب الآلي، بالإضافة إلى إمكانية ربطها بالهاتف النقال الذي أسهم بشكل كبير في زيادة أعداد المستخدمين وهو ما يعتبر عنصرا وعاملاً آخراً مهما لنشر الثقافة التكنولوجية.

ثالثا:  البريد الإلكتروني:

يعد البريد الإلكتروني (Electronique Mail) أو الإيميل E-mail أحد أهم التطورات الحديثة في الاتصال الإلكتروني، وهو عبارة عن تبادل الرسائل والوثائق باستخدام تقنية الحاسوب.

ويعتقد الكثير أن البريد الإلكتروني من أهم و أكثر خدمات الإنترنت استخداما ، ويعود ذلك إلى سهولة استخدامه ومرونته في كثير من شؤون الحياة، كما يعتقد أحد الباحثين أن نمو الإنترنت بسرعة فائقة يعود إلى أهمية البريد الإلكتروني، فلو لم يوجد البريد الإلكتروني لتعثر نمو الإنترنت، ولاشك أن البريد الإلكتروني هو أفضل بديل عصري للرسائل البريدية الورقية ولأجهزة الفاكس.