الجمعة، 9 أغسطس 2019

الأُمّيـــــــــــــــــــــــــة المعلومـــــــــــــاتية

لم يعد مفهوم محو الأمية المعلوماتية في هذا العصر يقتصر على قدرة الشخص على القراءة والكتابة فقط ، بل تعدى ذلك إلى البعد الرقمي .
وقد أصبح محو الأمية الرقمية هدفاً للدول التي تسعى إلى بناء مجتمعات معرفة حديثة ومتطورة ، وذلك عن طريق إكساب شعوبها المهارات الأساسية التي تمكنهم من استخدام واستعمال تقنيات الحاسوب في حياتهم اليومية والتي يمكنهم من خلالها استغلال وتطوير الفرص التجارية أو الاجتماعية أو الثقافية لأنفسهم أو لعائلاتهم أو لمجتمعاتهم بشكل عام .
أسباب الأمية المعلوماتية ومدى تأثيرها على المجتمع  :
أدى تطــور الوســائل والأدوات الــتي يســتخدمها الإنســان ، والتغــير الــذي أحدثتـه في حياتـه، إلى نشـوء نـوع جديـد مـن الأميـة، يمكـن أن نسـميها) الأميـة التكنولوجيـة) .
 نحن نعـيش اليـوم عصـر المعلومـات وتجليـات الثـورة التكنولوجيـة الحاسـوبية . وخـلال السـنوات الأخـيرة حـدث تطـور هائـل في مجال المعرفة والمعلومات ، كان بمثابة قفـزات تنمويـة غـير  مسـبوقة .
وقد  أصـبح عـالم المعلومـات والاتصـالات أحـد أبـرز وسـائل هـذه الثـورة ، لمـا يتميـز  بـه مـــن ســـهولة ومرونـــة وبســـاطة ، ســـاهمت بشـــكل واضـــح في حـــل جميـــع المشــكلات الــتي تواجــه الإنســان  وحقــقت له الرخــاء  والتنميــة الاقتصــادية  والتقدم الحضاري .
ومن أهم أسباب الأمية المعلوماتية ما يلى :
1/ الاكتفـاء بالمحاضـرات والكتـب الدراسـية وعدم الاهتمـام بمصـادر المعلومات العديــدة مــن المواقــع الإلكترونيــة المختلفــة ، مما يــؤدى الى مشــكلة الأميــة المعلوماتية ، وبالتالي انخفاض مستوى العملية التعليمية .
  2/ عدم توافر شبكات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات وعـدم انتشـارها ، وبالتالي عدم وجـود الوصـول الحر للمعلومات وعـدم التعـرف علـى مجريـات التكنولوجيا الحديثة وأحدث التطورات العلمية والوصول لمصـادر المعلومـات في مختلف أشكالها .
3/ مشـكلة الأميـة المعلوماتيـة تحـاط بعـدة عوامـل تحـول دون وصـول المعلومة لكل فرد من أفراد المجتمع .  ومن بين هـذه العوامـل : السـن، النـوع، التعليم، مناطق السكن ( الريف أو الحضر ) . لكن هذا التفاوت الاجتماعي لا ينبغي أن يقف حائلاً  دون تلقى الفرد للمعرفة التي يتوق إلى اكتسابها .
4/ اخــتلاف المفــاهيم والمعــاني المتصــلة بالتقنيــة المعلوماتيــة ، حيــث مــا زالـت هــذه المفــاهيم غــير موحــدة بــين الــدول العربيــة ولكــل منهــا معــنى مختلف من دولة لأخرى ، بل أحيانا مـن هيئـة إلى أخـرى داخـل الدولـة .
5/ ضعف دور المنظمات العربية المتخصصـة في مجـال تقنيـة المعلومـات ، بـل أن بعضـها لم يتواجـد بعـد علـى السـاحة العربيـة ، مثـل خلـق مؤسسـة عربية لإعداد حواسيب عربية تستخدم (شيفرة) عربيـة ولغـات برمجـة عربيـة وإعداد حزم برامج و قواعد بيانات عربية...إلخ
6/ ضعف دور مراكز المعلومات الوطنية المتـوفرة بالـدول العربيـة ، فغالبـا لا تتوفر خطـط وطنيـة لهـذه المراكـز ، وإذا تـوفرت قـد تحيـد عنهـا أو تتوقـف عن تنفيذها لأسباب داخلية أو لأسباب خارجة عن إرادتها .
الأمية المعلوماتية تحد أمام المجتمع لإتاحة المعرفة :
  لقد سبق الحديث عن التغـيـير الــذي أحدثه تطــور الوســائل والأدوات الــتي يســتخدمها الإنســان في حياتــه، والذي أدى بدوره  إلى نشــوء نــوع جديــد مــن الأميــة ، يمكــن أن نســميها "الأميـــة المعلوماتيـــة" .
لقد أصبحنا حقا نعــاني مــن أميــة حقيقيــة في تعاملنــا مــع هــذه الثــورة المعلوماتية . وبالتالي أصبحت الأميـة المعلوماتيـة تمثــل تحـدياً أمـام المجتمعات لإتاحة المعرفـة .
 وعلـى الـرغم مـن وجـود بعـض المسـاعي لقهـر المشـكلة ، إلا أن  الهوة المعرفيـة أصـبحت مزمنـة ،
وينبغـي أن يكـون الوصـول إلى التكنولوجيـا حـق من حقوق الإنسان الأساسية .
 لقد حان الوقت  لإعـادة التفكـير  حول كيفية التعامـل مـع الأميـة المعلوماتيـة طالمـا أن هنـاك إرادة لتعلــيم المهــارات ، بجانــب إتاحــة النفــاذ لتكنولوجيــا المعلومــات ، وبقــاء الشـعوب الـتي تنتمـي للمجتمعـات الناميـة علـى اتصـال بالثقافـة والمعرفـة العالمية .
 يعـد محـو الأميـة المعلوماتيـة متطلبـا رئيسا مـن متطلبـات تقـدم الأمـم ، والنهوض بها،   فضـلاً عـن أنهـا مصـدر مـن مصـادر القـوة  في المجتمـع ، بـل إنهــا هــي المصــدر الحقيقــي للقــوة .
يطلــق علــى العصــر الحاضــر ( عصــر المعلومـات ) ، حيـث أصـبحت مـوردا اقتصـاديا مهمـا ومصـدرا  للـدخل الوطني ، ودعامة للتقدم في مختلـف مجـالات الحيـاة .
و إذا كـان لكـل عصـر ثروتـــه فـــإن المعلومـــات هـــي ثـــروة هـــذا العصــر .
لقدأصـــبح مجتمـــع المعلومـات يتحـول تـدريجيا نحـو التكنولوجيـا المعلوماتيـة ، فلـم يعـد اعتمـاده مقتصـراً على المعلومـات وحدها ، بـل أصـبح يعتمـد بشـكل أكثـر علـى الخـبرة والابتكـار والعقلانيـة .
هنـاك رغبـة لـدى كثـير مـن الـدول بـالتحول نحو مجتمع المعلومات .
 ومن المؤكد أن اعتماد المجتمع على تقنية المعلومات والاتصـالات يـؤدي إلى تقـدم تكنولوجي    وأن إنتـاج المعلومـات يضـع اللبنـة الأساسـية لمحو  الأميـة المعلوماتيـة .
 يعـد التقـدم المعـرفي أكثـر دقـة في الحكـم علـى تطـور المجتمع ، حيث تعتمد كفاءة المجتمع  على مدى اتاحة المعلومات التي تقوم بها المؤسســات المختلفة المعنيــة بالمعلومــات ، بمــا في ذلــك مؤسســات البحــث العلمـي ، والتعلـيم والتـدريب ، والتوعيـة والإعـلام ، ومؤسسـات المعلومـات بمختلــف أنماطهــا ، و يضــاف إلى ذلــك الترجمــة ، والســياحة ، والمتـاحف ، والانفتـاح علــى الثقافـات العالميـة ، والفضـائيات ، والبعثـات الخارجيـة الـتي تعـد مـن أهـم سـبل اتاحـة المعلومـات ، وهـذا مـا تـوحي بـه تجــارب الــدول الأخــرى مثــل اليابــان والصــين والهنــد وســنغافورة وماليزيــا وكوريــا ، حيــث اســتطاعت اللحــاق بالركــب مــن خــلال الوصــول الحــر للمعلومــات .
 يجب أن تتحــول الشــعوب العربيـة مــن شـعوب مســتهلكة إلى شعوب منتجـة لتقضـى علـى الأميـة المعلوماتيـة ، ولتلحـق بثـورة الاتصـالات . 
تعريف مصطلح محو  أمية التكنولوجيا المعلوماتية :
 " هي المعرفة التي تسمح للفرد بأن يقوم بعمله بكفاءة وفاعلية في مختلف الظروف التي يوجد فيها "  وبالتالي فسيختلف مدلول المصطلح بدرجة كبيرة بين شخص وآخر تبعا لتلك الظروف .
و هناك ثمان كفاءات تشكل تعريفا لمحو أمية التكنولوجيا المعلوماتية ، هذه الكفاءات هي:
1/إمكانية التشغيل والاتصال مع الأجهزة التكنولوجية المعلوماتية كالحاسبات والفيديو ديسك...الخ.
2/استيعاب وفهم بقية تشكيل النظم الفرعية للنظم أو الشبكات .
3/استيعاب وفهم الوثائق المتعلقة بالبرامج وكيفية استخدامها .
4/استيعاب وفهم مصطلحات تكنولوجيا المعلومات مثل مصطلح Ram /Rom الذاكرة الخارجية External Memory على اعتبار أنها وحدة اختزان خارجية للحاسب الآلى مثل الشرائط او الاسطوانات الممغنطة .
 5/ إمكانية حل المشكلات باستخدام تكنولوجيا المعلومات .
6/كيفية تحديد واستخدام المصادر البديلة للمعلومات .
7/مناقشة تاريخ ومستقبل تكنولوجيا المعلومات .
8/أن يكون لديه بعض بعد النظر بالنسبة لتأثير تكنولوجيا المعلومات على القضايا الأخلاقية والانسانية .
وقد تم تعريف محو الأمية المعلوماتية من قبل معهد تشارترد لمحترفي المكتبات والمعلومات في المملكة المتحدة :"معرفة متى ولماذا تحتاج المعلومات وكيفية العثور عليها وتقييمها واستخدامها بطريقة أخلاقية .
لماذا محو الأمية المعلوماتية أساسية للمكتبات ؟
الإجابة هي أن الحق في المعلومات إلى الشخص المناسب في الوقت المناسب هو المفتاح لنجاح أي مؤسسة لموظفي المكتبات من ذوي الخبرة لتحديد واسترجاع واستغلال المعلومات وذلك من أجل :
1/تمكين سهولة الوصول إلى مصادر المعلومات في جميع الأشكال مع أخذ المسؤولية عن عملهاوأهميتها  .                                               
 
2/ تحديد والحصول على المواد ذات الصلة .
3/تنظيم تلك المواد بطريقة يسهل الوصول إليها .
4/ تدريب الموظفين للوصول إلى استغلال الموارد والمعلومات ذات الصلة بالطريقة الأكثر فعالية.
5/ أخذ زمام المبادرة في رفع مستويات محو أمية المعلومات داخل المنظمة.
6/ مهارات الكتابة والقراءة تسمح بإنشاء وتطوير وإدارة وحدة المكتبة والمعلومات التي تلبي احتياجات محددة من المعلومات.
محو الأمية المعلوماتية هو : " قدرتنا على تحديد المعلومات التي يمكن استخدامها بشكل فعال في حل قضية أو مشكلة " .
 قد يبدو هذا الأمر سهلا ، ولكن مع الكم الهائل من المعلومات المتاحة على الإنترنت قد يشكل العثور على المعلومات التي تحتاجها  تحديا .
 محو الأمية المعلوماتية في هذا السياق هي : إحدى متطلبات الأمن الوظيفي . و العديد من أرباب العمل يتوقعون منك أن تكون بارعا في البحث و تنظيم المعلومات التي تحتاجها، والعمل بجد مع قليل من الأسئلة .
دور أخصائي المعلومــــات في الاســـهام في حـــل مشـــكلة الأميــــة المعلوماتية :  
* يسـاعد أخصائي المعلومـات المسـتفيد عـن طريـق الاطـلاع والبحـث في شــــتى الموضــــوعات، وجمع المزيــــد من البيانات ، وتحليــــل نتائجهــــا لتطوير أدائهم .
* أما علــى المســتوى الشخصي فإن البحــث يضــفى علــى المهنــة تنوعاً ويزيدها عمقا ، ويساعد الشخص على أن يصبح متأملاً  بـل ويرضـى فضـــــوله ،
* و علـــــى المســـــتوى المؤسسي يـــــدعم البحـــــث التخطـــــيط  الاستراتيجي ، ويزيد من كفاءة عمل أخصائي المعلومات ، الذى يعد شريكا في محـو الأميـة المعلوماتيـة .
* يترتـب علـى عاتق  أخصائي المعلومات مسـؤوليات عديـدة ، مـن أهمها :
o     التعـاون مـع أعضـاء هيئـة التـدريس لتطـوير  و تصـميم بعـض المقـررات الدراســية الــتي تســـاعد علــى محو الأميـــة المعلوماتيــة لـــدى الطـــلاب.
o       المشــاركة في محو الأميــة المعلوماتيــة مــن خــلال عمليــة التــدريس .
o       تطـوير بـرامج التوجيـه و الإرشـاد المعلومـاتي الموجـودة داخـل المكتبـة ومراكز المعلومات المختلفة .

 يشـير الواقـع إلى أن المكتبيـين أنفسـهم بحاجـة إلى تلقـي بعـض الـبرامج الـتي ترفـع مـن مسـتوى كفـاءتهم  و قـابليتهم لتقـديم بـرامج الـوعي المعلومـاتي داخل مؤسسات التعلـيم العـالي ، لـذلك لابـد مـن تقـديم بـرامج التعلـيم و التدريب المستمر لأخصائي المكتبات و ذلك ليصبحوا مؤهلين و قادرين علـى تقـديم بـرامج الـوعي المعلومـاتي و ملمـين بطـرق التـدريس المختلفـة و مناهجهــا .

/ اختيار الكلمات المفتاحية ذات الصلة بالموضوع  ويتضمن مايلي :
v    ما المشكلة ؟ الافتقار إلى المهارات اللازمة ؟
v    من هم المستفيدين من المساعدة في الوصول للمعلومات ؟
v    أين المكان ؟ مكتبة  - مراكز معلومات... الخ
v    ما الاستراتيجية المتوقعة من هذه الاجراءات ؟

2/ اختيار المصادر المناسبة :
v    كتب -  دورياتـ مراجع  - ابحاث مؤتمرات -  رسائل علمية .
3/ تجميع المعلومات ذات الصلة بالموضوع من خلال المصادر :
v    غرض البحث واسئلة البحث .
v    المجتمع المستهدف .
v    الحاجة أو المشكلة
v    طريقة جمع البيانات .
v    تحليل النتائج .
v    التوصيات والاستنتاجات .
4/ تقييم المصادر ويتضمن مايلي :
v    مدى صلاحية المصدر لموضوع البحث .
v    امكانية تطبيق ما فيها من معلومات .
v    النصيحة المقدمة .
v    إمكانية تكرار عملية البحث، واستخدام الموارد والامكانيات .
v    أثرها على المستفيدين من هذا البحث .
v    مراعـاة أنـه لابـديل عـن العمـل والبحـث وجهـا لوجـه مـن أجـل الوصـول لمعرفة جديدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق