الجمعة، 9 أغسطس 2019

المصغرات الفيلمية

تعريف الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات:
المصغرات الفيلمية اصطلاح عام جاء من الكلمة اللاتينية(Microforms) وتعني الأشكال الصغيرة، ويطلق المصطلح على كل أشكال التسجيل أو النسخ المصغر، هو تقنية استنساخ الوثائق بدرجة تصغير عالية، بحيث أنها تحتاج الى أجهزة تكبير لقراءتها.
 وفي تعريف أخر هي من المواد والوسائط البصرية التي تستنسخ عليها الكتب والدوريات والوثائق المختلفة بصورة مصغرة جداً بحيث لا يمكن قراءتها في حجمها المصغر وبالعين المجردة، وبالتالي إعادتها إلى حجمها واستنساخ صورة ورقية عنها إلا بوساطة أجهزة القراءة (Readers) والاستنساخ الخاصة بها.
يعتمد اعداد المصغرات الفيلمية على التصوير الدقيق(microphotography) وهو يعمل على اختصار طول صفحة من صفحات اي مطبوع الى اقل من  _1_  من الطول الاصلي للمطبوع دون التاثير على درجة وضوح قراءة النص.                                100 
كما يوجد نوع من التصوير المجهري photomicrography  وهو يهدف الى تكبير الاجسام لدقيقة عن 
طريق الميكروسكوب وتصويرها.
النشاءة والتطور:
ظهرت المصغرات في النصف الأول من القرن التاسع عشر. فقد تمكن العالم الإنكليزي جون بنيامين دانسر في عام 1839م من إجراء تجربة في تسجيل أول صورة مصغرة بنسبة تصغير واحدة إلى مئة وستين، ثم تطورت التجربة على يد علماء آخرين. فقد قام العالم الفرنسي رينيه وآخرون بتسجيل من 5/2 مليون رسالة بشكل مصغرات (مايكروفيلم) خلال ثمانية أسابيع، وذلك أثناء حصار باريس في الحرب الفرنسية البروسية بين عامي 1870 - 1871م. ثم أخذ الاهتمام بالمصغرات يزداد بشكل كبير خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، والمطبوعات وضيق الحيز الذي أصبحت تشغله هذه المواد. وهكذا فقد تطورت عمليات صنع المصغرات وتنوعت أشكالها كما تنوعت أجهزة التصوير والتصغير، وأجهزة الاستنساخ وأجهزة القراءة والطبع وما شابهها. وفي السبعينيات من القرن العشرين ظهر تطور جديد في عالم المعلومات حيث ارتبطت المصغرات بالحاسب الإلكتروني، وتم إيجاد نظام خاص جديد لتصوير المعلومات الخارجة من الحاسب الإلكتروني بشكل مصغرات أطلق عليها اسم مخرجات الحاسب الإلكتروني المصغرة (COM: Computer Output Microform).
أشكال المصغرات الفيلمية:
تتوفر المصغرات الفيلمية بأحجام وأشكال ومواصفات عديدة، وتختلف هذه الأشكال فيما بينها من أبعاد الأفلام وشكل الحافظات وأبعادها، وبغض النظر عن هذه الاختلافات في الحجم أو الشكل فمن الممكن تجميعها تحت فئتين رئيسيتين هما:
أ ـ الأشكال المايكروفيلمية الملفوفة Roll Microforms: البكرة الملفوفة، الكاسيت، الكارتردج
ب ـ الأشكال المايكروفيلمية المسطحة Flat (Sheet) Microforms: الميكروفيش، الحوافظ، البطاقة ذات الفتحة، البطاقة المعتمة.
أ ـ الأشكال المايكروفيلمية الملفوفة Roll Microformsوهي عبارة عن فيلم بعرض (حجم)16 ملم أو 35ملم يصلح للتصوير المصغر، وتكون حوافه خالية من الثقوب الفيلمية، لكي تستغل المساحة بكاملها للتصوير، ويكون الفيلم ملفوفاً على بكرة وتضم الأشكال الملفوفة ثلاثة أنواع هي:
أ ـ1ـ المايكروفيلم الملفوف على بكرة ملفوفة: ويعد هذا من أقدم أنواع المصغرات استخداماً في المكتبات ومراكز التوثيق• ويبلغ طوله 30 متراً أي 100 قدم وبعرض16 ملم أو 35 ملم، ويخصص هذا النوع لإنتاج النسخ المايكروفيلمية الأصل أو ما يعرف بالأساس (Master) أو الجيل الأول من الأصول الورقية، وعادة ما يحتفظ بها بعيداً عن الاستخدام، حيث تستنسخ منه نسخ أخرى لأغراض الاستخدام والتداول.
أ ـ2ـ المايكروفيلم المحفوظ داخل غلاف (كاسيت): وهو الفيلم السابق نفسه وعادة ما يكون بحجم16 ملم ملفوف على بكرة وبجانبها بكرة ثانية للاستقبال• وتغلف هاتان بغلاف بلاستيكي سميك نوعاً ما للمحافظة على ما يحتويه المايكروفيلم من معلومات من التأثيرات الخارجية (الأتربة وبصمات الأصابع) التي يتعرض لها المايكروفيلم دون غلاف• وأفلام الكاسيت هذه على أنواع منها الكبيرة المعروفة بـ (cassettes high capacity) وتستوعب فيلماً مصغراً طوله 30 متراً•
أما النوع الثاني من أفلام الكاسيت فهو الصغير المعروف بـ (compact cassette) ويستوعب الأفلام التي لا يزيد طولها عن18 متراً• 
أ ـ3ـ المايكروفيلم المحفوظ داخل غلاف كارتردج: وهو عبارة عن فيلم بحجم16 ملم أو 35 ملم ملفوف على بكرة واحدة فقط ومحاط بغلاف بلاستيكي شفاف أو غير شفاف• وبالإمكان تحويل الفيلم المصغر الملفوف على بكرة الفيلم بطوق دائري مربع الحواف.
ب ـ الأشكال المايكروفيلمية المسطحة Flat (Sheet) Microforms:
 وتقسم على النحو التالي:
ب ـ1ـ البطاقة المصغرة الشفافة المعروفة بالمايكروفيش :(Microfiche)وهي عبارة عن بطاقة فيلمية شفافة مسطحة تترتب فيها اللقطات بشكل منظومة أفقية وعمودية ويكون حجم البطاقة الاعتيادية 105 ملم*148 ملم أي 4 بوصة، ويكون عدد اللقطات في البطاقة الواحدة ما مجموعه 60 لقطة بشكل عام• وبالإمكان زيادة عدد اللقطات في حالة زيادة نسبة التصغير، وذلك يعتمد على وضوح الأصول الورقية ونسبة التصغير المستخدمة وطبيعة الأجهزة المستخدمة، وتصل أحياناً نسبة التصغير إلى 150*1، حيث يمكن تصوير 3000 لقطة مصغرة على حجم البطاقة نفسه وتعرف أيضاً (بالألترافيش) أو البطاقة المسطحة ذات اللقطات المتناهية الصغر.
 ب -2 ـ الحوافظوهي عبارة عن قطعتين من البلاستيك الشفاف ملتصقتين بثلاثة جوانب وفي فواصل متعددة من السطح مكونة مسارات أو جيوب أفقية مفتوحة من جهة واحدة للسماح بإدخال لقطة أو عدد من اللقطات الفيلمية المصغرة، وتمتاز الحوافظ على الأشكال الأخرى للمصغرات الفيلمية في إمكانية تحديث المعلومات بسهولة وبأقل كلفة لكونها عبارة عن جيوب يمكن تفريغ محتوياتها أو إضافة ما هو جديد كلما دعت الحاجةلذا الوعاء الأمثل لحفظ مصادر المعلومات المصورة على مصغرات كالملفات الإدارية والوثائق وملفات المعلومات الصحفية (القصاصات الصحفية) وفهارس المكتبات، وكل الأصول الورقية المصورة على مايكروفيلم والتي تتكاثر أو تتغير بسرعة أو باستمرار.
ب- 3 ـ البطاقة ذات الفتحة: وهي عبارة عن بطاقة ورقية يوجد على وجهها فتحة أو عدد من الفتحات يمكن أن تثبت داخلها لقطة فيلمية قياس (35 ملم) أو عدد من اللقطات الفيلمية قياس(16 ملم)• ويمكن أن يقطع الفيلم المصغر الملفوف (المايكروفيلم) بوساطة أجهزة تقطيع خاصة، ثم تعبئته في البطاقات ذات الفتحة الفارغة المعدة لهذا الغرض•
ب- 4- الشرائح المعتمة: يتميز هذا النوع من المصغرات الفيلمية بأن صفحاته غير شفافة وهو مجرد بطاقات بيضاء من ورق التصوير الحساس (معتمة) تحوي صوراً مصغرة ومرتبة أفقياً أو عمودياً (بأسلوب ترتيب المايكروفيش نفسه) ولهذا يسمى أحياناً بالميكرو كارد أو المايكروبرنت، ولأن هذه المصغرات غير شفافة فإنه لا يمكن إعادة إنتاجها بشكل مباشر•أما قياسات المايكروأوبيك فتتراوح ما بين 3*5 إنش إلى 6*9 إنش وتطبع مباشرة من فيلم 16ملم أو 53ملم• ويمكن الاستفادة من وجهي البطاقة في تحميل المعلومات على خلاف المصغرات الفيلمية الشفافة• وتستخدم الشرائح المعتمة بشكل واسع في مجالي النشر والتوزيع، وخاصة للدوريات كبيرة الحجم. 
أجهزة المصغرات:  يتطلب انتاج المصغرات الفيلمية والاستفادة منها واستخدامها توافر اجهزة ومعدات خاصة ومن الطبيعي ان تكون اجهزة التصوير الدقيقة التي تمكن من التصوير المصغر العالية الجودة في مقدمة هذه المتطلبات ثم يليها وجود اجهزة قراءة مناسبة  تمكن من الاسترجاع الواضح للمعلومات، ويمكن تحديد ثلاث انواع من الاجهزة اللازمة لانتاج وقراءة المصغرات وهي:
1.    وحدات تصوير: يتوافر نوعان من اجهزة تصوير المصغرات الفيلمية هما:
أ‌-     اجهزة التصوير الثابتةوهي تستخدم عادة في تصوير جميع انواع المطبوعات، وهي تمتاز بالدقة والكفاءة فضلا عن امكانية تصوير مقاسات كبيرة من المواد.
           ب- اجهزة التصوير الدوارة وفيها يتم تصوير الفيلم والاصل المراد تصويره في حالة حركه اثناء تسجيل اللقطات وهي تتم بطريقة الية سريعة جدا وهذا ما يميزها عن اجهزة التصوير الثابتة الا ان استخدامها في مجال المعلومات والمكتبات يكاد يكون محدود وذلك نسبة لاستحالة تصوير المواد التي تتباين في الاحجام والاشكال لان عرض الاصول الورقية محدود للغاية لذ فانها مناسبة لتصوير المواد المكتبية كالكتب والمجلات حيث انها متماثلة في عرض الصفحات الى حد كبير.

2.    وحدات معالجة:  أجهزة التحميض والمعالجة وتتم هذه المرحلة في اجهزة خاصة منفصلة  عن اجهزة التصوير وتمر باربع مراحل هي:
أ- الاظهار ب- التثبيت ج- الغسيل  د- التجفيف.
وتتطلب هذه المراحل القدرة  والخبرة الكافية في التحكم بسرعة الفيلم داخل الجهاز فضلا عن الضبط الدقيق لدرجات الحرارة اللازمة للتجفيف.
- 3وحدات قراءة : طباعة وهي تتوافر مثل بقية اجهزة ومعدات المصغرات الفيلمية بمواصفات متعددة.
اسباب استخدامات المصغرات الفيلمية: تهدف المكتبات ومراكز المعلومات الى تزويد المستفيدين من خدماتها بمصادر المعلومات على اختلاف اتواعها واشكالها لذا فان اقتناء المصغرات الفيلمية يعد ضرورة لا غنى عنها في هذا المجال وهي تستخدم للاسباب التالية:-
1.    توفير المكان
2.    أمنية المعلومات
3.    التبادل والإعارة والتسويق
4.    الاعفاء من التعامل مع المطبوعات: التجليد
5.    صعوبة تداول بعض المخطوطات : كالخرائط
6.    امكانية الحفظ لمدة طويلة جدا
7.    سهولةنقل المصغرات الفيلميةوخفة وزنها

مجالات استخدام المصغرات: تعد المواد التالية من اكثر المواد المكتبية التي يتم نقلها على المصغرات الفيلمية ومن ثم اتاحتها للمستفيدين:
المخطوطات والكتب النادرة: وهذه من مصادر المعلومات الأولية التي لا يمكن تعويضها، لذا فالحفاظ عليها أمر بالغ الأهمية• كذلك فإن هذه المصادر مشتتة وموزعة على المكتبات في مختلف أنحاء العالم• وكل مكتبة تعدها أثمن ما تملك ولا تسمح بتداولها• فجاءت البدائل المصغرة لتفتح الآفاق أمام الباحثين والدارسين للاطلاع ودراسة هذه المصادر التي تعكس تاريخ وتراث وفكر وحضارة الأمة على مر العصور

الصحف و الدوريات: وهي نموذج لمصادر المعلومات المطبوعة التي تمتاز بغزارة إنتاجها (ظهورها اليومي المستمر) وضخامة حجمها مما شكل ولا يزال يشكل مشكلة تخزين كبيرة للمكتبات ومراكز التوثيق بالذات، إضافة إلى صعوبة التعامل معها (خاصة المجلدة) من قبل المستفيدين• ناهيك عن سرعة تلفها بسبب طبيعة ورق الصحف واصفراره وتمزقه بمرور الوقت•

الفهارس و الببليوغرافيات: حيث صار بالإمكان تناقلها وتداولها، وخاصة الفهارس الموحدة من خلال تصويرها على مصغرات فيلمية•

الرسائل الجامعية: وهي التي تمتاز بأنها نتاج فكري مبتكر وجديد وغير منشور أيضاً وصعب التداول لمحدودية نسخها• كذلك التقارير الفنية وبراءات الاختراع وبحوث المؤتمرات غير المنشورة•

المواد الارشيفية: وهي مصادر معلومات أولية تمثل الأرشيف (archives) الذي يعد ذاكرة الأمم والشعوب ويعكس تاريخها السياسي والثقافي والاقتصادي والحضاري وبكل الموضوعات التي يمكن أن تؤرخ• وتتصف هذه المصادر أيضاً بالقيمة العلمية والتاريخية إضافة إلى ندرتها• وهي عادة تحفظ في المراكز الوطنية لحفظ الوثائق، ويصعب تداولها خوفاً من تلفها وضياعها• وقد حلت المصغرات هذه المشكلة لتكون المصدر البديل للشكل الورقي.

الملفات الادارية: أو ما يعرف بالأرشيف الجاري في الدوائر والمؤسسات الحكومية الرسمية وشبه الرسمية أو المؤسسات الأهلية الأخرى.
الخرائط: وهي أيضاً من مصادر المعلومات المهمة جداً، وخلقت للمكتبات ومراكز التوثيق مشكلة مكانية وتخزينية لا يستهان بها بسبب كبر حجمها وصعوبة المحافظة عليها وتهيئتها للباحثين والدارسين بشكلها المطبوع• وساعدت المصغرات فعلاً كوعاء بديل سواء في التخزين أو التداول أو الاسترجاع.
مزايا وعيوب  استخدامات المصغرات الفيلمية.
المـــــــــزايا:
1.    اقتصاد في الحيز: يستطيع أمين المكتبة حفظ ما يزيد عن 30 ألف صفحة ورقية من المعلومات المصورة والمصغرة في درج مكتب اعتيادي

2.    توفير في التكاليف: استخدام المصغرات الفيلمية يعد أقل كلفة بكثير من الأوعية الورقية مما يساعد على زيادة حجم إنتاج المعلومات

3.    طول مدة الحفظ: قدرتها على المحافظة على الوثائق والمستندات والخرائط العربية وغيرها من المواد من التلف من خلال تصويرها على مواد تعطيها فرصة الاحتفاظ بها لزمن غير محدد وفرصة عمل نسخ منها في أي وقت

4.    سهولة التداول: حيث تساعد المصغرات في تسهيل وتسريع نقل وتداول المعلومات والوثائق العربية، مقارنة بمصادر المعلومات الورقية ذات الأحجام الكبيرة

5.    المحافظة على المواد الأصلية فقد تكون المصادر العربية الورقية المتداولة في المكتبات ومراكز التوثيق عرضة للتمزق، وخاصة المطبوعات النادرة أو التي لا يتوفر منها إلا نسخة واحدة وبذلك يحرم العديد من الباحثين الآخرين من الرجوع إلى معلوماتها واستخدامها• إلا أن المصغرات على العكس من ذلك، فهي تستطيع حماية الوثائق العربية من التمزق والتلف والضياع

6.    الأمن والسرية: يوفر حفظ المعلومات على أشكال المصغرات الفيلمية درجة عالية من أمن المعلومات من الأخطار الطبيعية كالرطوبة والحرارة وغيرهما من العوامل الخارجية.

7.    سهولة وسرعة استرجاع المعلومات، كنتيجة لسهولة التداول وتوفير أجهزة ومعدات الاسترجاع، أصبح بإمكان الباحث وهو جالس في مكانه أمام جهاز قراءة المصغرات، يتنقل بين صفحات المجلدات المصورة ويقرأ معلوماتها بشكل أكثر سهولة وأسرع إذا ما أحسن استخدامها.
العيـــــــــــــــوب:
1.    تحتاج الى أجهزة تكبير
2.    تسبب حساسية لبعض العيون و الأعصاب
3.    تحتاج الى صيانة دائمة للمحافظة على سلامتها
4.    تصلح للبحث والقراءة العملية وليس لقراءة المتعة والتسلية
5.    العامل النفسي: عدم الألفة وصعوبة التكوين.






هناك 5 تعليقات: