المتاحة على الويب
مفهوم التوثيق :
يعني التوثيق العلمي : إثبات مصادر المعلومات
وإرجاعها لأصحابها، والاعتراف بجهود الآخرين وضمان لحقوقهم العلمية والفكرية .
و في تعريف
آخر: هو العملية التي نقوم من خلالها بنسب النص المقتبس، أو الشاهد إلى صاحبه، أي
إلى المرجع/ المصدر الذي نقلنا منه المعلومات.
وفي تعريف
ثالث : هو حفظ وتثمين مجهود الغير والمحافظة
عليه.
أما في
معجم المعاني نجد أن مصدر كلمة "توثيق" هي مصدر الفعل وثّق، وتعني :
_ ترتيب واختصار وتدوين مادة مطبوعة كمرجع.
_ تسجيل المعلومات حسب طريقة علمية متفق عليها.
_ وثق المعلومات : جدد أصلها وتأكد من صحتها.
إن
إرجاع الباحث ما يحصل عليه من معلومات إلى مصادرها الأصلية، يساعد على:
_ تراكم العلوم والمعرفة.
_ يزيد من ثقة النتائج التي توصل إليها الباحث.
_ ممارسة وتعزيز أخلاقيات البحث العلمي.
أهمية
التوثيق :
لتوثيق
المصادر أهمية بالغة تظهر في النقاط التالية :
1/ الأمانة العلمية ، وذلك بذكر المصادر المعتمد
عليها في أداء أي بحث أو دراسة أو تكليف حفاظاً على حق الآخرين في التأليف، لأنه
يعتبر جهدهم الخاص ، والحفاظ على الأمانة
العلمية من أهم صفات الباحث الأخلاقية
2/ بيان وتعريف بالمطبوعات والمؤلفات الأصلية التي
أخذ منها الباحث معلوماته .
3/ يفيد التوثيق في التعرف على نوع ، ومستوى ، وحداثة المعلومات التي تم الرجوع
إليها من خلال هذه المصادر ، فمن خلال الاطلاع على قائمة المراجع والتهميش يمكن
معرفة مدى حداثة هذه المعلومات حسب سنة النشر، كما يمكن معرفة المستوى العلمي لهذه
البيانات حسب المؤلفين إن كانوا في التخصص أم لا، وأيضا معرفة نوعية المصادر هل هي
عامة أم متخصصة، إلخ...
4_ إمكانية الرجوع للمصدر للتحقق من أن المعلومات
المذكورة قد أخذت من هذا المرجع وليس من غيره بذكر الصفحة ، وذكر رقم الطبعة ، لأن
الطبعات يمكن أن تكون مزيدة أو منقحة أو معدلة.
5_ يسهل على الباحثين الآخرين المنشغلين بنفس
الدراسة ، أو دراسات مماثلة الاطلاع على هذه المراجع للاستفادة منها في دراساتهم
بقصد توفير الوقت والجهد .
6_ يعتبر التوثيق حماية للباحث ، حيث يحدث أن تكون
هناك أخطاء في الطبع ، أو الكتابة أو محاولة لدس بعض الأفكار الخاطئة وغير السليمة
لأغراض مختلفة ، أو أن الباحث نفسه يحرف فكرة المؤلف لسبب أو لآخر ؛ لذا فإن ذكر
المراجع يحمي الباحث إلى حد كبير من تحمل المسؤولية العلمية للآخرين ، خاصة إذا
كان الباحث مبتدئاً قليل الخبرة في البحث العلمي . و لكن هذا لا يعني عدم تحمله
المسؤولية كلياً، بل عليه محاولة التأكد من المعلومات التي تحصل عليها من خلال
الاطلاع على مصادر مختلفة ومتنوعة تتناول موضوع بحثه.
مواضع التوثيق :
أولاً/ التوثيق في متن البحث ، ويتم مباشرة بعد
النقل الحرفي ، أو النقل بالمعنى في سياق البحث .
ثانياً/ التوثيق باستخدام الحاشية (الهوامش) ، وهي
ما تسمى أحيانا بالحواشي وتتضمن جميع المصادر التي استعان بها الباحث في بحثه .
ثالثاً/ التوثيق في نهاية الدراسة أو البحث ، وهي
ما تسمى بقائمة المراجع .
أنواع الاقتباس :
v
النقل
الحرفي أو الاقتباس المباشر دون تحريف : وذلك مثل نص قرآني أو حديث شريف أو نص
يتميز بحساسية معينة أو تعبيرات ذات أهمية معينة ومن الأفضل للبحث كتابتها كما هي
دون تغيير أو تحوير.
v الاقتباس الغير مباشر : وهو أن يقرأ الباحث النص ثم
يوظف الفكرة أو المعنى بأسلوبه وتعبيراته دون تحريف الفكرة الرئيسية .
شروط الاقتباس :
1_
الدقَّة في اختيار المصادر المقتبسِ منها.
2_ الدقَّة في النقل فيُنْقَل النصُّ المقتبسُ كما
هو، ويراعي الباحث في ذلك قواعد التصحيح أو الإضافة وتلخيص الأفكار أو الحذف من
النصِّ المقتبس .
3_
حسن الانسجام بين ما يقتبس الباحثُ وما يكتبه قبل النصِّ المقتبسِ وما يكتبه بعده .
4_ عدم الإكثار من الاقتباس، فعلى الباحث ألاَّ
يقتبس إلاَّ لهدف واضح .
5_ وضع الاقتباس الذي طوله ستة أسطر فأقلّ في متن
البحث بين علامتي الاقتباس، أمَّا إذا زاد فيجب فصله .
6_ طول الاقتباس المباشر في المرَّة الواحدة يجب ألاَّ يزيد عن نصف صفحة.
7_ اقتباس الباحث المباشر لا يجوز أن يكونَ حرفيّاً إذا زاد عن صفحة واحدة
، بل عليه إعادة صياغة المادة المقتبسة .
8_ حذفُ الباحث لبعض العبارات في حالة اقتباسه
المباشر تلزمه بأنَّ يضع مكان المحذوف ثلاث نقاط ، وإن كان المحذوف فقرةً كاملةً
يضع مكانها سطراً منقَّطاً .
9_ تصحيحُ الباحث لما يقتبسه أو إضافته عليه كلمة
أو كلمات يلزمه ذلك أن يضعَ تصحيحاتِه أو إضافاته بين معقوفتين هكذا : [....].
نظم توثيق البحوث العلمية
هناك
العديد من نظم توثيق البحوث العلمية، والتي نشأت من خلال مدارس واتجاهات معينة في
التوثيق ، نورد هنا أشهرها والأكثر استخداماً
بين الباحثين :
1_ نظام دليل شيكاغو U of Chicago Manual والذي يسمى أيضا (تورابيان
Turabian)
يعتمد
هذا النظام على استخدام الهوامش أسفل الصفحات وترقيمها بالتتابع بحيث يظهر فيها
جميع تفاصيل المرجع ورقم الصفحة ، مع نظام خاص في حالة تكرار المرجع في الهامش .
يستخدم هذا
النظام بشكل واسع في العلوم الإنسانية، لا سيما الأدب والفنون .
2_ نظام Council of Biology Editor(CBI):
يعتمد
هذا النظام على ذكر رقم متتابع في الكتابة (صغير إلى أعلى) يصحبه قائمة بالهوامش
في نهاية البحث مرتبة حسب تسلسل ورودها في البحث .
تستخدم هذه الطريقة في كل العلوم تقريباً .
3_ نظام جامعة هارفارد Harvard Citation Style:
يقوم
هذا النظام على وضع قوسين ضمن الفقرة المقتبسة ، يرد فيها اسم المؤلف المنقول عنه وسنة صدور
الكتاب ورقم الصفحة .
4_ نظام جمعية اللغات الحديثة Modern Language Association (MLA):
من أساليب التوثيق الشائعة ويعتمد في طريقته على
ذكر الاسم الأخير للمؤلف ورقم الصفحة عند الكتابة، ويصلح هذا
النظام في العلوم الإنسانية .
5_ نظام جمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association (APA)
يعتمد هذا النظام على ذكر الاسم الأخير للمؤلف
وتاريخ المرجع بين قوسين إذا كان النقل بالمعنى ، أما إذا كان النقل نصيا فلا بد
من ذكر الصفحة مع الاسم الأخير للمؤلف
وتاريخ المرجع مع كتابة ص قبل الرقم .
وميزة
هذه الطريقة أنها تسمح للقارئ بالتعرف على مدى حداثة المرجع.
يصلح هذا النظام في العلوم الاجتماعية تحديدا .
و هو
الأكثر ذيوعا واستخداماً في الدراسات والأبحاث العلمية ، و الأكثر انتشارا بين الباحثين من أعضاء هيئة التدريس في
الجامعات السعودية.
ختاماً
يمكن القول بأنه : على الرغم من تعدد طرق
التوثيق ، إلا أنه يجب على الباحث أن يتبع طريقة واحدة في توثيق جميع المصادر
والمراجع التي لجأ إليها وذلك حتى لا تختل المنهجية العلمية في البحث الذي يقوم به
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق