كانت الحاسبات الإلكترونية على سبيل المثال قد عاونت
أمين المكتبة أو أخصائي المعلومات في الأعمال التكرارية أو الروتينية بالمكتبات
كالتسجيل و التزويد و الإعارة و المحاسبة و غيرها...فإنها بصفة متزايدة تعاونه في
الأعمال الفكرية للمكتبات و مراكز المعلومات أيضا.. ذلك لأنها مكنت الأمين من استرجاع
الحقائق و المعلومات و البيانات بطريقة أكثر دقة و أكثر تعقيدا مما كان متحاً
بالمكتبات و مع ذلك فلا يزال هناك خلاف في الوقت الحاضر على المدى الذي يمكن أن
تذهب إليه المكتبات و مراكز المعلومات في
قضية الميكنة بحيث يتحقق لهذه الهيئات الاقتصاد و الكفاءة في ذلك الوقت.
: مفهوم الاسترجاع:
الاسترجاع هو فعل الحصول على الوثائق المرغوبة من الملف. و هو عملية تحديد
موضع الوثيقة و استخراجها من مجموعة
الوثائق.
وتعد المعلومات الآن وسيلة الإنسان الأكثر أهمية، فهو في حاجة إليها يوميا
لعمليات حل المشاكل و منع القرارات. و لا تعد المعلومات فقط وسيلة الإنسان الأكثر
أهمية بل هي أيضا إحدى غاياته العظمى. كما أنها إحدى الموارد الأولية للمنشاة أو
المؤسسة أو المنظمة أو الشركة، و تعتمد إمكانية الربحية في الأعمال على كفاءة
الإدارة، و التحكم و استخدام هذا المورد، تماما و بالتأكيد مثلما تعتمد على المنتج
الذي يبيعونه، وإدارتهم للمال و المادة.
ونظم تخزين و استرجاع المعلومات هي تلك النظم التي يمكن أن تخزن كميات
كبيرة من المعلومات، والتي يمكن أن تسترجع عند الحاجة إليها. و استرجاع المعلومات
مجال معنى بتركيب و تحليل و تنظيم و تخزين و البحث عن المعلومات و استرجاعها. و
الغرض من نظام استرجاع و تخزين المعلومات هو إعلام المستعمل بوجود أو عدم وجود
المعلومات المتصلة بطلب معين و موقعها. على أن عملية طلب المعلومات ليست عملية
بسيطة و يمكن تحليلها إلى عدة خطوات هي:
1- التعرف على الموضوع الدقيق
2- تحديد مكان هذا الموضوع في دليل يحيل البحث إلى وثيقة أو أكثر
3- إيجاد مكان الوثائق
4- إيجاد المعلومات المطلوبة في الوثائق
و يعتمد نجاح استرجاع المعلومات بوضوح على نوعية نظم التكشيف و الترميز
المستعملة لتحديد موضوع المعلومات المخزنة و على سبيل المثال . فان التسجيل المصغر
ينتج عنه خفض في الحجم تقريبا 98%و على ذلك فان المعلومات المخزنة في مائة كابينة ملفات يمكن أن تخزن تقريبا
في كابينتين، عندما تسجل تسجيلا مصغرا. و هذا المثال يوضح الحاجة المتناهية للدقة
و الكفاءة في نظم التكشيف و الترميز.فالتكشيف لأي نظام استرجاع معلومات هو الموضوع
الوحيد الأهم في النظام، فالكشافات أساسا مرشح، و هدفه السماح للمعلومات المطلوبة
بالعبور و حجز المعلومات غير المطلوبة في الخلف.
و يضم استرجاع المعلومات كل عمليات التنظيم سواء أكانت متعلقة بالمدخل
الموضوعي بشقيه الهجائي و المصنف أي يشمل في الحقيقة كل أنواع التكشيف و الكشافات.
و هذا في الحقيقة أحد التطورات الحديثة التي شهدها مجال التكشيف . و هو أحد الثلاث
طرق المعروفة جيدا لاسترجاع المعلومات و
هي :التكشيف،و التصنيف، و الالتقاط الآلي. و قد أضاف تاوبهTaube طريقة رابعة و هي التكشيف الترابط أو التوافقي
(المتناسق) Co-ordinate.و بعض الكتاب يعتبرون هذه الأساليب طرائق بديلة
لتنفيذ نفس العملية، تختلف فقط في المجال و الفاعلية و البعض الأخر يعتبرونها جامعة فيما بينها و كل واحدة منها تصلح فقط
لجانب واحد من استرجاع المعلومات.
و نظم استرجاع المعلومات مطلوبة لتقليل التكلفة الناتجة عن تكرار المجهود
في تخزين البيانات و لتخفيض التكلفة بسبب تكرار الأخطاء عند تخزين نفس البيانات في
مواقع متعددة. و تتطلب نظم معلومات الإدارة الأساليب الفنية المتنوعة لاسترجاع
المعلومات من مرصد (قاعدة) البيانات و يمكن للقرارات الأفضل أن تصنع باستعمال نظم
استرجاع المعلومات ذات المعلومات الموقوتة و الدقيقة. و تزيد نظم استرجاع
المعلومات من الإبداع و تقلل العمل الورقي و تحسن خدمة العملاء ، و تحسن الاتصالات
الداخلية و الخارجية و تقلل المشاكل الناتجة عن نقص العمالة البشرية في المجالات
الفنية المصحوبة بالتخصصات العميقة المطلوبة، و تؤكد على استرجاع المعلومات كحل
مثالي تجاه زيادة الإبداع الفني للفرد و إنتاجيته.
و تنقسم نظم تخزين و استرجاع المعلومات أساسا إلى ثلاث فئات و هي:
1- نظم استرجاع الوثائق System Document Retrieval
و هو النظام الذي يزود المستعمل أخيرا بالنص الكامل للوثيقة التي طلبت. و
يتضمن استرجاع الوثائق الخطوات التالية:
أ-
ملأ الطلبات
الفردية على ورقة طلب، و التي تنقل عادة إلى وسيلة التخزين المركزية.
ب-
موافقة موظف الطلبات على الطلب و قيامه بإعطاء
الأمر لموظف الملفات لاسترجاع الوثيقة .
ج-
نقل الوثيقة سواء
بواسطة الساعي أو بواسطة الوسائل الميكانيكية للشخص الذي قام بطلبها.
د-
إعادة الوثيقة
لمنطقة التخزين المركزية عندما لا تعد مطلوبة و إجراء الاسترجاع اليدوي مشابه
تماما لكل من المعدة الآلية للاسترجاع و المعدة غير الآلية.
و لقد أدخلت حديثا الوسيلة التي تسهل استرجاع و استعارة الوثائق و هذه
الوسيلة الحديثة، التي هي أساسا كمبيوتر مصغر يدرج الوثائق في قائمة، و التي تراجع
في فترة معينة من الوقت. و يدون أيضا اسم الشخص الذي فحص الوثيقة و اعارها، و
تاريخ فحص الوثيقة و إعارتها، و التاريخ المستحق إرجاعها فيه.و اسم الشخص التالي
الذي سيقوم بفحص و إعارة الوثيقة و قبل أن يسأل موظف الطلبات موظف الملفات استرجاع
الوثيقة فيمكن استعمال هذه الوسيلة لتقرير إمكانية الحصول على الوثيقة.
2- نظم الاسترجاع المرجعية Reference Retrieval
Systems
و هي النظم التي تقدم الإرشادات المرجعية إلى مواضع الوثائق.
3- نظم استرجاع البيانات Systems Data Retrieval
و نظام استرجاع البيانات عادة
يسترجع البيانات المعروضة ككلمات أو أعداد، و هي ليست نظم استرجاع معلومات حقيقية.
و نظم استرجاع المعلومات المستعملة لمثل هذه الأشياء هي جداول حجز مقاعد الطائرات
أو عمليات ضبط الجرد و غيرها.
و يشتمل استرجاع
المعلومات على مرحلتين أساسيتين :
أ- تعيين المعلومات المطلوبة .
ب- تحويل المعلومات إلى الحالة التي يمكن قراءتها .
و هناك تمايز ما بين استرجاع
الوثائق و استرجاع المعلومات و يشير استرجاع الوثائق إلى النشاطات المتضمنة في
تحديد مكان و تحريك الوثائق المحسوسة من الملفات. و استرجاع المعلومات على الجانب
الأخر يشير أساسا إلى أوجه النشاط المتضمنة في تعيين و تحديد المعلومات من أوعية
الكمبيوتر الممغنطة أو التصوير المصغر.
خدمات استرجاع المعلومات:
تعتبر الخدمات المرجعية
البيبليوغرافية تقليديا هي محور الخدمات المكتبية منذ زمن بعيد، ذلك لأنها الخدمات
المباشرة للقراء و المستفيدين من المكتبات و لكن هذه الخدمة في الإستخدمات
المعاصرة تسمى استرجاع المعلومات IR و ذلك مع تزويد حجم المطبوعات و تعقد موضوعاتها و
زيادة لغات النشر ...الخ و بالتالي مع الضرورة التعرف على محتويات الكتب أو
المقالات أو التقارير الفنية . أي التعرف على المعلومات الميكروكوزمية Micro-Information ، و على كل حال يمكن أن
نميز الأنواع الثلاثة التالية :
1- استرجاع الإشارات البيبليوغرافية أو الاسترجاع المرجعي Reference
Retrieval :
و تمثل هذا النوع في الفهرس البطاقي
للمكتبة و غيره من الكشافات التي تدلنا على البيانات البيبليوغرافية الكاملة عن
الوثيقة سواء استخدام الكمبيوتر في ذلك أو لم سيستخدم .
2- استرجاع نصوص الوثائق Documents Retrieval :
حيث يزود الباحث بالنصوص الوثائقية
الكاملة المطلوبة( أي تزويد الباحث بنسخة من الكتاب او التقارير ....الخ) بدلا من
مجرد تزويد الباحث بالبيان المرجعي عن الوثائق .
3- استرجاع الحقائق أو المعلومات Data or Fact Retrieval :
حيث يزود الباحث بالمعلومات نفسها
المطلوبة كإجابة على أسئلة محددة ( مثل سؤال عن الإنتاج الكلى لمحول القطن في
السودان).
و تركز خدمات استرجاع المعلومات غلى المواد غير المكتبية Non-Book
Matérial أي
أنها تهتم بمقالات الدوريات و التقارير الفنية و المواصفات و براءات الاختراع Patent
و غيرها.
و معظم هذه الأنشطة يتم في
المكتبات المتخصصة و في مراكز المعلومات خصوصا تلك المتصلة بالبحوث و الصناعة حيث تظهر
الحاجة ملحة الاسترجاع المعلومات بسرعة و دقة في مجالات متخصصة و محددة .
تقسيم الوثائق لأغراض استرجاع المعلومات:
و لقد وصف روبرت أ.شيف المشكلة الأساسية
للتحكم في الوثائق و المفتاح إلى الاستفادة من الاسترجاع ليس في الآلة و لكن
في"تصميم النظام " فالمؤسسات و الهيئات المتوسطة . ليست مشكلتها في أحد
الآلات مطلقا، و لكن في كيفية تحقيق و التعرف على المعلومات و الوثائق التي يجب أن
تكشف و اختيارها. ثم في كيفية حفظها بالترتيب لكي يستطاع إيجادها عند الحاجة
إليها.
و
يقسم محللو نظم الوثائق ـ الوثائق لأغراض الاسترجاع إلى :
Transaction
Documents1
ـ الوثائق الإجرائية.
Reference Documents 2ـ الوثائق المرجعية .
1 ـ الوثائق الإجرائية:
تتكون هذه الوثائق بصفة عامة من نماذج الأعمال التجارية و الصناعية ، و هي
مألوفة لكل العاملين في المكاتب. فهي تتضمن الفواتير، و الطلبات و الالتماسات و
أوامر الشراء و البيع و الشيكات و المراسلات
النشطة مع العملاء و التوريدات و مصادر المهمات و البيانات.ويقرر أخصائيو إدارة
الوثائق و السجلات أن ذلك يتضمن أكثر من 75% من العبئ الكلي للوثائق
لمعظم المنظمات و الهيئات و يمكن لملفات الإجراءات أن ترتب رقميا أو هجائيا، و هي
عادة لا تمثل مشكلة خاصة في التكشيف و الاسترجاع، و التحكم في أي تكاثر لمثل هذه
الوثائق، و إنشاء السياسات المناسبة و الإجراءات المتعلقة بفترات مدد الحفظ، و
الحماية، و ما شابه ذلك. و هذا يمكن تحقيقه خلال إدارة الوثائق و السجلات. و
التحكم المناسب، و مدة الحفظ و الاسترجاع الفعالة للوثائق الإجرائية المناسبة يمكن أن تنجز
خلال الحفظ بالترتيب المركزي و الطرق و الأساليب الفنية للحفظ
بالترتيب الملائم .
و
الوثائق الإجرائية موازية للترتيب الرقمي و الألفبائي، فنظام وثائق الإجراءات بصفة
خاصة لو كان متحدا مع التجهيز الآلي بالحاسب الالكتروني ، سوف يفيد بواسطة نظام
الترقيم الذي يحفظ الوصول الهجائي البحث
للملفات الإجرائية مصحوبا بالحصول على كل المداخل في تسلسل رقمي.
و يقابل الوثائق الإجرائية معلومات التشغيل التي تتضمن أوامر التزويد، و
معلومات الشحن. و معلومات كشوف الماهيات، و معلومات الإنتاج هي أمثلة لمعلومات
التشغيل التي تعطي تعليمات لشخص ما لعمل شيء ما في محيط العمليات اليومية لمؤسسة
أو منظمة. و بدون هذه المعلومات فان التعامل و الصفقات و المعاملات سوف لا تحدث و
لن تبدأ نشاطات المؤسسة أو تتم.
2ـ الوثائق المرجعية:
و الوثائق المرجعية هي التقارير، و بيانات البحث، و معلومات التسويق، و
الوثائق القانونية و الخطابات و المذكرات و ما شابه ذلك. و بينما تقدر فقط ب 10% إلى 15% من العمل الورقي، نجدها
تمثل المشكلة الكبيرة فيما يتعلق باسترجاع المعلومات الدقيق و الشامل. و ذلك لأنه
عندما تكشف و ترمز طبقا لموضوعاتها بواسطة موظفي الملفات المتنوعين. تكون الوثائق
المرجعية عرضة للاختلاف في الترميز و عادة ما تمثل صعوبة في تعيين مكان المعلومات في المكتب.
و
يقابل الوثائق المرجعية معلومات الإدارة و هي النوع المستعمل من المعلومات في
التخطيط و اتخاذ القرار و حل المشاكل و الرقابة. و هدفه بصفة عامة وصف الوضع
الحالي لأوجه نشاط المنشأة أو المنظمة للإمداد بأساس القرارات التي يمكن أن يكون
لها أثار في المدى القصير، و في الأمد البعيد على عمليات المنشأة أو المنظمة. فهي
تساعد كبار الموظفين و المديرين لمعرفة متى توجد الفرصة لتقوية الجامعة أو المنظمة
بطريقة ما. و لكن معظم كل معلومات الإدارة ينبغي أن يكون هدفها تحريك الحدث.
و من الملاحظ أن دورات الحفظ بالترتيب و الكشف و الإيجاد (الاسترجاع)
متوافقة (أي يتوقف بعضها على بعض) في المراحل المتنوعة من الوقت الذي تخلق فيه
الوثيقة حتى تحفظ بالترتيب بصفة دائمة أو تستهلك. و يجب أن يحتفظ بعلاقات العمل
الوثيقة دائما بين أوجه نشاط الحفظ بالترتيب و الكشف و الإيجاد في إدارة الوثائق و
السجلات. و ينبغي أن يكون نفس الموظف القائم بحفظ الوثائق بالترتيب هو نفسه المسئول عن إيجادها (استرجاعها) حيثما كان ذلك ممكنا.
معوقات الاسترجاع:
و لما
كان الاسترجاع هو الإيجاد، و هو تمكين الناس من إيجاد المواد الوثائقية عندما تكون
مطلوبة فيجب الاحتياط تجاه أخطاء الحفظ بالترتيب و التي تمثل معوقات لاسترجاع
الوثائق و إيجادها بكفاءة تامة و هي:
×
ازدحام الأدراج أكثر من اللازم و عدم وجود مكان كاف للعمل سواء للحفظ
بالترتيب و الإيجاد.
×
الحوافظ مثقلة أكثر من اللازم.
×
الألسنة تبلى و تتدلى.
×
التقاط مشابك الأوراق لأوراق أخرى و تمسكها و تلتصق بالمجموعات التي لا
ترتبط بها.
×
الأوراق لم يحال إليها كما ينبغي .
×
لم تحفظ الأوراق في ترتيبها الصحيح – سواء قبل أو بعد الحوافظ التي قصد أن
تحفظ فيها، أو فيما بين الحوافظ.
×
عدم صحة تكشيف و ترميز الأوراق .
×
استعمال شخص مدرب في الملفات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق