تكنولوجيا المعلومات والاتصال واستخداماتها في المكتبات
ومراكز المعلومات
أولا : تكنولوجيا الحاسبات الإلكترونية .
ثانيا : تكنولوجيا الاتصالات وأهميتها في تناقل المعلومات .
ثالثا : المؤسسات المعلوماتية في ظل تكنولوجيا المعلومات والاتصال .
أولا : تكنولوجيا الحاسبات
الإلكترونية واستخداماتها في المكتبات ومراكز
المعلومات :
1- المقدمة :
يلعب الحاسب الإلكتروني
دورا مهما في تصميم وبناء نظم المعلومات الحديثة فهو يحقق لنظام المعلومات مزايا
السرعة والدقة والثقة والصلاحية , ويترتب عليها جميعا الكفاءة العالية في الأداء
كما يقوم الحاسب بأجراء العمليات الحسابية المعقدة والتي يصعب تنفيذها يدويا
بالإضافة الى القدرة الفائقة على تخزين كم هائل من المعلومات بطريقة منظمة بحيث
يسهل استرجاعها في أوقات ضئيلة للغاية كما يستطيع الحاسب الإلكتروني انجاز كافة
المهام الأخرى التي يقوم بتنفيذها نظام المعلومات ومنها تحقيق آمن وسلامة البيانات
والضمان الكامل ضد فقدها او تلفها من خلال المستفيدين (1) .
وقد مرت الحاسبات
الإلكترونية خلال تطورها بالمراحل التالية :
1. ظهر الجيل الأول من
الحاسبات عام 1946 من خلال العلماء (جون موشلى) و (ابكارت) و ( جولد شياني) وهو
الحاسب Eniac ثم تكونت أول شركة لانتاج
الحاسبات على المستوى التجاري باسم Univac (2)
.
2. ظهر الجيل الثاني من
الحاسبات الإلكترونية في أوائل الستينات بعد استخدام عناصر الترانزيستور في بناء
دوائر الأجهزة الحاسبة كبديل لاستخدام الصمامات المفرغة Vaccum
Tube .
3. أدى استخدام الدوائر
الإلكترونية Integrated
circuits الى ظهور الجيل الثالث من الحاسبات الإلكترونية في عام 1969 .
4. ظهر الجيل الرابع من
الحاسبات خلال عقد السبعينيات بعد آن تطورت الدوائر الإلكترونية المتكاملة بسرعة
كبيرة وبعد تطويع المواد فوق الموصلة وأشباه الموصلات الحراريةSemiconductor (3) .
5. ظهر الجيل الخامس في
بداية الثمانينات ويطلق عليه الحاسب الشخصي Personal
Computer وهو يتمتع بصغر الحجم وسهولة التشغيل والربط من خلال وسائل الاتصال
العادية مثل التلفون والتلفزيون (4) .
2- تطور استخدام الحاسبات في
المكتبات ومراكز المعلومات :
شكك العديد من خبراء
المكتبات في امكانية استخدام الحاسب الآلي في المكتبات . وفي هذا المعنى كتب
الزوورث ماسون (Mason , E 1971 )مدير الخدمات المكتبية
بجامعة هوفسترا قائلا [ آن ملاحظاتي تقنعني يوما بعد آخر آن الحاسب ليس للاستخدام
في المكتبات ... حيث آن تكاليفه العالية لا تبرر عوائده القليلة ] والحقيقة آن هذا
الشك نفسه كان واردا عند ظهور الحاسب الآلي واطلق عليه البعض انه مجرد لعبة سرعان
ما سينفض عنها الجميع . ولكن الأمور جرت بعد ذلك على عكس ما توقع ماسون وقد رد
عليه بالمر (Palmer , R.
1973 ) قائلا [ آن العقد القادم سيشهد العديد من النظم الآلية الناجحة في
مجال المكتبات ] .
آن التطور المذهل في عدد
الأنظمة الآلية المخصصة للمكتبات على مختلف أنواعها يبين أهمية هذه التقنية
بالنسبة للمكتبات ولقد أجريت العديد من المسوحات
"Surveys" لاعداد الأنظمة الآلية في المكتبات وخاصة في الولايات المتحدة
الأمريكية ويبين الشكل رقم ( 1 ) سنوات هذه المسوحات وعدد الأنظمة الآلية التي
صممت بناء على الحاسب الآلي واستخداماته في المكتبات حيث اجري مسح عام 1964 ثبت
فيه آن هناك 25 نظاما آليا يعمل في المكتبات في أمريكا . وفي عام 1971 اجري مسح
آخر يعرف بمسح لارك Lark
Survey ) ) تم فيه إحصاء ( 1366 ) نظام آلي للمكتبات [ما بين أنظمة متكاملة او
أجزاء من أنظمة في ( 506 ) مكتبة] .
وفي عام 1984 اجري مسح
آخر ثبت فيه انه يوجد حوالي ( 30000 ) ثلاثين آلف نظام آلي خاص بالمكتبات ( آن
اغلب هذه الأنظمة تعمل على الحاسب الشخصي PC )
, ويلاحظ المدى الذي وصل
اليه الرقم خلال 13 سنة هي الفارق الزمني بين إحصاء لارك 1971 وإحصاء عام 1984 ,
حيث تضاعفت أعداد الأنظمة الآلية للمكتبات بنسبة 59 ضعفا , والحقيقة آن ذلك يعود
الى سببين رئيسيين هما :
1. الاحتياجات الفعلية
للمجتمعات الحديثة المتمثلة بضرورة السيطرة على الكم الهائل والمتنامي في
المعلومات المطلوب تداولها من قبل هذه المجتمعات والحصول على المعلومات اللازمة
منها بسرعة ودقة وفعالية . وقد ساعدت تكنولوجيا الحواسيب الآلية وتكنولوجيا
الاتصالات الحديثة في حل هذه المشكلة فأصبحت سرعة المعالجة تقاس بأجزاء بسيطة من
الثانية وتضاعفت مئات المرات سرعة تبادل البيانات وانخفضت بشكل كبير تكلفة هذه
العمليات .
2. الإمكانات الكبيرة التي
توفرها الحواسيب الآلية وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة المتمثلة في الطاقات
التخزينية الكبيرة وسعة المعالجة وتبادل البيانات وامكانية المعالجة عن بعد
واستخدام شبكات الحواسيب وبنوك المعلومات وغيرها . وبفضل هذه الإمكانيات اصبح
ممكنا التحكم في فيضان المعلومات او ما يسمى بالانفجار المعلوماتي الذي تشهده
المجتمعات الحديثة والسيطرة عليه والإفادة منه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية المنشودة .
آن تاريخ استخدام النظم
الآلية في المكتبات يعود الى عام 1935 وهو العام الذي شهد إدخال أول آلة معالجة
بيانات في المكتبات حيث قامت جامعة تكساس باستخدام أجهزة بطاقات مثقبة Punched
Card في نظام الإعارة Circulation
System , ثم تلتها مكتبة بوسنطن العامة في استخدام البطاقات المثقبة لتحليل
بعض إحصائيات التزويد وتوالت النظم الآلية بعد ذلك حيث استخدمت المكتبات الرقمية Digital
Computer وكان أول من طالب باستخدام هذا النوع من الأجهزة في المكتبات كلا من
ملفن ج. فواخت Melvin J.
Voight المسؤول عن مكتبة جامعة كاليفورينا ومعه كلاي ل. بري Clay
L. Perry من مركز الحاسب في نفس الجامعة عام 1962 حيث كان مشروعهما التجريبي
هو تحويل تسجيلات عدد ( 700 ) سلسلة الى الشكل المقروء آليا بالإضافة الى طباعة
قائمة بالأعداد شهريا مع قائمة كاملة بكل ما تملكه المكتبة .
ويلاحظ أن اغلب الأنظمة
الآلية التي ظهرت كانت أجزاء من أنظمة أي أنها لم تكن أنظمة متكاملة Integrated Systems
) ) يمكن أن تضم جميع عمليات
المكتبة في أن واحد ولكنها كانت تتعامل مع جزء واحد فقط من عمليات المكتبة مثل
الفهارس او الإعارة ولكن مع عام 1961 قامت المكتبة الطبية الوطنية National Library of
Medicineبالعمل مع مشروع مدلارز Medical Literatur
Analysis and Medlars Retrival System ومن خبرات هذا المشروع تم
مراجعة وظائف النظام في محاولة لمكننة كل وظائف المكتبة بالإضافة إلى أجراء عمليات
البحث الببليوغرافي وإصدار كشاف Meoicus Index وكذلك عمليات الفهرسة
الآلية والاستعارة الآلية والمساعدة في الاقتناء وضبط الدوريات وبالتالي ظهور أول
نظام آلي متكامل في المكتبات عام 1966 . ولم يقتصر الآمر على ذلك فمن التغيرات
والتطورات المثيرة للاهتمام في مجال المكتبات والمعلومات ذلك التطور الذي حدث على
الخدمات التي تقدمها المكتبات حيث قامت وكالة الفضاء ناسا Nasa باختبار أول نظام للبث
الانتقائي للمعلومات SDI يعمل على الحاسب الآلي ,
حيث يقوم المستفيد بتحديد الموضوعات التي يرغب في الاطلاع عليها ويقوم النظام
الآلي بالمقارنة بين موضوعات المقالات وواصفات المستفيد الموضوعية ويقوم بإمداده
بقائمة من المقالات تطابق اهتماماته التي قام بتحديدها سابقا .
.
3- مكونات الحاسب الإلكتروني :
يعتمد نظام تشغيل الحاسب
الإلكتروني – مثل النظم التكنولوجية الأخرى – على وحدات إدخال ومعالجات ووحدات
إخراج . ويتم إدخال المعلومات من خلال منفذ Terminal عن طريق استخدام شريط او
قرص او استخدام لوحة مفاتيح تشبه الآلة الكاتبة , ويقوم الحاسب بالاستجابة
والتعامل مع البيانات التي يتم إدخالها حسب نمط النظام ثم يتم إخراج البيانات من
الحاسب بعد معالجتها بالطرق المرغوبة , ويمكن أن يكون هناك رجع صدى Feedback من جانب المستخدم نفسه او
يتم رد الفعل بشكل أوتوماتيكي من خلال برامج التجهيزات المادية Hardware او برامج التجهيزات
الفكرية Software ويستخدم رجع الصدى لتعديل
البيانات للحصول على النتائج المطلوبة , وفيما يلي تفاصيل هذه العمليات :
أولا : أدوات الإدخال
للحاسب Computer Input
Devices
لكي تكون المعلومات التي
يعالجها الحاسب مقيدة فلابد من تبادلها مع أشخاص او آلات أخرى خارج الحاسب ويسمى
هذا التبادل بالإدخال والإخراج Input & Output .
وتوجد أساليب عديدة
لتبادل المعلومات مع الحاسب الإلكتروني تتفاوت حسب الغرض والاستخدام
.
ولعل اكثر أدوات الإدخال
شيوعا يتم من خلال استخدام لوحة المفاتيح Keyboard التي تشبه الآلة الكاتبة
, حيث يمكن للشخص المستخدم للحاسب أن يقدم التعليمات او المواد الخام عبر هذه
اللوحة كما يستطيع التعامل مع الحاسب على أسس تفاعلية وإذا كانت التعليمات الصادرة
قليلة او محدودة فان الحاسب يستجيب لها فورا آما إذا كانت التعليمات معقدة فان
الحاسب يحتاج لبعض الوقت لإنجازها .
وهناك أشكال أخرى من
الإدخال تتم من خلال استخدام اشرطه مغناطيسية Magnetic Tapes او أقراص صلبة Hard Discs او اقرص لينة Floppy Discs , وهي تتضمن البيانات التي
يمكن تحميلها للحاسب عن طريق الذاكرة الرئيسية Main Memory ويتيح استخدام الأقراص
الصلبة سعة تخزينية اكبر من استخدام الأقراص اللينة حيث تصل سعتها التخزينية إلى
اكثر من 100 ميجا بايت Mega bytes ) )* من البيانات داخل الحاسب
الشخصي .
مصطلح آل Bytes يشير الى مجموعة الأرقام
الثنائية المتجاورة تشكل وحدات للحاسب الإلكتروني .
واحد أشكال الإدخال
الأخرى يتم من خلال استخدام أداة ضوئية Optical Scanner
وتستطيع هذه الأداة
التعرف على الحروف والأرقام المطبوعة على صفحة ورقية وتحولها إلى كود او وحدات
رقمية bytes بلغة الحاسب وباستخدام
هذا الأسلوب يمكن وضع العديد من الصفحات المطلوبة في كتاب او مجلد في ذاكرة الحاسب
للاستخدامات المستقبلية .
وهناك شكل آخر من أشكال
الإدخال ما زال تحت التطوير وهو يعتمد على استخدام الكلام او اللغة المنطوقة Speech Recognition وبعض نظم الحاسب ألان
مزودة بميكروفون لإدخال البيانات المنطوقة ويتم استخدام أدوات خاصة يمكنها أدراك
الكلمات المنطوقة وتحويلها إلى سلسلة من الوحدات الرقمية وهي تشبه تماما طريقة
إدخال الكلمات المطبوعة على لوحة المفاتيح Key board (5) .
ثانيا : وحدات المعالجة
المركزية The Control
processing unit
تعد وحدة المعالجة
المركزية CPU بمثابة القلب للحاسب
الإلكتروني فهي تتحكم في تدفق البيانات وتخزينها وطريقة تعامل الحاسب معها وهي
التي تقرا البرنامج ( قائمة التعليمات ) وتحوله إلى أفعال او إجراءات وقد تشمل هذه
الإجراءات القيام بعمليات حسابية او تخزين معلومات من الأرقام والحروف .
وتضم وحدة المعالجة
المركزية CPU وحدة التحكم Control Unit تقوم بتوجيه البيانات
المتدفقة خلال النظام وتتحكم في مشهد العمليات وهناك أيضا وحدة للحسابArithmetic Logic Unit تقوم بالعمليات الحسابية
للبيانات .
وتستخدم معظم أجهزة
الحاسبات ( معالج مفرد
) Single Processor يقوم بالمعالجات الحسابية بطريقة متسلسلة Serial Processing بمعنى أن تتم المعالجة
لوظيفة حسابية واحدة في الوقت الواحد ثم تقوم بالعمليات الحسابية التالية وهكذا
مثل الشخص الذي يبني منزلا كاملا بمفرده .
وهناك أنواع من الحاسبات
الإلكترونية تستطيع القيام بعدة عمليات حسابية مختلفة في نفس الوقت حيث يتم معالجة
البيانات بسرعة كبيرة جدا من خلال وجود ممرات مختلفة ويسمى ذلك ( بالمعالجات
المتوازية )Parallel Processingويستطيع الحاسب الذي يقوم
بالمعالجات المتوازية التعامل مع مئات الملايين من التعليمات في الثانية الواحدة
ويمكن تشبيه أسلوب المعالجات المتوازية بفريق من الأشخاص الذين يتعاونون في بناء
منزل .
ثالثا : وحدة التخزين (
ذاكرة الحاسب ) : Computer Memory
يتم تخزين برنامج الحاسب
الإلكتروني في وحدة تسمى الذاكرة Memory وتقوم الذاكرة أيضا
بتخزين البيانات التي يمكن التعامل معها في أي وقت ويتم وضع البيانات المرسلة إلى
الحاسب في عدادات تسجيل خاصة Special Register تشبه صناديق التخزين
ويكون هناك أسلوب خاص للتعرف على كل سجل .
وتستخدم جميع الحاسبات
الحديثة الدوائر المتكاملة Integrated Circuit وهي عبارة عن شرائح Chips شديدة الرقة , وتستطيع
الشريحة الواحدة تخزين حوالي مائة آلف اسم او رمز (6) .
ويطلق على الذاكرة التي
تخزن البرامج والبيانات التي يتعامل معها ( الذاكرة الرئيسية
) Computer's Main Memory وحين يشار إلى جهاز حاسب
بأنه ( 64 كيلو بايت ) فهذا معناه أن حجم الذاكرة يتسع ليشمل 64 آلف وحدة حسابية
ويتراوح حجم ذاكرة الحاسبات الشخصية من ( 8 كيلو بايت إلى واحد ميجا بايت ) ويصل
حجم ذاكرة الحاسبات المستخدمة في الشركات الضخمة والجامعات إلى نحو 10 ميجا بايت .
وتحتوي الذاكرة الرئيسية
على حيز صغير يسمى ( ذاكرة القراءة
) Read only memory ويشار أليه اختصارا
( ROM ) . آما الحيز الأكبر من الذاكرة الرئيسية فيسمى بالذاكرة العشوائية او
الجزافية Random Access Memory ويشار أليه اختصارا
( RAM ) .
وذاكرة القراءة
( ROM ) هي الذاكرة المستمرة او الدائمة Permanent وهي تستخدم للتحكم في
عمليات الحاسب عند تشغيله , ويقوم الحاسب بقراءة البيانات من ذاكرة القراءة
( ROM ) . ولا يستطيع الشخص الذي يعمل على الحاسب أن يخزن البيانات على ذاكرة
القراءة وإدخال معلومات جديدة . آما الذاكرة العشوائية
( RAM ) فتستخدم لتخزين البيانات أثناء تشغيل الحاسب ، وهي تعتبر ذاكرة سريعة
الذوبان Volatile Memory لأنها تفقد البيانات
بمجرد غلق الحاسبTurned OFF.
وبالإضافة إلى الذاكرة
الرئيسية يحتاج الحاسب إلى ذاكرة ذات سعات اكبر لتخزين البيانات واستخدامها عند
الحاجة ويسمى هذا النوع من الذاكرة بالمخزن (Storage ) وهو مصمم لكي يكون كبير
جدا ويسمح بتخزين أنواع مختلفة من البيانات او كميات ضخمة من نفس نوع البيانات
ويتم إدخال البيانات إلى هذا المخزن عن طريق أقراص لينة ( Floppy Disc ) او أقراص صلبة ( Hard Disc )او أشرطة مغناطيسية ( Magnetic Tapes ). ويتم تسجيل البيانات على
هذه الوسائل بطريقة مغناطيسية , ويتم تغطية سطح القرص او الشريط بطبقة رقيقة جدا
من الحديد المؤكسد الذي يحتوي على مادة ممغنطة , وتوجد قطعة كهر ومغناطيسية صغيرة
جدا تسمى الرأس Head توضع بالقرب من القرص او
الشريط عند أدارته وذلك حتى يتم نقل المعلومات إلى الوسيلة ويسمى ذلك ( الكتابة
على الذاكرة ) ، وعندما نحتاج إلى بيانات من القرص او الشريط نستخدم الرأس
الكهرومغناطيسية لعرض هذه المعلومات ويسمى ذلك ( القراءة من القرص او الشريط )
.
ويمكن للأقراص اللينة سعة
5.25 التي تستخدم في الحاسبات الشخصية أن تخزن حوالي (360 كيلو بايت ) من البيانات
( أي 360 آلف حرف او رمز) وهذا يعادل طباعة حوالي 200 صفحة من المعلومات المكتوبة
على الآلة الكاتبة . وهناك أقراص لينة صغيرة جدا ( Micro Floppy Disc ) سعة 3.5 والتي تصل قدرتها
التخزينية إلى حوالي ميجا بايت من البيانات . آما الأقراص الصلبة فتصل سعتها
التخزينية إلى حوالي (40 ميجا بايت ) أي ما يزيد على 200 آلف صفحة من المعلومات
المطبوعة على الآلة الكاتبة .
ومن الأساليب الحديثة
لتخزين البيانات على الحاسب الإلكتروني يمكن استخدام الأقراص الضوئية Optical Discs وهي تستخدم لتسجيل
البيانات المكتوبة وتستخدم لتسجيل المواد الصوتية ( Audio Disc )والمواد المرئية ( Video Disc ). وتتيح الأقراص الضوئية
سعة تخزينية عالية جدا تصل إلى بلايين الوحدات او ما يسمى جيجا بايت .
رابعا : أدوات الإخراج Computer Output
تتخذ مخرجات الحاسب
الإلكتروني عدة أشكال ولعل اكثر هذه الأشكال شيوعا استخدام شاشة العرض ( Video Monitor ) ويتم ذلك من خلال أنبوبة
الشعاع الكاثودي ( Cathode Ray Tube ) ويشار إليه ( CRT ) و هي أنبوبة خاصة تحول
الإشارات الإلكترونية إلى صور مرئية وتستخدم في إنتاج الصور التلفزيونية وتستخدم
هذه الشاشة في عرض النصوص المكتوبة والحروف والأرقام والرسوم ويمكن أن تكون هذه
الشاشة وحيدة اللون ( ابيض واسود او اخضر واسود ) كما يمكن أن تكون شاشة ملونة .
ومن أدوات الإخراج
الشائعة الاستخدام أيضا الطابعة ( Printer ) وتقوم الطابعة بتسجيل
مخرجات الحاسب على الورق وتسمى الورقة المسجل عليها بيانات الحاسب Hard Copy ويمكن أرسال هذه النسخ
إلى أشخاص آخرين او الاحتفاظ بها في ملف خاص .
وتستخدم الطابعة الخاصة
بالحاسبات الشخصية أسلوب الطباعة عن طريق نسيج من النقاط ( Dot Matrix ) او أسلوب العملية المركبة ( Daisy Whell ) . ويستخدم أسلوب الطباعة
بنسيج النقاط في طباعة الحروف والأرقام والرسوم من خلال سلسلة مستمرة من النقاط
التي تنتج خطوطا وصور ، آما أسلوب العجلة المركبة فيحقق جودة اكبر في طباعة الحروف
والأرقام والعلامات ولكنها لا تستطيع أن تنتج الرسوم ( Graphics ) وعادة ما تكون غالية
الثمن وبطيئة السرعة بالمقارنة بأسلوب الطباعة بالنقاط .
وتستخدم الطباعة بالليزر ( Laser Printers ) للحصول على إخراج فائق
الجودة للنصوص والرسوم وبسرعة عالية وتستخدم الحاسبات الضخمة وحدات طباعة اكثر
سرعة من الوحدات المستخدمة في الحاسبات الشخصية حيث تقوم بطباعة كل الأسطر أحيانا
كل الصفحات في نفس الوقت .
وهناك أداة إخراج
للبيانات تسمى ( الرسام البياني Plotter ) وهي تستخدم قلم او اكثر
يمكن التحكم فيه من خلال الحاسب لخلق الرسوم على الورق ويستخدم الرسم البياني
غالبا في النظم الهندسية والفنية التي تعتمد على الابتكار وتخزين الرسوم .
ومن أدوات الإخراج
الجديدة السماعات ( Loudspeakers ) التي تستخدم بإخراج
البيانات الصوتية ( Audio Output ) في شكل كلمات او موسيقى
او نغمات . كما تستخدم هذه الأصوات للإشارة إلى الوصول إلى نهاية الصفحة او حين
يتم إدخال بيانات غير صحيحة إلى الحاسب ويتم تخزين الموسيقى داخل الحاسب من خلال
أداة تسمى ( الصوت الاصطناعي Synthesizer ) وهي تتيح نطاقا واسعا من
الأصوات والنغمات والموسيقى . كما يمكن تخزين الكلام من خلال أداة الصوت الاصطناعي ( Voice
Synthesizer ) وتتعامل الأجهزة الحديثة التي تستخدم هذا الأسلوب مع عدد ضخم من
المفردات الصوتية كما أنها تستخدم قواعد النطق لتوليد الصوت الاصطناعي . وغالبا ما
تستخدم شركات الهاتف هذا الصوت الاصطناعي للإجابة على تساؤلات المشتركين في خدمة
الهاتف الخاصة بمعرفة اليوم والوقت وأرقام التلفون التي تكون خارج الخدمة وذلك حين
يتم الاتصال باستعلامات شركة الهاتف .
كذلك يمكن بث مخرجات
الحاسب الإلكتروني إلى حاسبات أخرى او إلى منافذ ( Terminals )في أماكن أخرى بعيدة
ويطلق هذا النوع من تبادل البيانات ( اتصال البيانات )Data Communication وتستخدم أداة خاصة لتوصيل
بيانات الحاسب إلى أماكن أخرى تسمى Modem وذلك من خلال خط تلفوني
يترجم نتائج النغمات او الأصوات إلى حروف لو رموز يستوعبها الحاسب الإلكتروني .
وتستطيع هذه الأداة Modem نقل ما يزيد على 1200 حرف
او رمز في الثانية عبر خطوط الهاتف ومعنى ذلك أن الصفحة المكتوبة على الآلة
الكاتبة تحتاج إلى حوالي 12 ثانية لإرسالها , وباستخدام أدوات Modem اكثر تقدما يمكن أر سال
9600 رمز في الثانية (7) .
4- برامجيات الحاسب
الإلكتروني Computer Software :
الحاسب الإلكتروني الذي
يؤدي عمله وفقا لقائمة من التعليمات المعدة في برنامج يسمى Computer Software
Program , هذا البرنامج يمكن تغييره
في أي وقت وإذا تم تغيير قائمة تعليمات البرنامج Software يستطيع الحاسب أن يؤدي
وظائف أخرى , وهكذا يكون الحاسب الإلكتروني أداة ذات غرض عام يمكن أن يؤدي وظيفة بناء
تعليمات معدة مسبقا وبالتالي يكون الحاسب دائما تحت سيطرة البرامج المعدة مسبقا .
وهناك ثلاث وظائف هامة
يؤديها برنامج Software هي :
أولا : تشغيل النظام Operating Systems :
وهو عبارة عن قائمة من
التعليمات تسمح لمستخدم الحاسب بالتحكم في الذاكرة سواء كانت في شكل أقراص او
أشرطة او خلافه وكذلك التحكم في الطباعة والأدوات الأخرى . ويسمح نظام تشغيل
الحاسب بالتوافق مع أي برامج Software أخرى مثل البرامج
التطبيقية ويجب أن تصمم نظم التشغيل لتتناسب مع خصائص الحاسب والغرض من استخدامه
أحيانا يكون هناك اكثر من نظام تشغيل متاح للحاسب ويختار المستخدم نوع النظام الذي
يحتاج أليه حسب نوع المهام التي يتوقع أن يؤديها الحاسب (8) .
ثانيا : البرامج
التطبيقية Applications Programs :
ومعناها إعطاء تعليمات
للحاسب لكي يؤدي مهمة محددة بدقة بالغة وتتنوع البرامج التطبيقية لتشمل العاب الكمبيوتر
ومعالجات الكلمات Word Processors والبرامج التعليمية
للطلاب واعداد ضرائب الدخل والميزانيات وبرامج التحكم الذاتي لقيادة السيارات
وغيرها .
ويتم تخزين البرامج
التطبيقية على أشرطة مغناطيسية او أقراص صلبة او أقراص لينة ويمكن الحصول على تلك
البرامج الجاهزة من وكلاء تسويق أجهزة الحاسبات الإلكترونية
.
ويجب أن يتأكد المستخدم
حين يختار البرنامج التطبيقي أن هذا البرنامج ( متوافق Compatible ) مع نظام التشغيل المستخدم
في الحاسب فهناك العديد من البرامج التطبيقية التي يمكن استخدامها مع نظم تشغيل
مختلفة .
ثالثا : البرامج
التطبيقية التي يكتبها المستخدم للحاسب بلغة البرامج :
إذا كانت البرامج
التطبيقية الجاهزة لا تؤدي الوظيفة المطلوبة في نوع معين من الحاسبات في هذه
الحالة يقوم المستخدم بكتابة البرنامج التطبيقي الذي يتلائم مع نظام تشغيل الحاسب
أحيانا يتم ذلك بسهولة وفي أحيان أخرى يحتاج إتمام ذلك إلى جهد عدد كبير من
الأفراد ووقت طويل من الزمن ويعتمد ذلك على طبيعة المشكلات التي ينبغي علاجها .
وتتاح البرامج التطبيقية
بلغات برامجية عديدة ولكل لغة برامجية سماتها الخاصة التي تجعلها مفيدة في كتابة
أنواع معينة من البرامج التطبيقية ومن أمثلة البرامج التطبيقية الشائعة الاستخدام COBOL , FORTRAN , ADA
, LISP , BASIC , PASCAL وتقدم لغة بيسك للمبتدئين كل التعليمات الأساسية المستخدمة في تشغيل
الحاسب ويشيع استخدامها بين الطلاب والهواة ورجال الأعمال لأنها ابسط نسبيا في
التعليم والاستخدام كما أنها متاحة في معظم نظم الحاسبات الشخصية الصغيرة وكذلك
الحاسبات الضخمة.
مجالات استخدام الحواسيب
في المكتبات ومراكز المعلومات
استخدامات الحاسب الإلكتروني في الاتصال :
يتيح الحاسب الإلكتروني
تطبيقات عديدة في مجال الاتصال سواء الاتصال الشخصي او الاتصال الجماهيري وذلك على
النحو التالي :
أولا : معالجة الكلمات Word Processing
تتيح معالجة الكلمات
طباعة اكثر تقدما وسرعة من الطباعة بالآلة الكاتبة فحين تطبع النصوص باستخدام لوحة
معالجة الكلمات Processor Keyboard نشاهد النص المطبوع على
شاشة مراقبة ويتم تخزين هذا النص في ذاكرة الحاسب الإلكتروني ومن الممكن أحداث أية
تعديلات على النص المطبوع بسهولة كبيرة من خلال أعادة الطباعة او تصحيح الأخطاء
قبل إصدار التعليمات للحاسب بنقل النص المطبوع – خلال الطباعة – على الأوراق .
ويتيح معالجة الكلمات
مزايا غير موجودة في الآلة الكاتبة مثل إمكانية مراجعة النص بالكامل وتصحيح
الأخطاء الطباعية او اللغوية كما يمكن تحريك الفقرات من موقع لاخر ويمكن أعادة
ترتيب عدد الأعمدة وعدد الأسطر في كل صفحة بسهولة .
ثانيا : النشر المكتبي Desktop
Publishing
تستخدم أجهزة الحاسب
الإلكتروني ألان في إنتاج صفحات كاملة من الصحف مزوده بالعناوين والنصوص والرسوم
ويتيح ذلك للمخرج الصحفي أن يعد نسخة الصفحة على شاشة المراقبة بالشكل الذي يريده
مطبوعا على الورق كما يستطيع أجراء أية تعديلات على شكل الصفحة ومحتواها بسهولة
وتسمى الصورة الناتجة على الشاشة Wysiwyg ومعناها أن الصورة التي
نراها على الشاشة هي نفسها الصورة التي نحصل عليها على الورق المطبوع .
ثالثا : تصميم الرسوم Computer – Aided Design
غيرت الحاسبات
الإلكترونية من طريقة أداء الناس للرسوم التقنية فمن خلال استخدام نظم تصميم
الرسوم CAD يتم ابتكار الرسوم
وتخزينها وتغييرها بشكل اسهل من السابق وتستخدم هذه الرسوم في وسائل الاتصال من
خلال عرض خرائط الطقس والرياح ورسم الخرائط وتحديد المناطق الجغرافية وغيرها من
الرسوم التي تستخدم في الأخبار .
رابعا : البريد
الإلكتروني Electronic Mail
يمكن استخدام الحاسب
الإلكتروني في توزيع الرسائل بدلا من استخدام البريد العادي وأصبحت وسيلة البريد
الإلكتروني شائعة الاستخدام في الشركات الكبرى لتسهيل الاتصال بين الموظفين
والإدارات المختلفة ويتيح هذا النظام توجيه رسائل متعددة إلى أشخاص مختلفين عبر
مسافات بعيدة او توزيع نسخ من نفس الرسالة إلى أشخاص عديدين وكذلك استقبال الرسائل
من جهات أخرى بعيدة عبر صناديق البريد الإلكتروني .
خامسا : الاتصال المباشر
بشبكات المعلومات On – line Computer
Networks
عند إدارة رقم تلفون معين
يمكن ربط حاسب الشخص من داخل المنزل بحاسب إلكتروني مركزي ويتيح هذا الاتصال توفير
خدمات عديدة من المعلومات مثل : الأخبار – الطقس – الرياضة – خدمات السفر والسياحة
– الشراء من المحلات – ممارسة الأعمال البنكية – استرجاع المعلومات – التعليم –
ممارسة الألعاب الذهنية , وغيرها من الخدمات .
وهناك على سبيل المثال
شبكة GENIE التابعة لشركة جنرال
الكتريك الأمريكية وهي تتيح للمشتركين في خدماتها اتصالا مباشرا عن طريق الحاسب
الإلكتروني بموسوعة كاملة من المعلومات في شتى المجالات .
وتنفق الولايات المتحدة
الأمريكية حوالي 70 بليون دولار سنويا على هذا النوع من الاتصالات .
سادسا: أعمال المونتاج
والتشغيل الذاتي لوسائل الاتصال Editing &
Automation
يلعب الحاسب الإلكتروني
ألان دورا مهما في عمل المونتاج للبرامج التلفزيونية والأفلام السينمائية ويندر
وجود استديو للصوت او للتلفزيون غير مزود بالحاسب الإلكتروني الذي يقوم بكافة
أعمال التوليف بمنتهى الدقة والتحكم والتنوع كما تعتمد استوديوهات تسجيل الموسيقى
الحديثة على استخدام الحاسب الإلكتروني .
ولعل إحدى معجزات الاتصال
الجماهيري التي يلعب فيها الحاسب الإلكتروني دورا كبيرا هي التشغيل الذاتي Automation . فقد اثر التشغيل الذاتي
على أسلوب معظم الأعمال التي تتم من خلال صناعة الاتصال الجماهيري وتشمل التسهيلات
الأوتوماتيكية طباعة الصحف والمجلات والكتب وادارة محطات الراديو بشكل شبه كامل من
خلال استخدام الأشرطة سابقة التسجيل والتحكم من خلال أجهزة الحاسب في تشغيل
الأشرطة وإيقافها , كذلك يستخدم التشغيل الذاتي في إدارة قاعات العرض السينمائي
ومع زيادة التقدم في الحاسبات الإلكترونية سوف يصبح التشغيل الذاتي ( Automation ) اقل كلفة من استخدام
الطاقة البشرية (10) .
5- تصميم وبناء النظم الآلية
في المكتبات ومراكز المعلومات :
تتطلب عملية تصميم نظم
المعلومات وبنائها أشخاصا ذوي كفاءات ومهارات عالية قادرين على استيعاب مشكلات
النظم الموجودة وحلها بالطريقة المثلى لذلك نحتاج قبل البدء بعملية تصميم النظام
الجديد إلى القيام بتحليل النظام الحالي والتعرف على أجزائه وصياغة مشكلاته وأهدافه
ووظائفه وتحديد مستخدميه ويسمى الشخص الذي يقوم بعملية تحليل النظام القديم وتصميم
النظام الجديد وبنائها وتعديلها وتحديثها محلل النظم .
أ. مفهوم تحليل النظام :
يقصد بتحليل النظام ما يلي (11) :
1- تجزئه النظام إلى مجموعة
المدخلات والإجراءات والمخرجات والتغذية الراجعة .
2- تحديد عناصر المدخلات
والمخرجات وتحديد العلاقات المنطقية والرياضية فيما بينها .
3- تنظيم الإجراءات الداخلة
في تركيب النظام ضمن منظومة معادلات رياضية وعلاقات منطقية وعمليات معالجة بيانات
واضحة المعنى محددة المدخلات ودقيقة المخرجات .
4- أيجاد العلاقات التركيبية
ووسائل اتصال المعلومات والبيانات بعضها ببعض في منظومة النظم الفرعية المكونة
للنظام .
5- تحديد أهداف النظام
الخاصة والعامة بشكل واضح .
6- تحديد أساليب السيطرة على
مدخلات النظام وإجراءاته ومخرجاته .
7- تعديل النظام وتحديثه
وصيانته كلما لزم الآمر .
8- تصميم نظم جديدة وبنائها .
9- تحديد مستخدمي النظام .
ب. وظائف نظام المعلومات
الآلي :
الوظيفة الأساسية لنظام
المعلومات الآلي هي تجميع البيانات ومعالجتها وتحويلها إلى معلومات يتم استرجاعها
حسب الحاجة .
ولتحقيق ذلك يقوم نظام
المعلومات الآلي بما يلي :
1- الحصول على البيانات من
المصادر المختلفة ( داخلية وخارجية )
.
2- التأكد من صحة البيانات
ودقتها ( فرز , تبويب , ترميز )
.
3- تنظيم البيانات ( فرز ,
تبويب , ترميز ) .
4- خزن البيانات ( أقراص
صلبة , أقراص ممغنطة , واسطوانات ممغنطة او ضوئية … الخ )
.
5- أجراء العمليات الحسابية
والمنطقية على البيانات .
6- استرجاع المعلومات (
تقارير مطبوعة , جداول , رسومات بيانية … الخ )
.
7- أعادة الإنتاج ويعني نقل
المعلومات من مكان إلى آخر بواسطة التقارير المطبوعة او شاشات الحاسوب او وسائط
التخزين الممغنطة المختلفة .
ج. تحويل النظام اليدوي
إلى النظام الآلي :
توجد ثلاثة أشكال لعملية
تحويل النظام من الشكل اليدوي إلى الشكل الآلي سوف يتم تناولها ببعض الشرح
والتحليل :
1- التحويل الكامل للعمليات
اليدوية إلى الشكل الآلي :
يعني ذلك تحويل جميع
العمليات اليدوية والروتينية التي تتم في المكتبة إلى الشكل الآلي دون زيادة او
نقصان ويرجع اتخاذ هذا القرار بهذا الشكل إلى إدارة المكتبة او المسئولين عنها .
2- التحويل المشروط للعمليات
اليدوية إلى الشكل الآلي :
وتفضل بعض المكتبات تحويل
النظام اليدوي إلى الشكل الآلي مع بعض التغييرات البسيطة التي لا تترك تأثيرها على
النظام في شكله الآلي بعد تحويله وعلى سبيل المثال فان إضافة وسيلة استفسار جديدة
على الفهارس الأساسية للمكتبة سوف يعزز من موقف المكتبة أمام المستفيد او عمل
قائمة إسناد بمداخل المؤلفين او غيرها من التغييرات التي لا تترك تأثيرا كبيرا على
هيكل النظام المعمول به في المكتبة .
3- التحويل غير المشروط
للعمليات اليدوية إلى الشكل الآلي :
أن أعداد هذه الأنظمة
يبنى على أساس تحويل أهداف المكتبة إلى عمليات عند بناء النظام الجديد وليس على
أساس تحويل العمليات القائمة بالفعل إلى الشكل الآلي .
أن تحديد أهداف المكتبة
بشكل مبدئي جيد ثم تحديد العمليات التي يمكن أعدادها لتحقيق هذه الأهداف بالشكل
المطلوب وتحديد الإجراءات التي تساعد على سير تلك العمليات بشكل انسيابي مرن دون
معوقات وتحديد المدخلات والمخرجات بناء على ذلك , كل ذلك يعمل على تحقيق أهداف
تحليل النظام بشكل عام , كما انه يساعد على ظهور جيل من الأنظمة المتكاملة تساعد
على تحقيق احتياجات تلك المكتبات .
أن عبارة وصول المستفيد
إلى جميع أوعية المعلومات داخل المكتبة بكل الطرق والوسائل الممكنة تمثل هدفا من
أهداف المكتبة وهي تعني أي عملية للبحث الآلي في الملفات يجب أن تحتوي كل المداخل
الممكنة للوصول إلى الوثيقة المطلوبة وتشمل استخدام مداخل العناوين والعناوين
الفرعية والمسئولين عن العمل , الناشر ومكان النشر وسنة النشر والسلسلة ورؤوس
الموضوعات والكلمات المفتاحية وكذلك توفير وسائل البحث البوليني Boolean Search أي البحث باستخدام
معاملات ( و ) ( او ) ( ليس )
= ' OR ' ' NOT ' ' AND ' او البحث العشوائي الموجه
والذي يستخدم بشكل أساسي في اغلب الموسوعات التي تحمل على أقراص CD ROM بالإضافة إلى طرق البحث
بأكثر من حقل معا مثل المؤلف والعنوان والطبعة والناشر ومكان النشر , كل ذلك يجعل
عملية وصول المستفيد للوثيقة المطلوبة في منتهى السهولة واليسر .
وإذا وضع هدف آخر للمكتبة
عليها أن تسعى إلى تحقيقه مثل اقتناء جميع المطبوعات في مجال محدد من الناشرين
المحليين او الأجانب , أن هذا الهدف يعني توفير ملفات خاصة بالمفردات ( الكتب ,
الدوريات , المواد الخاصة … الخ ) وتوفير وسائل استلام كتالوجات الموردين الأجانب Vendors سواء كانت مطبوعة او على
أقراص ممغنطة او على أقراص ضوئية CD-ROM ثم وضع وتحميل Dowbbad هذه الكاتلوجات على
النظام الآلي والتعامل معها بعد ذلك بالاختيار والحذف .
أن هدفا مثل هذا سوف يتطلب
توافق النظام الآلي مع الأنظمة العالمية وسيستدعي بناؤه معرفة معايير الفورمات
الخاصة ب ( مارك ) وكذلك توافق النظام مع قواعد البيانات المباشرة مثل OCLC وغيرها .
كل ذلك يتطلب بناء نظام
آلي مختلف تماما عن النظام التقليدي او اليدوي ولذلك لابد من دراسة أهداف المكتبة
دراسة جيدة قبل البدء في أنشاء مثل هذا النوع من الأنظمة .
6- طرق تطوير نظم المكتبة
المبنية على الحاسوب :
هناك أربع طرق رئيسية
يمكن للمكتبة بواسطتها تطوير وبناء نظامها المعتمد على الحاسب الآلي وهي (12) :
أ. شراء او استئجار نظام
جاهز .
ب. الاشتراك مع مكتبات
أخرى وذلك من خلال شبكة تعاون مكتبي .
ج. تطويع وتبني نظام
مستخدم في مكتبة أخرى .
د. تصميم وتكوين نظام
جديد محلي .
أ. شراء او استئجار نظام
جاهز ( Turnkey System ) :
النظام الجاهز هو نظام
صممته وطورته وبرمجته واختبرته ثم عرضته للبيع للمكتبات شركة من الشركات المتخصصة
في بيع او تأجير نظم الحواسيب الإلكترونية
.
ومن مميزات هذه الطريقة
:
1- توفير الوقت والجهد الذي
يستغرق في عمليات البرمجة واختبار النظام .
2- المورد هو المسؤول عن
الأجهزة البرامجيات والتركيب والصيانة اللازمة
3- المورد الاقتصادي في
الخبرات والموظفين الفنيين حيث لا تحتاج المكتبة على سبيل المثال تعيين اختصاصيين
في تصميم وتحليل النظم وذلك لان هذه الخدمات توفرها الشركة المتعاقدة على إدخال
الحاسوب إلى المكتبة .
4- تدريب موظفي المكتبة من
قبل الشركة المتعاقدة على عمليات تشغيل الحاسب الآلي وأدارته .
ومن عيوب هذه الطريقة ما
يلي :
1- ارتفاع التكاليف :
فالمكتبة بطريقة غير مباشرة تدفع مصاريف تطوير وتسويق النظام إذ أن هذه التكاليف
تعادل تطوير نظام آخر .
2- بعض النظم الجاهزة غير
مرنة .
3- بعض النظم طورت وصممت
خصيصا لمكتبات ذات حجم وخدمات معينة , لذلك فان استخدامها في مكتبات أخرى قد لا
يحقق النتائج المطلوبة نظرا للاختلاف في طبيعة وأهداف هذه المكتبات .
ب. المشاركة في نظام
مكتبي من خلال شبكة تعاون مكتبي : في هذا الأسلوب تقوم هيئة مشرفة مثل OCLC او شركة تجارية بتوفير
النظام المبني على الحاسب الآلي بناء على خطة مشاركة معينة . والاشتراك في هذا
النظام يتم بواسطة دفع اشتراكات عضوية او تكاليف خدمات . ومن مزايا هذه الطريقة ما
يلي :
1- لا يشترط وجود حاسوب في
المكتبة لكي تستفيد من الخدمات المتاحة وانما يكفي توافر محطة طرفية او اكثر حسب
الحاجة .
2- مساعدة المكتبة في تركيب
الأجهزة وتشغيلها وصيانتها وتدريب الموظفين على إدارة النظام من قبل الهيئة
المشرفة .
3- سهولة خروج المكتبة من
الشبكة التعاونية في حالة عدم رضاها عن الخدمات التي توفرها هذه الشبكة دون تحمل
أعباء مادية كبيرة .
ومن عيوب هذه الطريقة هو
انه على المكتبات المشاركة أن تتقبل الخدمات المقدمة كما هي وان لم تكن مرضية
للاحتياجات المحلية هذا بالإضافة إلى ارتفاع وقت الاستجابة (Respone Time ) نتيجة كثرة المكتبات التي
تستعمل النظام في وقت واحد .
ج. اعتماد نظام مكتبة
أخرى بعد تعديله : وحسب هذه الطريقة تقوم المكتبة او مركز المعلومات بنسخ او تعديل
نظام مكتبي مبني على الحاسوب تستخدمه مكتبة أخرى مشابهة .
ومن مزايا هذا الاتجاه أن
المكتبة ستوفر على نفسها الوقت والجهد والنفقات الخاصة بتصميم وبرمجة واختبار
النظام لان المكتبة الأخرى قد قامت بالجهد الأساسي في هذا المجال . كما تستطيع
المكتبة المستعيرة الاستعانة بخبرات المكتبات الأخرى والاستفادة منها عند الحاجة .
ومن عيوب هذا الاتجاه ما
يلي :
1- أن النظام المعدل قد لا
يخدم سياسات ومتطلبات وعمليات المكتبة المعدلة بشكل فاعل لانه صمم بالأصل لخدمة
سياسات ومتطلبات وعمليات المكتبة الأصلية .
2- ضرورة توافر الاختصاصيين
في مجال الحواسيب الإلكترونية وتحليل النظم والبرمجة في المكتبة المستعيرة
القادرين على تعديل وتغيير برامج التطبيق حسب احتياجات المكتبة ومتطلباتها وتركيب
النظام وتشغيله .
3- ارتفاع تكاليف ونفقات
تعديل نظام مكتبة أخرى مقارنة بتكاليف تصميم نظام خاص للمكتبة داخليا .
د. تصميم نظام محلي
بالمكتبة : الاتجاه الأخير هو أن تقوم المكتبة او مركز المعلومات بتصميم وبرمجة
واختبار نظام مبني على الحاسوب لاستخدامه في عملياتها وخدماتها المختلفة .
ومن مزايا هذه الطريقة ما
يلي :
1- إمكانية تصميم نظام يطابق
ويلبي احتياجات ومتطلبات المكتبة .
2- سهولة التحكم في كافة
نواحي تصميم النظام وتركيبه وتشغيله .
3- إمكانية دمج عدة نظم مع
بعضها في المكتبة وأمكانية الوصول إلى النظام المتكامل .
ومن مساوئ هذه الطريقة ما
يلي :
1- على المكتبة أن توفر نظام
الحاسوب والأجهزة الأخرى .
2- ضرورة تعيين اختصاصيين في
مجال استخدام الحواسيب الإلكترونية وتحليل النظم والبرمجة واختيار وتركيب النظام .
3- انه من اكثر الطرق
استنفاذا للوقت والجهد .
4- ارتفاع تكاليف ونفقات
تصميم واختبار وتشغيل وصيانة النظام .
7- مجالات استخدام الحواسيب
في المكتبات ومراكز المعلومات :
نستعرض فيما يلي أهم
مجالات استخدام الحواسيب في المكتبات ومراكز المعلومات :
7-1 : التزويد وبناء المجموعات
المكتبية Acquistons and
Collections Development :
يعد قسم التزويد من أهم
أقسام المكتبة وركيزة أساسية في تحقيقها لأهدافها وان عملياته واحدة من العمليات
الفنية والتي بدونها لا يمكن أن تتوافر المواد المكتبية المناسبة وبالتالي لا يمكن
تقديم الخدمات الفنية وغير الفنية الأخرى , وعلى الرغم من ذلك فان نشاط التزويد
وبناء المجموعات المكتبية يعتبر من اكثر الأنشطة تكلفة في سلسلة العمليات المكتبية
لذلك فان إدارة إجراءات التزويد بشكل علمي وسليم سيؤدي إلى الاقتصاد في النفقات
والى بناء مجموعات متكاملة ومتوازنة مبنية على معرفة حقيقية بحاجات المستفيدين
وضمن سياسات محددة وواضحة ومن اجل ذلك كله فقد رأت العديد من المكتبات ومراكز
المعلومات انه لا مناص من حوسبة التزويد ليس من اجل التقليل من النفقات وضبطها فقط
وانما لضبط جودة إجراءات التزويد ومدخلات المكتبة من الوثائق والمعلومات .
وتتشابه وظائف قسم
التزويد وأعماله في معظم المكتبات ومراكز المعلومات وان اختلفت في التفاصيل ، وتقسم
الوظائف الأساسية لنظام التزويد إلى ثلاث وظائف رئيسية هي :
1- وظائف تتعلق بنشاط الطلب Ordering Activities : وتشتمل على تسلم اقتراحات
لشراء مواد مكتبية والتأكد من عدم طلب هذه المواد سابقا واعداد نماذج الطلبات
تمهيدا لإرسالها إلى الناشرين والتحقق من أن طلب إحدى المواد المكتبية قد أرسل إلى
الناشر المناسب .
2- وظائف تتعلق بمتابعة
المواد تحت الطلب Inprocess Materials : وتشتمل على متابعة الطلب
حتى تصل المواد المطلوبة إلى المكتبة ومتابعة الناشر للتحقق من وضع المواد
المتأخرة او التي لم تصل بعد إلى المكتبة واعداد المطالبات التي ترسل للناشرين
وباعة الكتب حول المواد غير المستلمة وتسجيل المواد عند وصولها إلى المكتبة
.
3- وظائف محاسبية Fund Control : وتشمل توزيع الميزانية
حسب أنواع المواد والناشرين والدوائر والكليات … الخ , دفع الفواتير وإصدار
الشيكات وسداد قيمة ما وصل إلى المكتبة من مواد مطلوبة بالإضافة إلى تقارير مالية
أخرى ضرورية .
الملفات الفرعية في نظام
التزويد المحوسب :
من اجل تحويل كافة
الإجراءات محوسبة يفترض توافر عدد من الملفات الفرعية كما يلي :
1. ملف المواد المحتمل
الاستفادة منها في الاختيار والتزويد
:
يشتمل هذا الملف على جميع
البيانات الببليوغرافية كاملة عن الكتب ومواد المعلومات الأخرى التي يحتمل أن تقوم
المكتبة باقتنائها وتتم إضافة المواد إلى هذا الملف اعتمادا على المصادر
الببليوغرافية المختلفة .
2. ملف المواد تحت الطلب :
ويقصد بالمواد تحت الطلب
المواد التي تجري عليها إجراءات التزويد بعد اختيارها . ويشمل هذا الملف على
بيانات مثل : رقم الطلب واسم الموصي بالمادة وبيانات ببليوغرافية كاملة عن المادة
( المؤلف والعنوان والرقم المعياري الدولي ) وتاريخ أر سال الطلب وتاريخ استلام
المواد المطلوبة ورقم تسجيل المادة لدى وصولها والسعر والعملة المستخدمة في الدفع
ومصدر التزويد ووضع المادة ( تحت الطلب او غير متوافرة او طبعة نافذة او تحت الطبع
او الغي الطلب او طلب مستمر او مطلوب معلومات وافية )
.
3. ملف مصادر التزويد :
وهو ملف يحتوي على بيانات
كاملة عن المصادر الداخلية والخارجية التي تعتمدها المكتبة لتزويدها بالمواد
المكتبية . ويحتوي هذا الملف على البيانات التالية : رقم المصدر او رمزه الخاص
واسم المصدر وعنوانه البريدي كاملا والرمز الخاص بنوعية المصدر ( ناشر او موزع او
وكيل محلي او وكيل خارجي ) ورقم حساب المصدر في بنك محلي او خارجي معتمد وتخصص
المصدر وملاحظات عن نمط التعامل مع المصدر ( الأسعار والحسم والجودة وسرعته في
إجراءات التزويد ) وطريقة الدفع للمصدر .
4. ملف المالية :
يحتوي هذا الملف على
البيانات المالية كاملة عن المواد الواصلة والمواد تحت الطلب ضمن المتغيرات
التالية : الميزانية العامة لقسم التزويد والميزانية المخصصة لكل قسم او موضوع
وقيمة المواد تحت الطلب ورقم الفاتورة لكل مادة ورقم الشيك ومصدره لكل دفعة
والعملة التي يتم الدفع بها وتاريخ الدفع والقيمة المدفوعة
.
وبناء على الملفات
الفرعية سابقة الذكر فان النظام يقوم بإنتاج عدة أنواع من التقارير هي قوائم
بالمواد تحت الطلب وقوائم بالمواد المتأخرة وقوائم بالطلبات الملغاة وقوائم
بالمواد التي جرى تسديد فواتيرها خلال فترة معينة وقوائم بالمواد من مصدر معين
وقوائم بالمواد في موضوع معين وقوائم بالمواد التي طلبت بشكل دائم ومستمر وتقارير
مالية شاملة وتشمل الفواتير التي لم يجر تسديدها بعد والفواتير التي سددت خلال
فترة معينة بالإضافة إلى تقارير عامة عن الميزانية .
التزويد بالاتصال المباشر
Online Acquistion :
من التطورات الحديثة في
مجال نظم التزويد المبنية على الحاسوب هو أن عددا من الناشرين وباعة الكتب يتيحون
للمكتبات ومراكز المعلومات فرصة طلب ما تريده من مواد مكتبية عن طريق الاتصال
المباشر بقواعد بياناتهم وذلك اختصارا لإجراءات الاختيار والطلب والمراسلات
ومن اشهر خدمات التزويد
التي يمكن الاتصال بها بالخط المباشر بوكلاين Bookline التابعة لمؤسسة بلاكويل Blackwell في بريطانيا , واسكو
ليبتل Askew Libtelالتابعة لمؤسسة جون منريز John Menziez البريطانية , وخدمة مؤسسة
برودارت Brodart الأمريكية , ومؤسسة باوكر Bowker التي تنتج البحث في قاعدة
بياناتها من خلال نظام ديالوج Dialog , وخدمات بنوك المعلومات
مثل WLN , UTLASRLIN ,
OCLC وغيرها .
نظام التزويد المحوسب
المثالي :
فيما يلي الملامح المرغوب
فيها في نظام التزويد المحوسب المثالي :
1. القدرة على الطلب
بالاتصال المباشر من الناشرين وباعة الكتب .
2. القدرة على البحث عن طريق
نقاط مختلفة للملف الببليوغرافي للمكتبة ذاتها لتعيين وضع أي مادة معينة ( تحت
الطلب او متأخرة او غير متوفرة … الخ )
.
3. القدرة على طلب تزويد نسخ
إضافية من عنوان سبق طلبه .
4. القدرة على بحث ملف
التفصيلات عن باعة الكتب والناشرين لتعيين أيهم اقدر على تزويد مادة معينة .
5. الوصول إلى بيانات الوضع
لجميع العناوين من باعة الكتب والناشرين الرئيسيين لمعرفة عنوان معين نافذ الطبعة
أم غير منشور بعد او في وضع آخر .
6. أعداد قوائم بالمواد تحت
الطلب مرتبة حسب المؤلف او الموضوع او الدائرة التي طلبتها .
7. أعداد قوائم بالمواد التي
تم الحصول عليها لإرسالها للجهات او الأفراد المهتمين .
8. أر سال إشعارات إلى
الأفراد تعلمهم بان المواد التي سبق أن طلبوها قد وصلت .
9. إصدار الإحصائيات
المختلفة لمساعدة إدارة المكتبة على اتخاذ القرارات الخاصة باختيار المواد
المكتبية وشرائها والتحكم بالميزانية … الخ .
10. القدرة على استرجاع
عناوين الفائدة من قاعدة بيانات خارجية والتي يمكن استخدامها لأغراض داخل المكتبة .
11. صيانة ملف شامل يغطي
البيانات الببليوغرافية الكاملة عن جميع المواد تحت الطلب او تحت المعالجة وأشعار
موظفي المكتبة بعدم وصول مواد يتوقع وصولها .
12. القدرة على استيعاب مختلف
المواد المكتبية بما في ذلك الكتب والمسلسلات والوثائق الحكومية والمواد السمعية
والبصرية وغيرها .
13. القدرة على التعامل مع
طرق الحصول على المواد المكتبية المختلفة وتشمل الشراء والإهداء والتبادل والإيداع .
14. القدرة على توفير معلومات
مالية مفصلة جدا وبطرق مختلفة .
15. القدرة على معالجة جميع
المعاملات المالية وتعديل الملفات طبقا لذلك .
هذا وتوجد وبرامج خاصة
بالتزويد من بينها Behive 8500 التابع لنظام Brodart ويؤدي البرنامج إلى إخراج
صحيفة بيانات خاصة بالتزويد على الشاشة الفسفورية لتسهيل ملئ البيانات وتخزينها في
الحاسوب والحصول على نسخ من طلبات الشراء التي ترسل إلى الموزعين والناشرين كما
يوجد نظام انوفاك Innovacq System حيث يقوم هذا النظام
بطباعة طلبات الشراء ورسائل المطالبة واعداد التقارير المالية والإحصائيات
الإدارية والتقارير والوثائق الأخرى المطلوبة في عملية التزويد .
7-2 : الفهرسة : لاتزال
المكتبات ومراكز المعلومات تواجه الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تهدد بزيادة
تكاليف مقتنيات المكتبة بشكل كبير فالفهرسة الوصفية والموضوعية عملية معقدة تتطلب
الكثير من اتخاذ القرارات كما أنها تتطلب الكثير من الوقت والجهد وتتطلب كذلك
تدريبا خاصا وخبرة ومهارة عالية من جانب المفهرس . وبذلك يمكن أن تكون عملية
الفهرسة عملية باهضة التكاليف خاصة إذا عرفنا أن فهرسة وثيقة ما قد يفوق سعر
الوثيقة الأصلية في كثير من الأحيان . كما أن هناك العديد من المشكلات المتعلقة
بشكل الفهرس وخاصة الفهرس البطاقي وهو الأكثر شيوعا في المكتبات وتدور معظم مشكلات
الفهرس البطاقي حول إنتاجه وصيانته واستعماله .
لقد اصبح من السهولة
بمكان في أيامنا هذه حوسبة الفهارس التقليدية في المكتبات ومراكز المعلومات
وبالتالي إغلاق فهرس البطاقات واستبداله بنهائيات فسفورية تكشف عن محتويات المكتبة
الرئيسية او عدة مكتبات فرعية .
وتتم عملية الفهارس
البطاقية وتحويل البيانات فيها إلى شكل محوسب بطريقتين :
1. إغلاق الفهرس نهائيا حتى
تاريخ معين وإدخال البيانات عن مواد مكتبية جديدة بعد ذلك التاريخ في الحاسوب بحيث
يمكن للقارئ او الباحث استخدام الفهرس البطاقي للبحث عن المواد المكتبية حتى ذلك
التاريخ المعين واستخدام الحاسوب للبحث عن المواد المكتبية الجديدة بعد ذلك
التاريخ .
2. إدخال البيانات
الببليوغرافية عن المواد المكتبية التي وصلت إلى المكتبة او مركز المعلومات حديثا
في الحاسوب مباشرة ومن ثم الرجوع شيئا فشيئا إلى التسجيلات ( البطاقات ) القديمة
وإدخالها في الحاسوب وهو ما يسمى بعملية التحويل الراجع Retrospective
Convrsion .
ومن البدائل الممكنة
للفهرس البطاقي ما يلي :
1- الفهرس الآلي المباشر On – Line
Catalog : ويمتاز بسرعته ودقته الفائقتين وأمكانية تحديثه بشكل سريع وأمكانية
الوصول أليه آليا من خلال محطات طرفية متباعدة ومن قبل عدد كبير من المستفيدين في
الوقت نفسه .
2- فهرس مخرجات الحاسب على
ميكروفيلم COM وهو فهرس جذاب واقتصادي
ويمكن استبداله بسهولة ويأخذ حيزا صغيرا إذا ما قورن بالفهرس البطاقي .
ويمكن استخراج البيانات
الببليوغرافية المخزنة في الحاسوب عن المواد المكتبية على عدة أشكال أهمها :
1. بطاقة الفهرسة Cards : وتحمل كل بطاقة بيانات
ببليوغرافية كاملة عن المادة كما يمكن أعداد اكثر من بطاقة لكل مادة مكتبية حسب
المؤلف او العنوان او الموضوع وحسب الحاجة .
2. الفهرس المطبوع Printed Catalog : حيث يمكن استرجاع
البيانات الببليوغرافية عن المواد المكتبية وطباعتها على الورق وبالترتيب المطلوب .
3. ميكروفيلم او ميكروفيش :
حيث يمكن للمكتبات ومراكز المعلومات الحصول على نسخة من الفهرس على شكل ميكروفيلم
او ميكروفيش .
4. أشرطة ممغنطة : فهناك
مثلا مشروع مارك Marc والفهرسة المقرؤة آليا
والذي بدأته مكتبة الكونجرس منذ منتصف الستينات حيث توزع البيانات الببليوغرافية
إلى المكتبات على شكل أشرطة ممغنطة . وفي عام 1977 تم توفير هذه التسجيلات
الببليوغرافية بالاتصال المباشر من مكتبة الكونجرس .
الفهرسة المقرؤة آليا (
مارك Marc ) :
لقد ذكرنا سابقا ( انظر
الفصل الخاص بالفهرسة ) أن مشروع مارك قد مر بمرحلتين (13) :
المرحلة التجريبية الأولى
واستمرت ما بين عام 1966 – 1968 واطلق عليها ( مارك 1 ) آما المرحلة الثانية فقد
بدأت بعد انتهاء المرحلة الأولى واطلق عليها ( مارك 2 ) حيث صمم نموذج Format تسجيلة ( مارك 2 )
.
لقد كان الهدف من تطوير
نموذج تسجيلة ( مارك 2 ) هو تسهيل تبادل البيانات الببليوغرافية لجميع أشكال
المواد المكتبية والمسجلة على أشرطة ممغنطة بين مجموعة كبيرة من المكتبات ومراكز
المعلومات والتي تستخدم أنواعا مختلفة من الحواسيب والبرمجيات
.
ومن الجدير ذكره في هذا
المقام أن الكثير من المكتبات ومراكز المعلومات التي قامت بحوسبة فهارسها قد
اعتمدت على أشرطة مكتبة الكونجرس الممغنطة في تحويل بيانات فهارسها إلى أشكال
مقرؤة آليا وبالتالي اصبح نموذج تسجيلة ( مارك 2 ) هو النموذج المعتمد في هذا
المجال .
مكونات نموذج تسجيلة (
مارك 2 ) :
يتكون نموذج ( مارك 2 )
من ثلاثة مكونات هي :
1- القائد Leader : وهو عبارة عن افتتاحية
نصف التسجيلة وتسمح بالتعرف عليها ويقدم معلومات عن طولها ونوعها ومستواها
الببليوغرافي . ونقصد بذلك ما يلي :
الطول : يتكون القائد
دائما من 24 حرفا أي أن طوله ثابت .
نوع التسجيلة : كتاب ,
مخطوط , فيلم , ميكروفيلم , خريطة … الخ .
المستوى الببليوغرافي :
ويعني هل العمل عبارة عن كتاب كامل او جزء من سلسلة او مطبوع مسلسل او مدخل تحليلي
لجزء من عمل شامل او مجموعة من المخطوطات او النشرات او أي وحدات أخرى فهرست كوحدة
قائمة بذاتها .
2- الدليل Directory : وهو بمثابة صفحة محتويات
او كشاف دقيق لمكان تواجد البيانات الببليوغرافية داخل التسجيلة . ويتكون كل مدخل
لدليل تسجيلة ما من مؤشر للمحتوى يسمى Content Designator او إشارة Tag تحدد وتعرف الحقل او
الحقول المتغيرة فيها .
ويعمل هذا الدليل على
تسهيل استرجاع حقول مختارة ( معينة ) في تسجيلة ما من تسجيلات مارك .
3- الحقول الثابتة Fixed Fields : ويقصد بها الحقول التي
تحتوي على البيانات الببليوغرافية الأساسية لوصف أوعية المعلومات شكلا ومحتوى ,
وتكون البيانات الببليوغرافية مصحوبة بعلامات او إشارات Tag الحقول الرئيسية والفرعية
. مثال ذلك حقل بيانات النشر يتكون من حقول فرعية هي مكان النشر والناشر وسنة
النشر , ويختلف طول هذه الحقول باختلاف نوعية المعلومات التي تشتمل عليها .
نظام الفهرسة ا لمحوسبة :
يتكون نظام الفهرسة المحو
سبة مما يلي :
1- المدخلات Input : ويقصد بها البيانات
الببليوغرافية الكاملة عن مواد المعلومات المتوافرة في المكتبة او مركز المعلومات
والمدخلة في الحاسوب بناء على برنامج محدد .
وتتم عملية إدخال
البيانات مباشرة Online باستخدام طرفي Terminal او بطريقة غير مباشرة Off Line باستخدام الأقراص
والأشرطة الممغنطة .
وتشمل إجراءات الفهرسة
المحو سبة تعبئة استمارة إدخال Input Sheet وتسمى أيضا بالوثيقة
المصدر Source Document وتشتمل على بيانات
ببليوغرافية كاملة عن كل مادة والتي سيتم فيما بعد إدخالها في الحاسوب ويتم
الاحتفاظ بهذه الاستمارات في سجل خاص لأغراض الرجوع أليها لتصحيح الأخطاء وصيانة
البيانات هذا ويمكن الاستغناء عن استمارة الإدخال وتغذية الحاسوب مباشرة بالبيانات
عن كل مادة آلا انه لا ينصح باتباع هذه الطريقة لمحاذيرها الخاصة الكثيرة وينصح
بمراجعة وتدقيق كل تسجيلة جديدة عند إدخالها في الحاسوب أولا بأول وتعديلها إذا لزم
الآمر قبل إدخالها نهائيا في ملفات النظام .
2- المعالجة Processing : يقوم الحاسوب في هذه
المرحلة بكافة الإجراءات المنطقية والرياضية المطلوبة على البيانات المدخلة بناء
على تعليمات البرنامج المستخدم ويقوم ببناء ملفات مختلفة بناء على طبيعة المعلومات
المدخلة وتصميم النظام , وتشبه هذه الملفات في طبيعتها الفهارس المألوفة في
المكتبات ومراكز المعلومات , وتتكون عادة مما يلي : الملف الرئيسي وملف أسماء
المؤلفين ( أشخاص وهيئات ) وملف العناوين وملف الواصفات وملف أرقام التصنيف وملف
بيانات النشر وملف الأرقام المعيارية الرفوف ( ويحتوي على رموز الاسترجاع المميزة
للنسخ ضمن مجموعات او فروع المكتبة ) وغيرها .
3- المخرجات Output : يمكن الحصول عن طريق
الحاسوب على أشكال متعددة من الفهارس والمنتجات الأخرى وهي :
أ. الفهرس البطاقي : يتم
عن طريق الحاسوب فرز التسجيلات وطباعتها على أشكال بطاقات آلا أن عملية ترتيب
البطاقات في الفهارس تتم بصورة يدوية .
ب. فهرس الكتاب او
المطبوع : تتم طباعة التسجيلات المخزنة في الحاسوب على شكل صفحات أوراق متصلة ومن
ثم تثبت في حافظات بلاستيكية خاصة , ومن مزايا هذا الشكل من الفهارس انه يمكن
إنتاج عدة نسخ منه بتكلفة معقولة آلا انه يجب أن يحدث بشكل مستمر .
ج. فهرس الميكروفيلم
والميكروفيش : حيث يمكن للمكتبات ومراكز المعلومات الحصول على نسخة من الفهرس على
شكل ميكروفيلم او ميكروفيش COM .
د. الفهرس الممغنط : يتم
في هذا الشكل من الفهارس تخزين التسجيلات الببليوغرافية على أقراص او أشرطة او
اسطوانات ممغنطة مما يسهل عملية تبادل المعلومات بين المكتبات ومراكز المعلومات .
ويمكن إنتاج نسخ مطبوعة او على شكل بطاقات من هذا الفهرس .
ه. بطاقة الحركة او
الكعوب .
ح. نشرات الإضافات (
قوائم بمواد المعلومات التي تمت فهرستها وتصنيفها حديثا )
.
ك. ببليوغرافيات متنوعة :
قوائم بمواد المعلومات حسب المؤلف او العنوان او الموضوع او رقم التصنيف .
ل. تقارير الفهرسة :
يساعد الحاسوب في الحصول بصفة دورية او آنية على إحصائيات وتقارير توضح نشاط قسم
الفهرسة مثل عدد ونوعية وموضوعات المواد التي تمت فهرستها في فترة زمنية معينة .
فهارس الوصول المباشر
للعامة ( الفهارس المحو سبة ) On Line Public Access
Catalogs :
قامت الكثير من المكتبات
ومراكز المعلومات في وقتنا الحاضر بتخزين البيانات الببليوغرافية عن مقتنياتها من
مصادر معلوماتية في الحاسوب على شكل قواعد معلومات محلية متاحة للبحث بالاتصال
المباشر لجميع المستفيدين وهي ما تعرف ألان باسم فهارس الوصول المباشر للعامة (
اوباك OPAC'S ) . ويمكن البحث في هذا النوع
من الفهارس من محطة طرفية داخل المكتبة نفسها او من محطة طرفية من مكان آخر في
المؤسسة او من بعد بواسطة شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية الوطنية او الدولية .
ومن الواضح أن البحث في فهرس المكتبة المحوسب يتطلب من المستفيدين القدرة على
استخدام الحواسيب ومعرفة بالفهرسة او الفهارس ومبادئ استرجاع المعلومات .
نظام الفهرسة المحوسب
المثالي :
فيما يلي الملامح المرغوب
فيها في نظام الفهرسة المحوسب المثالي :
1. إنتاج بطاقات الفهرسة
الخاصة بالتسجيلات المخزنة في الحاسوب .
2. فرز مداخل الفهرسة
المخزنة حسب المؤلف او العنوان او الموضوع او رقم التصنيف .
3. تعديل التسجيلات المخزنة
عند اكتشاف أخطاء فيها .
4. استبعاد تسجيلات لمواد
مفقودة او مشطوبة .
5. أعداد إحالات انظر وانظر
أيضا .
6. أعداد القوائم الاستنادية Authority List .
7. إنتاج بطاقات إرشادية
خاصة بالفهارس .
8. إمكانية الوصول أليه من
مناطق جغرافية متباعدة .
9. الوصول إلى التسجيلات من
خلال نقاط وصول متعددة كالمؤلف والعنوان والموضوع ورقم التصنيف وبيانات النشر
والسلسلة وغيرها .
10. توافر نظام أمن خاص
بالدخول إلى النظام .
أن احدث التطورات في مجال
تطوير نظام فهرسة مبني على الحاسوب هو استخدام الخدمات التي تقدمها النظم
التعاونية مثل ( WLN , UTLAS , RLIN ,
OCLC ) واستخدام خدمات الفهرسة
التعاونية كمصدر للبيانات الببليوغرافية وذلك بالاتصال المباشر من خلال محطة او
محطات طرفية في المكتبة المشتركة في الشبكة حيث تتيح هذه الشبكات او النظم
التعاونية الفرصة لكل مكتبة مشتركة أن تدخل مباشرة وتسترجع البيانات الببليوغرافية
المطلوبة من خلال استراتيجية بحث مقننة .
7-3 ضبط الدوريات :
تعتبر الدوريات من اكثر
المواد المكتبية أثارة للمشكلات في المكتبات ومراكز المعلومات لهذا يعتقد بعضهم أن
استخدام الحاسوب في أعمال قسم الدوريات يعد من اصعب عمليات التدابير التحضيرية
التي يمكن أداؤها بواسطة الحاسوب نظرا لطبيعتها غير القابلة للتبوء .
وفيما يلي بعض المشكلات
الخاصة بضبط الدوريات (14) :
1- صعوبة التعريف بها , لان
معظمها لا ينشر من قبل مؤسسات تجارية .
2- تباين عملية صدورها ,
وحتى للدورية الواحدة نفسها في بعض الأحيان .
3- ميل الدوريات إلى تغيير
عناوينها , او التوقف عن الصدور لعدة سنوات او تغيير أسعارها .
4- كثيرا ما يتم إلغاء بعضها
, او يتم دمجها مع دوريات أخرى .
5- قد يتم نشر ثلاثة إصدارات
مرة ومن الدورية ومن ثم تختفي كليا لمدة ستة اشهر او اكثر في بعض الأحيان .
6- صدور أعداد خاصة او ملاحق
او كشافات … الخ .
7- تغيير الناشر لبعض
الدوريات .
8- صعوبة المطالبة بالأعداد
المتأخرة او المفقودة .
أن كثرة المشكلات التي
تواجه المكتبات ومراكز المعلومات فيما يتعلق بالدوريات جعلتها تتردد كثيرا قبل
اتخاذ القرار باستخدام الحاسوب في هذا المجال حيث اقتصرت بعض هذه المكتبات ومراكز
المعلومات على ضبط المقتنيات دون التعرض للجوانب المالية خاصة وان تضمين كل ما
يلزم في ضبط الدوريات يعني برنامجا معقدا ومكلفا في الوقت نفسه .
أن نظام ضبط الدوريات
المبني على الحاسوب يجب أن يكون ديناميكيا قادرا على التعامل مع هذه المتغيرات
والتقلبات المذكورة , وفيما يلي الملامح الرئيسية المرغوب فيها لهذا النظام :
1. اختيار العناوين المناسبة
للشراء .
2. أعداد طلبات الشراء
ورسائل المطالبات ورسائل الاستعلام ومراسلات التجليد .
3. ضبط الاشتراكات وملفات
التجديد .
4. القيام بإجراءات التحديث
الخاصة بوصول أعداد الدوريات وتحديث قائمة مقتنيات المكتبة منها .
5. ضبط عملية التجليد
وإجراءاتها .
6. ضبط الأمور المالية
والعمليات المحاسبية الأخرى .
7. إصدار معلومات أدارية (
مثال : أعداد الإحصائيات المختلفة )
.
8. الاحتفاظ بملف مطالبات
يختص بضبط المطالبات المعلقة .
9. الاحتفاظ بملف فرعي
بأعداد الدوريات المفقودة او المسروقة او الممزقة ونظام ضبط خاص باستبدال هذه
الأعداد .
10. إتاحة الوصول المباشر إلى
التفصيلات عن المقتنيات الجارية من الدوريات .
11. إتاحة الإعارة او تداول
الأعداد المنفردة إلى المستفيدين , ويعتبر هذا البند اختياريا لان كثير من
المكتبات ومراكز المعلومات لا تحبذ إعارة أعداد دورياتها خارجيا إلى المستفيدين
ومن الجدير بالذكر أن
معظم نظم ضبط الدوريات او المسلسلات المبنية على الحاسوب لا تغطي جميع المتطلبات
السابقة وتنحصر مهماتها عادة فيما يلي :
1- أعداد قوائم بالدوريات
مرتبة حسب العنوان او الموضوع او المورد … الخ .
2- أعداد القوائم الموحدة
للدوريات المتوافرة في عدة مكتبات ومراكز معلومات موجودة في منطقة جغرافية معينة .
7-4 ضبط الإعارة :
تعاني أنظمة الإعارة
اليدوية من مشكلات عديدة منها أن هذه الأنظمة لا تستطيع مواكبة الزيادة الهائلة في
أنشطة الإعارة والمتطلبات الجديدة من قبل مستخدمي المكتبة او مركز المعلومات علاوة
على الجهد والوقت اللذين تتطلبهما عملية الإعارة من قبل الموظفين هذا بالإضافة إلى
عدم الدقة وعدم القدرة على أعداد الإحصائيات الدقيقة المختلفة الخاصة بنشاط
الإعارة من خلال النظم اليدوية وقلة او انعدام التنسيق والتكامل بين ملفات الإعارة
والملفات الأخرى في المكتبة وخاصة تلك الملفات التي تحمل البيانات الببليوغرافية
نفسها كما يبدي المكتبيون والمستخدمون على حد سواء عدم رضى عن نظم الإعارة
التقليدية في كثير من الأحيان وكنتيجة لهذا كله بدأت كثير من المكتبات ومراكز
المعلومات بالتحول من أنظمة الإعارة اليدوية إلى الأنظمة المبنية على الحاسوب نظرا
لما يمكن أن تقدمه هذه النظم من خدمات وضبط افضل لمقتنيات المكتبة ودقتها المتزايدة
إذا ما قورنت بنظم الإعارة اليدوية
.
ويجب أن يسبق استخدام
الحاسوب في خدمات الإعارة دراسة مسحية شاملة للتعرف على مدى استفادة المكتبة
وروادها من إدخال الحاسوب في هذا المجال . ويجب أن تهدف هذه الدراسة إلى معرفة عدد
المواد المكتبية المقتناة في المكتبة والتي يمكن أعارتها للرواد وعدد المواد التي
تعار يوميا وعدد المستعيرين وعدد الكتب المطلوبة للحجز إلى آخر المعلومات التي يجب
أن يعرفها الذين يخططون لاستخدام الحاسوب في أعمال الإعارة ليس فقط لأعداد نظام
الإعارة المبني على الحاسوب المناسب ولكن لان التعرف على مثل هذه المعلومات قد
يؤكد عدم الحاجة إلى نظام آلي للإعارة .
أن الغرض الأساسي من نظام
الإعارة المبني على الحاسوب هو أن يكفل للمستعيرين المسجلين الوسائل التي تمكنهم
من استعارة المطبوعات وكذلك توفير حسابات دقيقة عن إرجاع هذه المطبوعات . لذلك فان
على هذا النظام أن يقدم معلومات عن الكتاب المعار من حيث مؤلفه وعنوانه ورقم
تسلسله وطلبه ( الرقم المعياري الدولي ISBN ) ومكان نشره وناشره وتاريخ
نشره وعدد صفحاته ومعلومات أخرى عن الشخص المستعير من حيث اسمه ورقم بطاقته
المكتبية وعنوانه واخيرا معلومات عن تاريخ الإعارة والإرجاع . من هنا يتبن لنا أن
الحد الأدنى من المعلومات التي تحتاج إلى خزنها هو تسجيلة تربط بين التفصيلات عن
الكتاب والمستعير والتاريخ ( سواء للإعارة او الإرجاع ) لكل مادة معارة من
المجموعة المكتبية .
وقد يشتمل نظام الإعارة
على عدد من النظم الفرعية والسجلات منها : سجل خاص بالمستعيرين وسجل الغرامات وسجل
الإرجاع وسجل الحجز وسجل الإحصائيات وسجل إشعارات وتقارير وسجل للاستفسارات .
آن الملامح المرغوب بها
في نظام ضبط الإعارة المبني على الحاسوب هي القدرة على ما يلي (15) :
1- الاحتفاظ بملف للمستفيد
والذي يمكن تحديثه والبحث فيه من اجل معرفة وضع أحد المستفيدين بسهولة ويسر .
2- الاحتفاظ بملف خاص
بالمواد المكتبية المقتناة والذي يمكن تحديثه والبحث فيه بالطرق التالية :
أ. القدرة على البحث فيه
لتقرير وضع مادة ما ومكانها وذلك عن طريق اسم المؤلف والعنوان والرقم المعياري
الدولي ISBN وراس الموضوع .
ب. القدرة على إضافة
المسجلات وحذفها بسهولة ويسر خاصة فيما يتعلق بالإضافات الجديدة والمواد المفقودة
والمواد المعشبة .
ج. القدرة على تحديد
فترات الإعارة المسموح بها لأي مادة مكتبية .
3- الاحتفاظ بملف بالمسجلات
الخاصة بالمواد المعارة مع سجل للمستخدم الذي استعار كل مادة من مواد المكتبة .
ويجب آن يمتلك هذا الملف القدرات التالية :
أ. امكانية البحث فيه
لتحديد وضع مادة ما .
ب. امكانية تحديثه بسهولة
وذلك من خلال تحديد المواد المعارة والراجعة والمواد التي تم تجديد أعارتها ...
الخ .
ج. التعرف على المواد المسترجعة
في حالة طلبها من مستخدم أخر .
د. القدرة على خلق ملفات
فرعية مثل ملفات معلومات الإدارة او المسجلات الإحصائية او قائمة بالمواد المعارة
لشخص ما .
و. التعرف على المواد
المتأخرة الواجب استرجاعها .
ز. القدرة على طباعة
ملاحظات المواد المتأخرة والحفاظ على ملف خاص بها .
4- أعداد الإحصائيات العامة
عن عدد المواد المكتبية وعدد النسخ من كل مادة وعدد المواد المعارة وعدد
المستعيرين ( يوميا وأسبوعيا وشهريا ... الخ ) وعدد المستعيرين لكل مادة مكتبية
... الخ , والإحصائيات الخاصة بتقسيم مجموعات المكتبة ونظام الإعارة مثل استعمال
المكتبة حسب الموضوعات والاستعمال حسب نوع المواد من كتب ودوريات وقصص ... الخ
.
ولعل احدث التطورات في
مجال استخدام الحاسوب في عمليات الإدارة ما خططت له المرافق الببليوغرافية
المختلفة وخاصة شبكة OCLC منذ سنوات وبدأت بتنفيذه
حيث أمكن إدخال خدمات الإعارة المتبادلة للمكتبات المشاركة في شبكة من خلال محطات
طرفية وذلك بتوفير معلومات كافية عن المكتبات التي تمتلك المادة المطلوبة للإعارة .
ومن أمثلة نظم الإعارة
المحوسبة الجاهزة نظام
( Circulation Plus ) الذي توزعه شركة High
Smith الأمريكية ويلائم المكتبات الصغيرة نسبيا والتي لا يزيد حجم
مقتنياتها عن 25 آلف مجلد وحجم الاستعارات عن 8 آلاف مجلد . ويمكن لهذا النظام
إصدار اكثر من ثلاثين نوعا من التقارير الخاصة بعمليات الإعارة وخدماتها .
وهناك أيضا نظام Online
Circulation الذي يمكن تشغيله على الحاسوب الصغير ويناسب المكتبات التي لا يزيد
عدد مقتنياتها عن 65 آلف مجلد وعدد المستعيرين عن عشرة آلاف شخص .
7-5 استرجاع المعلومات :
يعتبر توافر مصادر
المعلومات الإلكترونية شرطا أساسيا لاسترجاع المعلومات وبالتالي تقديم خدمات
مرجعية ومعلوماتية على مستوى متقدم من السرعة والدقة , وقد كثر الحديث في الآونة
الأخيرة عن مصادر المعلومات الإلكترونية والنشر الإلكتروني وبالتالي مصادر معلومات
لا ورقية . ولكن ما هي هذه المصادر ؟ هل هي المصادر التقليدية المطبوعة التي
تعودنا عليها في مكتباتنا بوعاء جديد ؟ آم معلومات تبث إلكترونيا من منتجيها الأصليين
( مؤلفين أشخاص وهيئات ) الى المستفيدين دون آن تظهر بشكل ورقي .
وللإجابة عن الأسئلة
السابقة نورد التعريف الشامل التالي لمصادر المعلومات الإلكترونية : كل ما هو
متعارف عليه من مصادر المعلومات التقليدية الورقية وغير الورقية مخزنة إلكترونيا
على وسائط ممغنطة
( Magnetic Disk / Tape ) او ليزرية بأنواعها او
تلك المصادر المخزنة أيضا إلكترونيا حال إنتاجها من قبل مصدريها او ناشريها (
مؤلفين وناشرين ) في ملفات قواعد بيانات وبنوك معلومات متاحة للمستفيدين عن طريق
الاتصال المباشر او داخليا في المكتبة او مركز المعلومات عن طريق الاتصال المباشر
او داخليا في المكتبة او مركز المعلومات عن طريق منظومة الأقراص المكتنزة CD
ROM وغيرها .
ويتبين لنا من التعريف
السابق آن هناك اتجاهين في النشر الإلكتروني هما :
الاتجاه الأول : آن كل ما
هو متوافر حاليا من مصادر المعلومات الإلكترونية هو في الواقع المصادر الورقية
التقليدية نفسها التي كنا نتعامل معها ولكنها تخزن وتبث وتسترجع ( كمعلومات )
إلكترونيا .
آن هذا المفهوم لمصادر
المعلومات الإلكترونية يعني فقط استخدام الحواسيب مع وسائل الاتصال عن بعد لانتاج
وتوفير وبث المعلومات المطبوعة أصلا على ورق - ولا تزال - إلكترونيا الى المستفيد
وغالبا ما تكون معلومات ببليوغرافية عنها او نصوص كاملة .
ومن أمثلة هذا الاتجاه
خدمة البحث المباشر للموسوعة البريطانية التي يمكن الحصول عليها بشكلها المطبوع او
المخزن إلكترونيا .
الاتجاه الثاني : مصادر
المعلومات الإلكترونية بالمفهوم الحديث فهي لا تلغي وجود الوعاء الورقي فحسب وتؤمن
الاتصال المباشر بين منتج المعلومات من جهة والمستفيد منها او مستخدمها من جهة
ثانية , بل تهدف الى التغيير الشامل في البنيان المألوف لشكل الورقة او الكتاب
المطبوع فضمن هذا المفهوم سيكون مصدر المعلومات غير ورقي منذ البداية وسيظهر بشكل
إلكتروني وسيكون باستطاعة المستفيد التجول بحرية ضمن المصادر المتاح له عبر شبكات
المعلومات التي تربط المؤلفين بالمستفيدين والناشرين ووسطاء المعلومات في حلقة
الاتصال الإلكترونية متكاملة تجعل الإنتاج الفكري الإنساني في متناول يد كل هذه
الأطراف المعنية بشكل مباشر او غير مباشر .
8- البحث بالاتصال المباشر
Online Searching :
تعيش المكتبات ومراكز
المعلومات هذه الأيام وكما ذكر سابقا عصر انفجار المعلومات وقد اصبح من الصعب جدا
عليها توفير كل ما يحتاجه المستفيدون من معلومات بالوسائل التقليدية كما أصبحت
قضية سهولة الوصول الى المعلومات اكثر أهمية من قضية وفرة المعلومات ولغرض توفير
المعلومات المطلوبة الى المستفيدين والباحثين بسهولة ويسر فقد تأسست خدمات البحث
بالاتصال المباشر خاصة التجارية منها منذ بداية الستينات من هذا القرن .
وتعرف خدمة البحث
بالاتصال المباشر بأنها عملية الاستجواب المباشر لقواعد بيانات محوسبة يمكن البحث
فيها بطريقة تفاعلية أيعازية ديناميكية تحاورية عن طريق محطة طرفية موصولة
بالحاسوب الرئيسي وأحيانا تكون هذه المحطة الطرفية بعيدة آلاف الأميال عن الحاسوب
المركزي الرئيسي . ويقصد بالتفاعل والإيعاز والديناميكية والتحاور هنا قدرة
المستفيد على تعديل استراتيجية بحثه وتنقيح استفساره الأصلي وتنقية مخرجاته
ومواصلة التخاطب حتى يحصل على افضل النتائج الممكنة وتستغرق بعض عمليات البحث بضع
دقائق بينما تستغرق عمليات أخرى نصف ساعة او اكثر وذلك بناء على طبيعة الاستفسار
او المعلومات المطلوبة .
ومن العوامل الأساسية
التي ساهمت في ظهور خدمات البحث بالاتصال المباشر وتطورها ما يلي :
1. توافر الهيئات والمؤسسات المنتجة لقواعد البيانات والتي تقوم بتوفير
المعلومات وتجهيزها بشكل محوسب .
2. التطورات السريعة والمتلاحقة في تكنولوجيا الحواسيب والاتصالات .
3. الخبرات البشرية التي استطاعت تحقيق المزاوجة بين مصادر المعلومات
والتطورات التكنولوجية الحديثة .
فوائد البحث بالاتصال
المباشر ومزاياه :
يستخدم مكتبيو المراجع
واختصاصيو المعلومات البحث بالاتصال المباشر كأداة للإجابة على الاستفسارات
والأسئلة المرجعية المختلفة والتي تهدف الى معرفة فيما إذا كانت مادة مكتبية معينة
موجودة في قاعدة البيانات او المعلومات او للتأكد من صحة المعلومات الببليوغرافية
المتوفرة لديهم . كما يمكن الإفادة من نظام البحث بالاتصال المباشر في أجراء البحث
الببليوغرافي الراجع للأدبيات المنشورة والذي يشتمل على أعداد الببليوغرافيات او
البث الانتقائي للمعلومات حيث توقفت بعض المكتبات ومراكز المعلومات عن إصدار
القوائم الببليوغرافية وتوزيعها على المستفيدين واعتمدت الحاسوب في إنتاج القوائم
الببليوغرافية المتخصصة بناء على طلبات واحتياجات المستفيدين أنفسهم وقد وفر هذا
الأسلوب الكثير من الجهد والوقت والتكاليف كما آن نظام البحث بالاتصال المباشر قد
مكن المكتبات ومراكز المعلومات من الإفادة من المعلومات المنشورة حديثا والتي لم
تغطها بعد خدمات التكشيف والاستخلاص المطبوعة . كما آن لنظام البحث بالاتصال
المباشر آثره الكبير في تطوير خدمات الإعارة المتبادلة بين المكتبات ومراكز
المعلومات حيث يقوم اختصاصيو المراجع بالإفادة من هذا النظام لأغراض التحقق من
المعلومات الببليوغرافية عن مطبوعات معينة والتعرف على مكان وجود تلك المطبوعات
بغرض الحصول عليها خدمة للمستفيدين من المكتبة وقد ساعد هذا بدوره على ظهور خدمات
أخرى وتطورها هي خدمات إيصال الوثائق الى المستفيدين Document Delivery
Services .
ومن مزايا البحث بالاتصال
المباشر ما يلي (16) :
1. السرعة : آن الطريقة التفاعلية التحاورية التي تتم بها عملية البحث
بالاتصال المباشر مع الحاسوب تجعل عملية حصول المستفيد او الباحث على المعلومات
اكثر سرعة من ذي قبل حيث تظهر نتائج البحث بشكل فوري ويمكن طباعتها بشكل سريع أيضا .
2. الشمول : تعطي خدمات البحث بالاتصال المباشر مصادر معلومات اكثر
بكثير مما يمكن للمكتبات ومراكز المعلومات توفيره بالشكل المطبوع لذا فان المستفيد
او الباحث يمكن آن يطمئن الى تغطية جميع مصادر المعلومات المتاحة أثناء البحث آلا
انه يجب آن ينتبه الى آن غالبية بنوك المعلومات وقواعد البيانات لا تغطي مصادر
المعلومات المنشورة قبل السبعينات من هذا القرن .
3. الدقة والاستدعاء : آن استخدام مصطلحات او واصفات ضيقة دقيقة في
البحث يؤدي الى تخفيض استرجاع التسجيلات غير ذات الصلة بموضوع البحث الى الحد
الأدنى وهو ما يسمى زيادة نسبة الدقة Precision . وهذا ما يهدف اليه الباحث
او المستفيد في كثير من الاحيان وقد يضطر الباحث او المستفيد أحيانا أخرى الى
توسيع البحث كثيرا لزيادة استرجاع المعلومات ذات الصلة ببحثه الى الحد الاعلى
ويطلق على ذلك نسبة الاستدعاء Recall . وتقدر نسبة الاستدعاء
والدقة كما يلي :
نسبة الاستدعاء = عدد
التسجيلات المسترجعة
أجمالي عدد التسجيلات ذات الصلة في قاعدة المعومات
نسبة الدقة = عدد التسجيلات المسترجعة ذات الصلة
أجمالي عدد التسجيلات المسترجعة
ويبين هذا بوضوح قانون الفاعلية إذ لا يمكن الزيادة في الدقة آلا على حساب
الانخفاض في الاستدعاء والعكس صحيح وعليه فكثيرا ما يكون على استراتيجيات البحث
بالاتصال المباشر آن تختار بين خيارات استدعاء عالية مع دقة منخفضة ( أي استدعاء
وثائق كثيرة غير ذات صلة ) او استدعاء منخفض ( قد لا تسترجع بعض الوثائق ذات الصلة
) مع دقة عالية .
4. التحديث الفوري : تحدث قواعد البيانات وبنوك المعلومات
بشكل مستمر وعلى فترات منتظمة لما له من أهمية خاصة في خدمة أهداف الإحاطة الجارية
والبث الانتقائي للمعلومات .
5.المرونة
: يكفل الطابع الديناميكي التفاعلي التحاوري للبحث بالاتصال المباشر درجة مرونة
عالية لا تتوافر في مصادر البحث عن المعلومات التقليدية كالفهارس والكشافات
المطبوعة وغيرها . إذ يمكن الوصول الى مواد المعلومات والوثائق من خلال نقاط وصول
متعددة تفوق نقاط الوصول العادية ( المؤلف والمشاركون في التأليف والعنوان الرئيسي
والعناوين الأخرى والطبعة ونوع الوثيقة ومكان النشر والناشر وتاريخ النشر والسلسلة
والواصفات وغيرها ) . ويتلقى الباحث أيضا تغذية راجعة فورية من الحاسوب حول صلاحية
بحثه مما يدفعه الى تغيير استراتيجية بحثه للارتقاء بمستوى الصلاحية .
6. البساطة
: لا يحتاج الباحثون او المستفيدون إذا ما توافرت لديهم محطات طرفية في مكاتبهم او
بيوتهم متصلة في الحاسوب الرئيسي الذهاب الى المكتبة او مركز المعلومات للإفادة من
بنوك وقواعد البيانات في أجراء العمليات المختلفة وانما يمكنهم القيام بذلك وهم
جالسون في مكاتبهم او بيوتهم .
7. فعالية
التكلفة : يعتبر البحث بالاتصال المباشر اقل تكلفة من عملية البحث اليدوي عن المعلومات
وخاصة إذا ما أخذنا الوقت الكبير الذي كان يستغرقه الباحثون او المستفيدون وموظفو
المكتبات ومراكز المعلومات في البحث عن المعلومات يدويا بعين الاعتبار . كما يمكن
آن يسهم أيضا في تخفيض نفقات المكتبة الجارية وذلك بإلغاء الاشتراك في خدمات
التكشيف والاستخلاص المطبوعة وغيرها . كما انه هناك بعض قواعد وبنوك المعلومات
المتاحة للباحثين او المستفيدين دون الحاجة الى دفع اشتراكات خاصة حيث تتحمل
المكتبة او مركز المعلومات تكاليف الإفادة الفعلية فقط من هذه القواعد والبنوك .
مشكلات البحث بالاتصال المباشر :
على الرغم من الفوائد والمزايا السابقة للبحث بالاتصال المباشر آلا انه
توجد له بعض نقاط الضعف والمشكلات ، والتي من أهمها :
1. القصور في التغطية الزمنية لمصادر المعلومات حيث لا تغطي
معظم البيانات سوى المواد المنشورة منذ أوائل السبعينات .
2. القصور في التغطية الموضوعية لبعض المجالات وتغطية
الإنتاج الفكري الصادر بلغات معينة ومن أقطار معينة وبعبارة أخرى فان قواعد وبنوك
المعلومات المتاحة على الخط المباشر تعاني من حيث سعة التغطية ما تعاني منه
الخدمات الورقية التقليدية .
3. الحاجة الى اختصاصي معلومات ليكونوا وسطاء بين الخدمة
والباحث او المستفيد .
4. الوقت والموارد اللازمة لتدريب الوسطاء .
5. الحاجة الى معدات وتجهيزات خاصة ( محطة طرفية ، مودم
شبكة اتصالات ، طابعة ، برمجيات البحث وغيرها ) للوصول الى المعلومة التي قد لا
تتوافر بسهولة لدى كثير من المكتبات ومراكز المعلومات .
6. التكاليف المالية التي تتطلبها عمليات البحث وخاصة فيما
يتعلق بالتحويلات المالية بالعمة الصعبة .
7. زيادة الطلب على مصادر المكتبات ومراكز المعلومات
ومواردها بعد الاستفادة من الخدمة .
8. ظهور بعض المشكلات الفنية التي قد تؤد الى تعطل الخدمة
بشكل مؤقت مثل :
· تعطل الحاسوب نفسه او عدم
استجابته وانشغاله نتيجة ضغط العمل .
· تعطل المحطة الطرفية نتيجة لسبب
او لأخر .
· تعطل شبكة الاتصالات لاسباب
مختلفة .
· تعطل الخدمة نتيجة أخطاء يحدثها
المستخدمون .
· التشويش بمختلف أشكاله ومصادره .
تكاليف البحث بالاتصال المباشر :
يمكن تقسيم تكاليف استخدام البحث بالاتصال المباشر الى نوعين هما :
تكاليف الإنشاء والتكاليف الجارية .
وتشتمل تكاليف الإنشاء على شراء الأجهزة ( حاسوب ميكروي مصغر ، برمجيات
الاتصالات ، طابعة ، مودم ) وتدريب الموظفين والتزويد بالأدلة الضرورية وأقامة
روابط الاتصالات السلكية واللاسلكية .
وتشمل التكاليف الجارية على رسوم اختيار قاعدة المعلومات والاستخدام الفعلي
لها ورسوم استخدام نظام الاتصالات السلكية واللاسلكية للوصول الى الخدمات عن بعد
ورسوم الاشتراك السنوي في بعض قواعد المعلومات ورواتب العاملين في هذه الخدمة .
خطوات البحث بالاتصال المباشر :
يمكن تلخيص مبادئ البحث بالاتصال المباشر الرئيسية فيما يلي :
1. مقابلة المستفيد قبل إجراءات البحث :
تعتبر المقابلة الشخصية المباشرة بين اختصاصي البحث بالاتصال المباشر
والمستفيد الخطوة الأولى المهمة قبل أجراء البحث وذلك لأنها ستلعب دورا أساسيا في
انجاز العملية وتقديم نتائج مرضية بالإضافة الى توفير الوقت والجهد على الطرفين .
ومن خلال المقابلة الشخصية يجب على اختصاصي البحث بالاتصال المباشر تعرف
الموضوع بدقة وحاجات المستفيد الحقيقية للمعلومات والأغراض التي تستخدم فيها
المعلومات المسترجعة وأنواعها وأشكالها ولغاتها ، وكنتيجة لهذه المقابلة يجب على
اختصاصي البحث بالاتصال المباشر آن يقرر فيما اذا كان الاتصال المباشر هو افضل
الطرق للإجابة عن أسئلة المستفيد أم آن المكتبة والأدوات التقليدية كالفهارس
والمراجع والكشافات يمكن آن تعطي إجابة كافية وذلك لان البحث المباشر ليس شرطا آن
يقدم الإجابة الأفضل عن كل سؤال مرجعي بالإضافة الى كلفته المادية .
2.تعبئة
نموذج الطلب الخاص بالبحث المباشر
:
يقوم المستفيد بتعبئة نموذج خاص بالبحث بالاتصال المباشر يشتمل على جميع
المعلومات الضرورية التي يحتاجها اختصاصي البحث من المستفيد ويستفاد عادة من هذه
النماذج في أجراء البحث وكتابة خلاصة النتائج عليها كما يستفاد منها أيضا في تقييم
خدمات البحث وفي أغراض إحصائية مختلفة .
ومن المعلومات التي يمكن آن يشتمل عليها النموذج ما يلي :
- اسم المستفيد وعنوانه ورقم
تلفونه ورقم الفاكس ( آن وجد ) ووظيفته .
- التاريخ المطلوب لتسليم النتائج
وطريقة التسليم .
- وصف دقيق للموضوع او الموضوعات
المطلوبة .
- الملفات المفتاحية Key-Words .
- أهداف البحث وأغراضه .
- عدد الإشارات المرجعية (
المراجع ) المتوقع استرجاعها .
- محدد البحث ( الزمن ، اللغة ،
نوع الوثائق … الخ ) .
- قواعد البيانات المناسبة للبحث
والمقترح استخدامها .
- معلومات أخرى مثل طريقة الدفع
ونوع العملة المدفوعة .
- توقيع المستفيد وتاريخه .
3.تحديد
مفاهيم البحث ومصطلحاته :
بعد التعرف على حاجات المستفيد من المعلومات وموضوع او موضوعات البحث
المطلوبة يقوم اختصاصي البحث المباشر بتحديد الواصفات او الكلمات المفتاحية او
المصطلحات التي تعبر عن الموضوع او الموضوعات المطلوبة بدقة وذلك بالاستعانة
بمجموعة من الأدوات المساعدة مثل المكانز وقوائم رؤوس الموضوعات المقننة وقوائم
الواصفات المخزنة في الحاسوب . ومن الجدير ذكره انه كلما كانت الواصفات دقيقة
ومعبرة عن الموضوع او الموضوعات المطلوبة كلما كانت نتائج البحث اكثر دقة وتكاليفه
المادية اقل .
4.اختيار
قاعدة البيانات المناسبة :
تعتبر هذه الخطوة من أهم خطوات البحث المباشر لأنها تلعب دورا رئيسيا في
تقرير مدى نجاح البحث والوصول الى نتائج مرضية لذى يجب على اختصاصي البحث المباشر
اختيار قاعدة البيانات التي يعتقد أنها اكثر فائدة في الإجابة عن الأسئلة واسترجاع
المعلومات المطلوبة وإشباع حاجة المستفيد من المعلومات والقاعدة التي يمكن آن تعطي
العدد الكافي من التسجيلات ذات العلاقة بالموضوع او الموضوعات المستعلم عنها .
5.وضع
استراتيجية البحث وتنفيذها :
تعرف استراتيجية البحث بأنها مجموعة القرارات والإجراءات والوسائل
المستخدمة طوال عملية أجراء البحث لتوجيهه وتحقيق افضل النتائج الممكنة . فقد تظهر
في أي مرحلة من البحث مشكلة كثرة المواد المتطابقة او قلتها ، آن استرجاع مواد
كثيرة جدا مشكلة عامة كاسترجاع مواد قليلة لذا يلجا اختصاصي البحث المباشر الى
أساليب توسيع البحث او تضييقه حسب الحاجة . ويفضل آن يبدأ اختصاصي البحث المباشر
بالواصفات او المصطلحات الدقيقة المستخدمة في قاعدة البيانات والمستمدة أصلا من
المكنز ليحصل بالتالي على التسجيلات التي تعالج بالضبط هذه الواصفات او المصطلحات
. أما إذا كانت التسجيلات المستخرجة غير كافية او غير مرضية فيقوم اختصاصي البحث
بتوسيع استراتيجية بحثه من خلال استخدام مصطلحات واسعة بعض الشيء .
ويمكن التوسع في البحث من خلال الأساليب التالية :
أ.استعمال العامل البولي ( OR او ) ، مثال : اتجاهات الأباء او المدرسين .
ب.استعمال مصطلحات غير مربوطة بالعامل البولي ( و AND ) وذلك لان ربط المصطلحات بالعامل ( و )
يؤدي الى تضييق البحث .
ج.استبدال المصطلحات بمصطلحات أخرى ذات الصلة بالمعنى ولها تدوينات أعلى .
د.استعمال مصطلحات تتطابق مع عدة حقول في التسجيلة الواحدة او اغلبها بدلا
من حقل واحد فقط .
ه.استبعاد أي تقييد بالتاريخ او اللغة او البعد الجغرافي .
و يمكن تضييق استراتيجية البحث من خلال الأساليب التالية :
أ.استعمال مصطلحات او وصفات مستخدمة في قاعدة البيانات ومستمدة أصلا من
المكنز .
ب.استعمال العامل البولي ( AND ) ،
مثال : أمراض القدم والفم .
ت.استعمال العامل البولي AND او NOT ، مثال : أمراض القدم والفم والماشية وليس العجول .
ث.تقييد المصطلحات الى ورودها في حقول محددة في التسجيلة ، فقد يقوم
اختصاصي البحث بتضييق بحثه الى حقل العناوين او الواصفات فقط .
ج.تحديد نتائج البحث بلغة كالإنجليزية مثلا .
ح.تحديد المدى الزمني للبحث بفترة زمنية معينة ويفضل في هذه الحالة استخدام
سنة النشر .
خ.استرجاع جزء من النتائج مثل استرجاع أول عشرين او ثلاثين تسجيلة .
ومن الجدير بالذكر انه يمكن استعمال اكثر من واحد من أساليب توسيع البحث او
تصنيفه لإحراز نتائج نهائية مرضية .
6. تقييم
نتائج البحث :
يتم في هذه المرحلة تقييم النتائج الحقيقية للبحث مع المستفيد للتأكد من آن
الحاجة الى المعلومات تم إشباعها فعلا وذلك لغرض تطوير العملية وتحسينها مستقبلا .
وفيما يلي بعض المعايير المستخدمة في تقييم نتائج البحث المباشر :
- مدى تغطية النتائج للموضوع
المستعلم عنه Coverage .
- عدد التسجيلات المسترجعة Recalls .
- مدى دقة النتائج Precision .
- زمن الاستجابة Response Time .
- الجهود المبذولة Efforts .
- الشكل المادي للمستخرجات Forms of Outputs .
- تكلفة البحث Cost .
7. إنهاء
البحث :
يتم بعد تسليم نتائج البحث الى المستفيد عملية إنهاء البحث وذلك بطريقتين
الأولى آن يتحول اختصاصي البحث الى ملف أخر في خدمة البحث نفسها أما ليكرر البحث
في قاعدة معلومات أخرى او لكي يجري بحثا أخر مختلف ويجب التحقق في هذه الطريقة من
توثيق خدمة البحث قبل أي محاولة للتحول الى ملف أخر اذا كان هناك احتمال بضرورة
العودة الى البحث الأصل . والطريقة الثانية هي إنهاء الجلسة بالاتصال المباشر كليا
بفصل الاتصال من خدمة البحث بالاتصال المباشر ويسمى هذا الأجراء اصطلاحا ( فصل Logging off ) .
لقد قامت مجموعة من المؤسسات بتوفير التسهيلات للبحث بالاتصال المباشر
لقواعد البيانات الببليوغرافية بواسطة محطات طرفية او نهائيات عن بعد ، ومن هذه
المؤسسات مؤسسة لوكهيد التي تسمى خدمتها ألان ديالوج Dialog ،
كما تعتمد العديد من المكتبات ومراكز المعلومات في استرجاع المعلومات
الببليوغرافية على بنوك المعلومات المختلفة مثل : YTALAS WLN , RLIN OCLC .
ومن أمثلة قواعد البيانات المتخصصة المتاحة بالاتصال المباشر Agris في مجال الزراعة ، Dow Energy ، و Energy Line في مجال الطاقة ، و Preview Biosisفي مجال علوم الحياة ، Medline في مجال الطب والصحة وخدمة مستخلصات
الكيمياء ، و Disclousure Online في مجال الشركات والمال والاعمال ، وCompendxc في مجال الهندسة ، و Eric في مجال التربية
والتعليم والموضوعات ذات العلاقة وغيرها .
ثانيا : تكنولوجيا
الاتصالات وأهميتها في تناقل
المعلومات
1- المقدمة :
لقد اثر التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تأثيرا كبيرا
وبالغا في واقع عمل المؤسسات المعلوماتية ، ويشير " كوربين Corbin "
إلى ضخامة التأثير إذ يقول : " لا يدرك كثيرا من
المكتبين إدراكا كاملا انهم في خضم ما لا يعد ثورة واحدة او ثورتين وانما ثورات
متزامنة تغذي كل منها الأخرى وعندما تأتلف او تتحد هذه الثورات فأنها كاسحة ومؤلمة
مثلما كان حال الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر " (17) .
أن أول هذه الثورات هي ثورة الحاسب الآلي التي بدأت جديا في أعقاب الحرب
العالمية الثانية وتطورت كبنية تحتية أولية للقطاعات الحكومية والصناعية
المعلوماتية وللقطاعات الاجتماعية الأخرى . آما الثورة الثانية فهي ثورة المعلومات
التي جاءت متوازية مع ثورة الحاسب الآلي في أعقاب الحرب العالمية الثانية أيضا حتى
إذا ما أقبلت أيامنا هذه وجدنا المجتمع وقد اصبح معتمدا على المعلومات مساقا بها .
وقد ظهرت آخر الثورات الثلاث بسرعة وهي ثورة الاتصالات (18) . ويصل كوربين إلى
استنتاج آخر حين يقول : " أن المجتمع كما نراه اليوم سوف ينهار في ظروف ساعات
إذا اختفت الحاسبات الآلية والمعلومات والاتصالات على حين غرة " (19) .
لقد تطورت الاتصالات تطورا كبيرا فقد انتظرت ملكة أسبانيا " ايزابيلا
اوف كاستيل " لمدة ستة اشهر لتسمع عن اكتشاف كولمبس للعالم الجديد عام 1429م
، وتطلب الآمر (12) أسبوعا لكي تسمع الحكومة البريطانية بمقتل أبرا هام لنكولن عام
1865م ، وقد علم العالم بهبوط أول إنسان على سطح القمر بعد (1,3) الثانية عام
1969م (20) .
لقد حصلت تطورات هائلة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال تسبب ذلك في
ظهور خدمات معلوماتية عديدة تهدف جميعا إلى تلبية حاجات المستفيدين من المعلومات ،
لقد شملت هذه التطورات ظهور الحواسيب بأجيالها المتعاقبة والتي تعتبر بحق قمة
إنجازات الثورة العلمية والتقنية الحديثة ، لقد أتاحت هذه التكنولوجيا إمكانية
تخزين ومعالجة كميات كبيرة جدا من البيانات واسترجاع وبث المعلومات بسرعة هائلة
جدا وبتكلفة مناسبة ، كما حصلت تطورات هائلة في نظم تشغيل هذه الحواسيب واستخدامها
في مجال الاتصالات التي شملها هي الأخرى التطور التقني فقد حل النقل الرقمي Digital
Transmission بدلا من النقل التماثلي Analog Transmission والتحويل الإلكتروني بدلا من الالكتروميكانيك , وتعتبر الألياف
الضوئية ( Optical Fibers ) بديلا ممتازا إذ هي عبارة عن
حزم من شعيرات زجاجية لها مقدرة فائقة على توصيل إشارات ضوئية بإمكانها أر سال
كميات هائلة من المعلومات خلال فترة وجيزة دون تداخلات وباتصال افضل ، وفي الوقت
الحاضر الذي يتمكن فيه سلك التلفزيون النحاسي بقطر ( 1 انج ) من نقل ( 1002 ) قناة .
لقد تطورت تقنية الألياف الضوئية بشكل سريع خلال عقد من الزمان حيث أصبحت
هذه التقنية قناة الاتصال الرئيسية إذ وجدت لها سوقا كبيرا في الشبكات الهاتفية
وشبكات الحاسبات الآلية ونظم المعلومات وغيرها وساهمت في تخفيض تكاليف الاتصالات
ويتوقع لهذه التقنية في القرن القادم أن تؤدي دور الإلكترونيات خلال القرن الحادي
والعشرين ، إذ تشير الدلائل الى أن هذه التكنولوجيا تبشر بتحويل عصر الإلكترونيات
إلى عصر البصريات الذي ستصبح فيه الآلات والأجهزة المبنية حول الأشعة الضوئية
ضرورية ولا غنى عنها في المستقبل القريب (21) (22) .
وعلى الرغم من أن مفهوم الألياف الزجاجية ( الضوئية ) يعد من المفاهيم
الحديثة نسبيا . فقد كانت هذه الألياف في طور التجربة قبل عشر سنوات فقط . آلا
أنها أصبحت اليوم من اكثر وسائط نقل المراسلات الرقمية في شبكات متميزة . وتستخدم
هذه الألياف بشكل مكثف في الدول الصناعية المتطورة بعد أن تم التعرف على ميزاتها
الاقتصادية والتقنية . كما أنها أصبحت الوسيلة الأكثر قبولا للاتصالات تحت سطح
الماء كما في مشروع TAT-8 الذي يربط الولايات المتحدة الأمريكية بكل من فرنسا والمملكة
المتحدة .
2- تطور وسائل الاتصال :
يعتمد المجتمع المنظم على الاتصال بمختلف أنواعه ، ومع تطور الوسائل
الإلكترونية الحديثة واستخدامها في المعالجة الرقمية للبيانات أصبحت ظاهرة الاتصال
عن بعد شديدة الأهمية ويمكن تمييز أنظمة الاتصال من خلال خمس ثورات أساسية هي :
1- الثورة الأولى : وتتمثل عندما
استطاع الإنسان أن يتكلم إذ اصبح من الممكن ولأول مرة – أن تجمع البشرية – عن طريق
الكلام حصيلة ابتكاراتها واكتشافاتها (23) .
2- الثورة الثانية : لقد حدثت هذه
الثورة عندما اخترع السومريون اقدم طريقة للكتابة في العالم واستطاعوا الكتابة على
الطين اللين ، وذلك منذ حوالي ( 3600 سنة ) قبل الميلاد حيث حفظت هذه الألواح
الطينية الفكر الاجتماعي والسياسي والفلسفي في مراحله الأولى (24) . لقد استغرقت
هاتين الثورتين الاتصاليتين معظم التاريخ البشري ، وكانت السمة الرئيسية لهذا
العصر هي الفردية الاتصالية سواء في مرحلة الحديث والمشافهة او حتى بعد اختراع الكتابة
، وظلت الفردية هي طابع الاتصال عبر هذا العصر الطويل (25) .
3- الثورة الثالثة : لقد اقترنت
الثورة الثالثة بظهور الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر ، ويتفق معظم المؤرخين
على أن " يوحنا جوتنبيرج " هو أول من فكر في اختراع الطباعة بالحروف
المعدنية المنفصلة وذلك حوالي سنة 1436م ، واتم طباعة الكتاب المقدس باللغة
اللاتينية في عام 1455م (26) .
4- الثورة الرابعة :
لقد بدأت معالم هذه الثورة الاتصالية خلال القرن التاسع عشر واكتمل نموها
في النصف الأول من القرن العشرين وتتمثل هذه الثورة بظهور عدد كبير من وسائل الاتصال
استجابة لعلاج بعض المشكلات الناجمة عن الثورة الصناعية .
ففي عام 1824م اكتشف العالم الإنجليزي " وليم سترجون Sturgeon "
الموجات الكهرومغناطيسية واستطاع " صمويل مورس Morse " اختراع التلغراف في عام 1937م وابتكر طريقة للكتابة تعتمد على "
النقط والشرط Dots &
Dashes " وفي عام 1876 استطاع " جر هام
بل " أن يخترع التلفون لنقل الصوت البشري إلى مسافات بعيدة (27) وفي عام
1877م اخترع " توماس اديسون " جهاز الفونوغراف Phonograph ثم تمكن العالم
الألماني " اميل برلنجر " في عام 1887م من ابتكار " القرص المسطح Flate Disc " الذي يستخدم في تسجيل الصوت . وفي عام 1895م شاهد الجمهور
الفرنسي أول العروض السينمائية ثم أصبحت السينما الناطقة في عام 1928م (28) .
وتمكن العالم الإيطالي " جو جليلو ما ركوني Marconi "
من اختراع اللاسلكي في عام 1896م وكانت تلك هي المرة
الأولى التي ينتقل فيها الصوت إلى مسافات بعيدة نسبيا بدون استخدام الأسلاك وكان
الألمان والكنديون أول من بدأ في توجيه خدمات الراديو المنتظمة منذ عام 1919م آما
البث التلفزيوني فقد بدأت تجاربه في الولايات المتحدة منذ أواخر العشرينات وفي أول
يوليو 1914م بدأت خدمات التلفزيون التجاري في الولايات المتحدة (29) .
واكتسبت وسائل الاتصال الجماهيري أهمية كبيرة في القرن العشرين ، وخاصة
الوسائل الإلكترونية باعتبارها قنوات أساسية للمعلومات والأخبار والترفيه ، وأصبحت
برامج التلفزيون تعكس قيم المجتمع وثقافاته وأساليب معيشته وعكست برامج الراديو اهتمامات
الناس وقضاياهم الأساسية .
5- الثورة الخامسة :
آما الثورة الاتصال الخامسة فقد أتاحتها التكنولوجيا في النصف الثاني من
القرن العشرين من خلال اندماج ظاهرة تفجر المعلومات وتطور وسائل الاتصال وتعدد
أساليبه . وقد تمثل المظهر البارز لتفجر المعلومات في استخدام الحاسب الإلكتروني
في تخزين واسترجاع خلاصة ما انتجه الفكر البشري ، في حيز صغير للغاية ، وبسرعة
فائقة . كما تمثلت ثورة الاتصال الخامسة في استخدام الأقمار الصناعية وشبكة
الإنترنت لنقل البيانات والصور والرسوم والصوت عبر الدول والقارات بطريقة فورية .
كذلك أتاحت التكنولوجيا ظهور خدمات عديدة ومتنوعة لتلبية حاجات الأفراد إلى
المعلومات والترفيه مثل الحاسبات الشخصية المتنقلة ، والأقمار الصناعية ، والاتصال
الكابلي ، واليكروويف ، والألياف الضوئية ، والاتصالات الرقمية . وأدى ذلك إلى
ظهور خدمات الاتصال الجديدة مثل التلفزيون الكابلي ، والتلفزيون منخفض القوة ،
والفيديو كاسيت ، والفيديوديسك ، والفيديوتكس ، والتيلكس ، والاتصال المباشر
بقواعد البيانات ، وعقد المؤتمرات عن بعد ، والبريد الإلكتروني .
3- تكنولوجيا الاتصالات الحديثة
ودورها في نقل المعلومات :
تعد وسائل الاتصال بمثابة حلقة وصل بين نقطتين او اكثر بينهما مسافة معينة
وذلك عن طريق استخدام ما يسمى بتكنولوجيا المعلومات . وقد نجد في الأدبيات
المعاصرة مصطلحات مثل : Technology " Data Communication "
Computer "Communication Telecommunication . وغيرها
من المصطلحات التي تستعمل لوصف الإجراءات الخاصة بنقل المعلومات من نقطة إلى نقطة
أخرى بواسطة الوسائل التكنولوجية . لقد كانت الأشكال الأولى من وسائل الاتصال
تستخدم وسائط مثل " الملوحةSemaphore " " والإشارة الدخانية Smoke
Signal " والبرقية ثم مرت هذه الوسائل بعد ذلك
بأطوار متعاقبة سواء بتطوير الوسائل المتاحة إلى وضع افضل او اكتشاف وسائل جديدة
أحدثت ثورة في عالم الاتصالات (30) . وتتميز هذه الوسائل بفاعليتها الاقتصادية
والنقاوة " أي درجة خلوها من التشويش " وقدرتها على توصيل اكبر قدر ممكن
من المعلومات .
ولعل أهم التطورات في تكنولوجيا الاتصالات المستخدمة في نقل المعلومات ما
يأتي :
3-1- الهاتف :
على الرغم من مرور اكثر من مائة عام على اختراع هذا الجهاز الاتصالي المهم
فأنه لا يزال وسيلة مهمة في نقل المعلومات عبر المسافات القريبة منها والبعيدة .
ولقد حدثت تطورات كثيرة على هذا الجهاز حيث أدخلت أليه الوسائل الإلكترونية
والليزرية المتطورة لتسهيل عملية نقل المعلومات .
ومن الابتكارات المهمة في الاتصالات الهاتفية الهاتف الصوري Photophon او الهاتف الفيديو Video-phone الذي يستطيع نقل الصورة مثلما ينقا الصوت بسرعة ( 9600 ) بت Bit في
الثانية والجهاز مزود بذاكرة تؤهله لخزن حوالي ( 30 ) صورة يمكن استرجاعها عند
الحاجة ومشاهدتها على الشاشة . او تطبع على الورق (31) . وهناك طريقتان لاستخدام
الهاتف وسيلة لنقل المعلومات هما
:
1- الطريقة المباشرة : في الاتصال
ويكون بين المؤسسة والمستفيد .
2- الطريقة غير المباشرة : وذلك عن
طريق ربط الخط الهاتفي بتقنية اتصال أخرى إلكترونية او غير إلكترونية مثل
الفاكسميل او المحطة الطرفية للحاسب الآلي Terminal او الفيديوتكس Videotext او التيليتكس Teletext وغيرها من التقنيات الحديثة في الاتصال .
3-2- الفيديوتكس Videotext :
أي النص المرئي او " الصورة " وهو نظام مصمم لتوصيل المعلومات والبيانات
والرسومات وغيرها إلى المكاتب والمنازل بتكاليف قليلة نسبيا وللنظام إمكانيات
متنوعة ويمكن توصيلها باستخدام وسائط بث مختلفة .
يعتمد نظام الفيديوتكس على استخدام جهاز تلفزيون عادي ، جهاز هاتف ، لوحة
مفاتيح مبسطة ، وجهاز محلل الرموز Decoder خاص متصل بجهاز التلفزيون . وللاتصال مع شبكة المعلومات
المركزية يتصل المستفيد برقم الهاتف الخاص بالشبكة ثم يضع سماعة الهاتف على جهاز
سمعي يسمى MODEM . وعند إتمام الاتصال بنجاح تظهر له على شاشة التلفزيون صفحة
كشاف ثم يختار المستفيد المعلومات المطلوبة بالضغط على أزرار في لوحة المفاتيح
الخاصة بذلك حسب التعليمات التي تظهر له على الشاشة (32) .
يستخدم الفيديو تكس لخدمات المعلومات البسيطة مثل موجز الأخبار المحلية او
العالمية ، كما يستخدم لأغراض المكتبات والمعلومات خاصة في مجال الاقتناء والتزود
بالوثائق ونشاطات معالجة المعلومات والخدمات المرجعية . ويمكن باستخدام الاتصالات
الفضائية عبر الأقمار الصناعية نقل او بث خدمات الفيديو تكس من خلال محطات
التلفزيون الكيبل وهناك في الولايات المتحدة نظام بث المباشر بالأقمار الصناعية Direct
Broadcast Satellite System . الذي يمكن بواسطته بث
خدمات الفيديوتكس إلى منازل المشتركين مباشرة . ومن الأمور المرغوبة في هذا النظام
هو نقل الصحف الإلكترونية والمنشورات الأخرى إلى المنازل . آما كندا فتقوم بتجارب
على استخدام الألياف البصرية كطريقة أخرى لنقل خدمات الفيديو تكس .
3-3 التيليتكس TELETEXT :
يعد نظام التيليتكس كسابقه ( الفيديو تكس ) نظام إيصال معلومات من خلال
الاتصالات السلكية واللاسلكية باستخدام خطوط الهاتف العادية او الكوابل المحورية
او البث التلفزيوني لأعطاء معلومات مرئية على شاشة التلفزيون آلا أن التيليتكس
يختلف عن الفيديوتكس في كونه نظام أحادى الاتجاه وغير متفاعل فهو يربط مركز
المعلومات او بنك المعلومات مع المنازل بواسطة البث التلفزيوني العادي . وهنا يجب
استخدام جهاز محلل رموز خاص لالتقاط التيليتكس .
يعمل النظام بأن يبث بصفة مستمرة صفحات معلومات ( واحدة في نفس الوقت )
بصفة دورية متكررة ينظر المستفيد إلى صفحة المحتويات ويختار رقم الصفحة المطلوبة
باستخدام لوحة المفاتيح وهنا يقوم محلل الرموز باختيار الصفحة المطلوبة عند دورتها
وتعرض المعلومات على شاشة التلفزيون (33) .
ويعد هذا النظام مناسبا لتحديد المعلومات لعدد كبير من المشاهدين ويعطي
احدث المعلومات عن مواضيع كثيرة ومتنوعة .
ويعد نظام بريستيل ( Prestel ) البريطاني أحد أنظمة التيليتكس المهمة الذي يقدم خدماته إلى اكثر من 000,
20 مشترك من 135 جهة تزوده بالمعلومات من بينها مطابع لندن الصحفية . وقد بدأت
فكرة هذا النظام منذ عام 1974م على شكل تجارب قامت بها مؤسسة البريد البريطاني
وبدأ العمل بها فعليا عام 1978م وتقدم مؤسسة الاتصالات البريطانية تسهيلات
الاتصالات ومعالجة البيانات اللازمة . ويقوم مزود المعلومات Information providers بتقديم
المعلومات وخدماتها من بنوك المعلومات التابعة لهم حيث يتم تخزينها في نظام الحاسوب
المركزي لمؤسسة الاتصالات البريطانية
( BT ) ويستخدم مزودو المعلومات أجهزة طرفية
خاصة لتحديث البيانات وتقدم المكتبة البريطانية وبعض جمعيات المكتبات في بريطانيا
خدمات معلومات من خلاله تقوم المكتبة الوطنية البريطانية على سبيل المثال بإعطاء
مختصر عن الفهرسة والاسترجاع الآلي المباشر.
3-4- الفاكسيميلي Facsimile :
تعد تكنولوجيا الفاكسميل من اكثر تكنولوجيا الاتصالات أهمية في خدمات
المكتبات ، إذ لها المقدرة على حل مشكلة نقل الوثائق وتوصيلها ومشاركة المصادر بين
المكتبات نتيجة التضخم في النشر وتزايد الطلبات على الوثائق المكتوبة خطيا والصور
(34) . من التجارب المهمة التي أجريت حول موضوع الاستفادة من خدمات الفاكسميل في
مجال المكتبات تلك التجربة التي اشتركت فيها 13 ثلاث عشر مكتبة في مختلف إنحاء
بريطانيا وذلك في نيسان عام 1985م . وقد شاركت مكتبة الإعارة البريطانية ( BLID ) في هذه التجربة حيث تم أرسال ما يزيد عن أربعة آلاف وثيقة ما بين المكتبات
المشتركة للمدة ما بين ( تموز 1981 ونيسان 1985 ) لقد تنوعت المواد المرسلة من
ملاحظات مكتوبة بخط اليد إلى مواصفات اختراع وطلبات مقالات ودوريات ومجلات علمية …
وغيرها . لقد عكست هذه التجربة وجود أنماط من الاتصالات المحلية والخدمات المحلية
آما فرديا او من خلال نظام تعاوني وقد تبين كذلك أن غالبية الاتصالات ( أي 90 %
منها ) بين المكتبات كانت لدعم التعاون فيما بينها كما تبين وجود اتصالات بين بعض
المكتبات المشتركة مع عدد من المكتبات خارج بريطانيا بشكل افضل من الداخل . كما
أفادت المعلومات من مكتبة الإعارة البريطانية ( BLID ) أن معدل بث الوثيقة الواحدة داخل الأراضي البريطانية
استغرق ثلاث دقائق وثانيتين فقط بينما استغرق البث إلى الخارج دقيقة واحدة وسبعة
وخمسين ثانية فقط . وتشير نتائج هذه التجربة أن لتكنولوجيا الفاكسميل دورا مهما في
نقل وتبادل المعلومات واثرا قويا في دعم التعاون بين المكتبات على المستوى المحلي
والخارجي . ويمكن أن يكون الفاكسميل بديلا اقل تكلفة عن التلكس لأغراض اتصالات
الإعارة المتبادلة بين المكتبات وأسلوبا سريعا لمشاركة المصادر على المستوى الوطني
والدولي (35) .
أن الأقمار الصناعية ( Satellite ) إذا ما ربطت مع أجهزة الاستنساخ
عن بعد ( الفاكسميل ) عالية السرعة فسوف تستطيع المكتبات التي تستخدم هذه الأجهزة
أر سال صور وثائقية ورقية إلى العديد من المكتبات ومراكز المعلومات في وقت قصير وسرعة
عالية . ولقد تمت في ألمانيا الاتحادية تجربة هذه الطريقة بواسطة آلة استنساخ عن
بعد عالية السرعة طورتها شركة ( اكفا الألمانية ) حيث تم أرسال صفحة من الحجم
المتوسط A4 في مدة أربع ثوان فقط (36)
.
أن مشكلة التكلفة لمثل هذه التكنولوجيا هي التي تقف عائقا يحول دون
استخدامها في المكتبات ومراكز المعلومات لبث ونقل الوثائق على نطاق واسع هذا على
الرغم من أن الاستخدام ممكنا من الناحية الفنية .
3-5- استخدام
الأقمار الصناعية ( Satellite ) في تناقل المعلومات :
مما لاشك فيه أن عصر الفضاء متمثلا في الأقمار الصناعية يحمل وعودا منظورة
في نقل المعلومات والوثائق بين المكتبات ومراكز المعلومات . فمن الممكن أرسال
وثيقة مخزونة آليا في نظام آلي مبني على الحاسبة الآلية من مكتبة مركزية مجهزة
بنظام أرسال خاص إلى محطات استقبال أخرى مكتبات او مراكز معلومات مثلا . ويبدو أن
تطبيقات الاتصالات في الأقمار الصناعية لخدمة المكتبات تكمن في المستقبل على الرغم
من وجود بعض التطبيقات التي تمت على مستوى التجارب في أواخر عقد السبعينات واوائل
عقد الثمانينات . فلقد قدمت مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية (NSF)National Science
foundationمنحة مالية لمعهد الفيزياء الامريكي American
institute of physics ( AIP )لدراسة إمكان استخدام
الأقمار الصناعية في البحث في شبكات المعلومات آليا وخدمات توصيل وتسليم نصوص
كاملة لوثائق خلال فترة زمنية وجيزة (37) . ولقد قام مكتبيون وعلماء ومهندسون
عاملون في وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا NASA " باستخدام القمر
الصناعي التجريبي OTS للاتصال مع شبكة معلومات ديالوج ( DIALOG ) للبحث في بنوك معلومات معهد الفيزياء
الأمريكي ( AIP ) من اجل استرجاع مستخلصات
الفيزياء ومقالات في علم الفلك من مجلات أمريكية وسوفيتية ولقد تم توزيع وتسليم
الوثائق المسترجعة في هذه التجربة بواسطة جهاز بث فاكسميل من طراز Rapifax بمعدل ( 30-90 ) ثانية لكل صفحة (38) وتجدر الإشارة هنا الى آن
وكالة الفضاء الأوربية ( ESA )كانت قد درست إمكان أجراء تجربة
مماثلة باستخدام نظام الاتصالات بالقمر الصناعي الأوربي ( European Communication
Satellite ) (39) . لقد ظهرت في أوربا مع بداية عقد
الثمانينات أربعة مشاريع تجريبية لبث وتوزيع المعلومات وهي : (40)
1- مشروع
ستيلا Stella
project .
2- مشروع
سباين Spine
project .
3- مشروع
ابولو Apollo
project .
4- مشروع
يونيفرس Universe project .
ويعد المشروع الثاني Spine
project قريبا من علم المكتبات حيث كان ولفترة
طويلة في مقدمة نظم استرجاع المعلومات في أوربا ومن أوائل النظم التي استخدمت
الشبكة الأوربية Euronet لأغراض المعلومات . لقد استخدم هذا المشروع مركز الأبحاث
والمعلومات التابع لوكالة الفضاء الأوربية ( ESA ) لتوفير مصادر المعلومات عن الأرض والبحار
التي تجمع في بعض الدول الأوربية والاسكندنافية ، ويستخدم النظام القمر الصناعي (
لاندسات
" Landsat " ) لبث المعلومات بين
محطات أرضية تزوده بأجهزة استقبال وإرسال قادرة على العمل آليا في حالة حدوث خلل عند
بث المعلومات . آما المشروع الثالث ( Apollo project ) فقد قامت باختباره المجموعة الاقتصادية الأوربية ( EEC ) لأغراض التكشيف والتخزين واسترجاع وبث نصوص
وثائق كاملة آليا وقد استخدم القمر الصناعي ( OTS ) وسطا لبث المعلومات . لقد كان الغرض من هذا
المشروع هو الكشف عن التكلفة المترتبة على استرجاع نصوص كاملة باستخدام الأقمار
الصناعية لأغراض المكتبات .
آما المشروع الرابع ( Universe project ) فكان يهدف الى ربط شبكات معلومات مناطق محلية Local Area Network ( LAN ) في
عدد من الجامعات البريطانية مع شبكات مناطق محلية في جامعات ومراكز أبحاث أخرى
لأغراض تبادل واسترجاع وبث المعلومات بين مكتبات هذه الجامعات .
آن المنافع التي يمكن الحصول عليها من استخدام الأقمار الصناعية في نقل
وتوصيل المعلومات بدلا من المسائل التقليدية التي تتبعها المكتبات لها وجهان
أساسيان :
1- آن قنوات البث العريضة في
الأقمار الصناعية تسمح ببث جيد لكميات كبيرة من المعلومات المعقدة بما فيها الصور
والرسومات .
2- على الرغم من آن تكلفة الاتصال
بالأقمار الصناعية اكثر من وسائل الاتصال التقليدية آلا آن هناك احتمال تناقص هذه
التكاليف خلال السنوات القادمة .
ولعله من المناسب القول هنا آن الدور الذي تنهض به أشعة الليزر في نقل
المعلومات سيدخل ثورة لا مثيل لها في عالم الإلكترونيات . وتشير الاحتمالات الى آن
نقل المعلومات سيتم عن طريق إرسال حزم من الصور والإشارات المعلوماتية بواسطة أشعة
الليزر عبر الألياف الزجاجية Fiber
Optics فائقة النقاوة .
آن إمكانات هذه التكنولوجيا الفائقة في نقل المعلومات ستجعلها منافسا
رئيسيا للأقمار الصناعية . ولكن سيظل هذا الأمر مرهونا بما ستفضي به التجارب في
المستقبل .
3-6- تكنولوجيا
الألياف الضوئية Fiber
Optics Technology :
تعد " الألياف الضوئية Fiber
Optics " أحد الوسائط الحديثة التي تساعد على
تقديم مجال شاسع من الاتصالات ، والألياف الضوئية عبارة عن قوائم زجاجية رقيقة
للغاية تشبه خيوط العنكبوت ، وتسمح بمرور أشعة الليزر خلالها، ويمكن آن يحل هذا
الضوء محل الإشارات الإلكترونية التقليدية المستخدمة في خطوط الهاتف ، والراديو ،
والتلفزيون ، ونقل بيانات الحاسب الإلكتروني . وتتمتع هذه الشعيرات الزجاجية Glass Filaments بكفاءة عالية للغاية في الاتصالات ، ويمكن آن يحمل كل زوج من
هذه الشعيرات حوالي آلف محادثة تلفونية ، كما أنها سهلة الاستخدام او التهيئة ،
واكثر مرونة من وسائط الاتصال الأخرى ، وتوفر حماية اكبر عند التشغيل ، وتعمل
الألياف الضوئية على ترددات عالية للغاية بدرجة اكبر من ترددات الميكروويف ، وبسبب
هذه الترددات العالية جدا تستطيع الألياف الضوئية آن تحمل كميات ضخمة جدا من
المعلومات ، غير آن كلفة استخدامها لا زالت أعلى كثيرا من كلفة استخدام الميكروويف
(41) . تستخدم الألياف الضوئية في الاتصالات الهاتفية من خلال مد كابلات هذه
الألياف في خطوط تحت الأرض ، كما تستخدم في الاتصال بين نقطتين بحيث تنقل كميات
ضخمة جدا من المحادثات الهاتفية ، او تسمح بمرور البيانات بين نقطتين ، وإذا كانت
المسافة بعيدة جدا فان كمية الضوء تتناقص ، وبالتالي تحتاج آي مقوي للإشارة او
مكرر Repeater ، وتكون وظيفة
أجهزة التقوية التأكد من آن كمية الضوء تصل بنفس شدتها الى نهاية الاستقبال لتوفير
اتصال عالي الجودة ، وتتراوح المسافة بين أجهزة التقوية من 30-100 ميلا ، ويتم
اتصال البيانات من خلال الحاسبات الإلكترونية بنفس الأسلوب .
وهناك كميات ضخمة من اتصال البيانات ودوائر الهاتف تجمع بين استخدام
الإشارة المفردة Single Mode والإشارة الرقمية Digital
Mode ذات المعدل المرتفع من نقل البيانات . وتوضع
هذه الإشارة على " زوج
" Pair من الألياف الضوئية يستخدم أحدهما
في الإرسال والثاني في الاستقبال ، وتسمى هذه الطريقة " أرسال متعدد على نفس
الموجة
" Multiplexing . وتتضمن هذه العملية وضع
المعلومات في كود تحمله الألياف الضوئية ، آما عملية فك الكود او الرجوع الى الإشارات
الأصلية فتسمىDemultiplexing ، ومن خلال استخدام الإرسال المتعدد يمكن آن تحمل
الألياف الضوئية أعداد ضخمة من الدوائر الهاتفية واتصال البيانات . وهناك نظم
عديدة للألياف الضوئية تستخدم عدة " أزواج " Pair من الألياف ،
ويحمل كل زوج إشارات عديدة ، مما يؤدي الى إنتاج عشرات ، او حتى مئات الآلاف من
المحادثات الهاتفية (42) ، كذلك يمكن استخدام الألياف الضوئية كقنوات لنقل الإشارة
التلفزيونية عبر الأقمار الصناعية ، فضلا عن اتصالات الراديو ، غير آن كلفتها ما
زالت أعلى من كلفة استخدام الكابلات المحورية Coaxial Cables .
وتتيح الألياف الضوئية حلولا لكثير من المشكلات الناجمة عن استخدام الاتصال
السلكي ، والكابلات المركزية ، والميكروويف ، ونظم الاتصال التي تشع بالهوائيات ،
كما توفر الألياف الضوئية العزل الكهربائي من نقطة الى أخرى ، فهي محصنة ضد تفريغ
البرق ، وضد التدخل الكهرومغناطيسي ، والكهروستاتيكي ، كما أنها غير معرضة للتشويش
، وتوفر قدرا من الأمان عند استخدامها (43) .
3-7- تكنولوجيا
الاتصالات الرقمية Digital
Communication Technology :
اعتمدت عملية نقل الصوت الى مسافات بعيدة من قرن من الزمان على تحويل
الإشارة الصوتية الى إشارة كهربية لشدة الصوت Varying
Analog Voltage ، فكلما ارتفع الصوت او انخفض اتسعت الإشارة الكهربية او انكمشت
لكي تماثل الصوت الأصلي ، ومن عيوب استخدام الإشارات الكهربية المتماثلة Analog Electrical Signals عند عرض المعلومات التشويش الذي يحدث في كل نظم الإرسال حيث
يحدث بعض التداخل أثناء استلام الإشارة ، وبالتالي تصبح المعلومات المنقولة غير
تامة او غير كاملة ، ويلاحظ ذلك بوضوح في حالة استقبال إشارات الراديو والتلفزيون
التقليدية ، وأيضا اذا تمت تقوية الإشارة الكهربية من خلال استخدام محطات التقوية Relay Stations في نظم الاتصال ذات المسافات الطويلة ، فالتشويش الذي يحدث في كل محطة
تقوية على طول مسافة الاتصال يزيد من سوء حالة الإشارة كلما زادت المسافة ، وفي
بعض الحالات فان الإشارة الواصلة عبر هذا الطريق لا يتم إدراكها بشكل مماثل
للإشارة الأصلية .
وخلال عقد الثمانينات ظهرت تكنولوجيا جديدة تعتمد على نقل الاتصال باستخدام
الأسلوب الرقمي Digital Transmission يستمد هذا الأسلوب أصوله من استخدام الإشارات التلغرافية
بطريقة " التشغيل والإيقاف
" On/Off.ففي حالة الإشارات التلغرافية يتم
وضع المعلومات في شكل نبضات كهربائية آما طويلة واما قصيرة ، ثم يتبعها غياب كلي
لهذه النبضات Pulses وتتخذ الطاقة الكهربائية المستخدمة شكل صوت او نغمة ، ويقوم
عامل التلغراف بتفسير سلسلة نبضات الإشارات الكهربية الطويلة والقصيرة الى سلسلة
من الحروف والأرقام .
ويقوم عامل الإرسال في النظام التلغرافي البسيط بوضع المعلومات في شكل رموز
( كود ) Encoder ، ويتم استخدام
المفتاح والبطارية لعمل جهاز الإرسال Transmission ، ويكون السلك Wire الذي
يربط محطتي الإرسال والاستقبال هو القناة Channel ، ثم يقوم الجهاز الذي يشبه الجرس الكهربائي Buzzer بوظيفة
جهاز الاستقبال Receiverويقوم عامل التلغراف في محطة الاستقبال بترجمة هذه الأصوات الى
رموز تحاكي المعلومات الأصلية Decoder (44)
.
مزايا الاتصال الرقمي :
يتيح استخدام نظام الاتصال الرقمي Digital
Communication العديد من المزايا عند مقارنته بنظام
الاتصال التماثلي Analog Communication وتكمن هذه المزايا فيما يلي :
أولا : في حالة الاتصال التماثلي يعمل نظام الإرسال بشكل مستقل عن نظام
الاستقبال ، ويؤدي ذلك الى وجود قدر عال من التشويش Noise ، حيث تؤثر ظروف
البيئة وأحوال الطقس على الإشارة التماثلية أثناء إرسالها . وعلى النقيض من ذلك
يتخذ الاتصال الرقمي شكل " الشبكة الرقمية " Digital Network من
بداية الإرسال الى منفذ الاستقبال ، وتكون مراحل الإرسال والقناة والاستقبال عملية
واحدة متكاملة ، ويمكن التحكم في عناصر النظام والسيطرة عليها في دائرة رقمية
موحدة ، ولا تسمح هذه الشبكة الرقمية بأي قدر من التشويش او التداخل في كل مرحلة
من مراحلها ، فهي تجسد نظاما متكاملا من المعالجات يقوم بتوجيه المحتوى الأصلي
ويتحكم في عملية الإرسال ، والقناة ، وفك كود الرسائل على مراحل مختلفة مما يحقق
مزايا اكبر من الاتصال التماثلي ، ويحل مكانه تدريجيا .
ثانيا : يتسم نظام الاتصال الرقمي بالنشاط والقوة Robust التي تجعل الاتصال مؤسسا ومصانا كوحدة متكاملة عالية الجودة ،
وخاصة في البيئات التي يكون فيها أسلوب الإشارات التماثلية مكلفا وغير فعال .
فكلما كانت وصلة الاتصال صعبة بسبب ظروف البيئة تفوق الاتصال الرقمي على الاتصال
التماثلي . كذلك يتفوق الاتصال الرقمي في نقل المعلومات الى مسافات بعيدة من خلال
استخدام وصلات الألياف الضوئية Optical
Fiber التي تحافظ على قوة الاتصال من البداية الى
النهاية ، وذلك على عكس الاتصال التماثلي الذي يضعف كلما طالت المسافة التي يقطعها .
وتكمن قوة الاتصال الرقمي وفعاليته من خلال عدة أبعاد مثل مقاومة التشويش ،
مقاومة التداخل في الحديث ، وتصحيح الأخطاء إلكترونيا ، والحفاظ على قوة الإشارة
على طول خط الاتصال (45) .
ثالثا : تتسم الشبكة الرقمية بقدر عال من الذكاء Intelligence حيث يمكن تصميم النظام الرقمي لكي يراقب تغير أوضاع القناة Channel بصفة مستمرة ويصحح مسارها ، بينما لا يمكن تحقيق ذلك في حالة استخدام
الاتصال التماثلي ، ويتضح ذكاء الشبكة الرقمية من خلال عاملين :
( أ )
تحقيق التوافق الصوتي او التناغم بين الأصوات Equalization حيث تتجه قنوات
الإرسال الأصلية سواء كانت سلكية او لاسلكية الى أحداث تحريف او تشويهDistortions للإشارة الرقمية ، ويمكن آن يؤثر هذا التشويش في نظام التشكيل
بالاتساع AM ، او يؤدي الى بعض
التغيير في شكل الموجة المرسلة ، وقد يؤدي ذلك الى تداخل بين النبضات الرقمية Bitpulses ، علاوة على ذلك فان خصائص القناة تتغير
بمرور الوقت ، وخاصة في حالة استخدام قنوات الراديو المتحركة ، ويكمن الحل العام
لهذه المشكلة في تحقيق " التناغم التوافقي " Adaptive Equalization وذلك من خلال قياس خصائص التشويش في القناة Channel بصفة مستمرة ، وكذلك
قياس التشويش المتوقع في شكل الموجة المستقبلة ، وتكون عملية " التناغم
" حساسة بحيث تسمح بتركيب الشبكة الرقمية على طبق ضخم Dish يتيح توفير قناة إرسال
رقمية متماسكة من البداية الى النهاية ، بدون حاجة الى قياس حجم التشويش ومحاولة
علاجه (46) .
( ب )
التحكم في الصدى Echo
Control فالمشكلة الثانية التي يمكن آن تحدث أثناء
عملية الاتصال هي ظاهرة الصدى ، ويمكن أدراك هذه الظاهرة باعتبارها انعكاسا
لارتداد الإشارة من جهاز الإرسال الى نفس جهاز الإرسال ، ويحدث ذلك عند استخدام
الاتصال التماثلي ، آما في حالة الاتصال الرقمي فيمكن استخدام أداة تشبه أداة Equalizer تقوم بتخزين اللغة المرسلة الى محطة الإرسال ، والوقت الذي تستغرقه الرحلة
حتى يصل الاتصال الى الطرف النهائي المستهدف ، وبالتالي يتم تفادي حدوث الصدى الذي
يقع في حالة الاتصال التماثلي (47)
.
رابعا : تتسم الشبكة الرقمية بالمرونة Flexibility حيث تخضع النظم الرقمية عادة للتحكم من جانب برنامج Software بالحاسب الإلكتروني مما يسمح بتحقيق قدر عال من جودة الاستخدام .
خامسا : يتسم الاتصال بالشمول Generic حيث يسمح النظام الرقمي بنقل البيانات في شكل نصوص وصوت وصورة
ورسوم بقدر عال من الدقة ، وتتم كل أشكال الاتصال السابقة عن طريق استخدام
الإشارات الرقمية ، كما يمكن آن تنقل الشبكة العديد من المحادثات او الأصوات
المركبة Multiplexed في وقت واحد
.
سادسا : يتسم الاتصال الرقمي بتحقيق قدر عال من تأمين الاتصال Security حيث سبق استخدام نظم الاتصال الرقمي للأغراض العسكرية ، ونقل
البيانات السرية للحكومات ، قبل آن يصبح هذا النوع من الاتصالات متاحا على المستوى
التجاري ، كذلك يستخدم الاتصال الرقمي في شبكات البنوك ، والنقل الإلكتروني
للبيانات ، ونقل المعلومات الحساسة التي تتسم بدرجات عالية من السرية .
3-8- تكنولوجيا
البريد الإلكتروني ودورها في عملية تناقل المعلومات :
لقد اجمع خبراء الإنترنت آن خدمة البريد الإلكتروني ( E-Mail ) هي من افضل واهم الخدمات التي يمكن آن يستفيد منها مشتركو هذه الشبكة التي
تزخر بالكثير من الخدمات الهامة
.
فمنذ زمن قديم حاول الإنسان أيجاد وسيلة مناسبة لنقل رسالته من مكان لأخر ،
فأستخدم الحمام الزاجل واعتمد عليه بشكل أساسي في هذه الخدمة ، وبعد تطور وسائط
النقل والاتصالات استخدمت الطائرات والسيارات وغيرها من وسائط النقل في نقل البريد
، ومع اختراع الهاتف والاعتماد عليه بشكل أساسي في نقل الرسائل المكتوبة من خلال
أجهزة الفاكسميلي ، ولكن جميع هذه الوسائل ما زالت محدودة في نقلها للمعلومات من
مكان الى لأخر إضافة الى أنها تكلف كثيرا وخاصة اذا كانت كمية المعلومات المطلوب
تناقلها كبيرا جدا ، ومع تزايد المعلومات في عصر يعرف اليوم بعصر المعلومات وتزايد
الحاجة أليها من مختلف قطاعات المستفيدين ومع تطور التجارة العالمية والاعتماد على
الشركات الدولية المتعددة الفروع في مختلف أنحاء العالم كانت الحاجة ملحة الى
اختراع وسيلة إلكترونية جديدة تضمن السرعة والدقة في تناقل المعلومات مهما تباعدت
مواقعها الجغرافية وبتكاليف متدنية جدا ، فكانت تكنولوجيا البريد الإلكتروني التي
تنقل آلاف الرسائل والصفحات من مكان لأخر في ثوان معدودة وبذلك امتازت تكنولوجيا
البريد الإلكتروني على تكنولوجيا الفاكس ( باعتبار آن كلا التقنيتين تتيح إرسال
كميات ضخمة من البيانات بصورة فورية ) بالمميزات التالية (48) :
1- إرسال المعلومات بالبريد
الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت لن يكلف المستخدم سوى ثمن مكالمة محلية من مكانه
وحتى مزود خدمة الإنترنت المشبوك معه بغض النظر عن مكانه الذي ستذهب اليه تلك
المعلومات المرسلة إلكترونيا .
2- آن إرسال المعلومات المرسلة
بالبريد الإلكتروني لا تكون قاصرة على مستقبل واحد بل يمكن إرسالها الى العديد من
المستفيدين في نفس اللحظة.
3- البريد الإلكتروني يمكنه إرسال
الصور بجميع أنواعها سواء كانت ثابتة او متحركة وبالألوان .
4- البريد الإلكتروني يمكنه إرسال
الأصوات والموسيقى وغيرها من الملفات التي لا يقدر عليها جهاز الفاكس .
5- البريد الإلكتروني يمتاز
بالسرية حيث لا يمكن لأي أحد أخر غير المستقبل أن يطلع على المعلومات المرسلة وذلك
عن طريق وضع كلمة سرية لا يعرفها أحد غير المستقبل .
6- المعلومات المرسلة عبر البريد
الإلكتروني لا يمكن التجسس عليها لأنه يمكن تشفيرها بوسائل تشفير خاصة ويتم فكها
لدى المستقبل .
7- البريد الإلكتروني يمكنه نقل
وتبادل ملفات ضخمة جدا من المعلومات لا تستغرق عملية إرسالها واستقبالها غير ثوان
محدودة .
التطورات التقنية للبريد الإلكتروني :
لقد كانت بداية البريد الإلكتروني بسيطة ومتواضعة حيث بدأ كوسيلة لتبادل
النصوص بين عدد من أنظمة الحاسوب الموجودة لدى الجامعات الأمريكية التي كانت
تربطهم شبكة محدودة الإمكانيات والسرعات ثم تطور البريد الإلكتروني بعد ذلك عبر
العديد من الاختراعات الشخصية حتى وصل الى ما هو عليه ألان كأنظمة بريد شائعة
الاستخدام بين معظم المشتركين في شبكة الإنترنت الذي وصل عددهم الى اكثر من ( 100
) مليون مشترك في جميع أنحاء العالم .
آن خدمة البريد الإلكتروني توفرها العديد من الهيئات والشركات منها على
سبيل المثال :
1- خدمات البريد الإلكتروني
المتصلة بشبكة الإنترنت نفسها .
2- بنوك المعلومات مثل دلفي
وبرودجي وكمبيوسيرف .
3- شركات الهاتف العادية المتواجدة
في مختلف البلدان .
4- شبكة فيدونت التي تملك
مواصفاتها الخاصة في البريد الإلكتروني والتي تعتمد عليها العديد من الهيئات
والشركات الأخرى .
آن من أبرز التطورات التقنية في مجال البريد الإلكتروني هو التوصل الى وضع
مقاييس موحدة للربط بين الهيئات المجهزة لهذه الخدمة بحيث أصبح بالإمكان حاليا
إرسال البريد الإلكتروني من كمبيوسيرف الى فيدونت ومن دلفي الى برودجي بعد آن كان ذلك
والى وقت قريب غير ممكنا حيث كانت هذه الهيئات والشركات مكتفية بنفسها فقط ، آن
هذا التطور التقني الجديد يعود الى المقاييس الموحدة الموجودة في شبكة إنترنت
والتي تمكنت من ربط وتوحيد هذه الأنظمة في دائرة واحدة مغلقة يمكنها تبادل الملفات
والمعلومات بجميع أنواعها وأشكالها فيما بينها .
أما التطورات التقنية الحاصلة في مجال خدمات البريد الإلكتروني فهناك
العديد من الخدمات المتقدمة التي يمكن للمرء الحصول عليها ويمكن أجمالها بالأتي :
1- القوائم البريدية الخادمة :
تغطي هذه القوائم البريدية مواضيع مختلفة وهي في الأصل عبارة عن قائمة من المهتمين
في موضوع معين حيث يضم البريد الإلكتروني الآلاف من هذه القوائم التي تغطي كافة
مجالات الحياة تمثل ( التعليم ، الفنون ، الهندسة ، العلوم ، الكمبيوتر ، وغيرها
من الموضوعات ) على المستفيد آن يتقدم بطلب للاشتراك يرسله الى منسق القائمة الخادمة
يتضمن هذا الطلب كلمة ( اشتراك ) إضافة الى ذكر اسمه الكامل . بعد تقديم الطلب سوف
يتسلم المستفيد مباشرة بريد الإلكتروني على عنوانه الذي أرسله يفيد انضمامه الى
هذه القائمة ، وعلى المستفيد آن يعلم آن أي رسالة يرسلها لأي قائمة بريدية خادمة
سوف تصل مباشرة الى جميع أعضاء تلك القائمة وإذا احتوت الرسالة على استفسار معين
او طرح لقضية معينه فأنه سيتم تبادل الآراء حولها مباشرة .
2- الحصول على النشرات الدورية :
من خلال خدمات البريد الإلكتروني أصبح ألان بإمكان أي مستفيد الاشتراك في خدمة
النشرات الدورية ، حيث تتضمن هذه النشرات مقالات وأخبار ولقاءات بالإضافة الى
احتوائها على مستخلصات ودراسات وأبحاث ميدانية في مختلف المجالات الموضوعية وتختلف
هذه الخدمة عن سابقتها ذلك آن المستفيد من هذه الخدمة يتلقى نشرة دورية بالأخبار
والموضوعات في مجال التخصص الذي يريده بشكل مستمر ولا يمكنه تبادل الآراء بشكل
مباشر كما هو الحال في الخدمة السابقة .
3- إرسال الفاكسات عن طريق البريد
الإلكتروني : وتتضمن هذه الخدمة الحديثة إرسال فاكسات الى معظم دول العالم من خلال
أرسال بريد الإلكتروني الى عنوان بريدي معين يتضمن هذا البريد الرسالة المراد إرسالها
بالفاكس وأيضا رقم الفاكس المراد إرسال الخطاب اليه ، وهنا يقوم صاحب العنوان
البريدي المختص في هذه الخدمة بإرسال الفاكس الى الرقم المرسل دون أدنى مسئولية
عليه ، وقد بدأت بعض الشركات تستغل هذه الخدمة وتحولها الى سلعة تجارية ، حيث تقوم
بهذه الخدمة مقابل اجر مادي زهيد ، كما يمكن من خلال هذه الخدمة إرسال فاكسات
مجانية من خلال بعض المشروعات البحثية ولكن لمناطق محدودة على مستوى العالم.
متطلبات استخدام البريد الإلكتروني :
لاستخدام البريد الإلكتروني في تناقل المعلومات بين مستخدم وأخر داخل شبكة
الإنترنت لابد من توافر عنصرين أساسين هما (49) :
العنصر الأول :
عنوان بريد إلكتروني : عند الاشتراك في خدمة الإنترنت فان مزود الخدمة
غالبا ما يمنح كل مشترك ما يسمى بعنوان البريد الإلكتروني حيث يتكون هذا العنوان
من جزئين الأول هو أسم الصندوق الإلكتروني والذي يمثل أسم المشترك او لقبه او أسم
وظيفته ؛ والجزء الثاني من العنوان هو الاسم الرئيسي للحاسب الخادم (Server) وعادة يفصل بين الجزئين علامة @ وتعني " في " فعلى سبيل المثال Help @ Y.net. Ye desk وهو نموذج لعنوان بريد الإلكتروني فكلمة (Help desk) هي اسم الصندوق وفي هذه الحالة يمثل اسم
الوظيفة الجزء الثاني (.Y.net. Ye) هو اسم فريد خاص بالحاسب الخادم في اليمن ويسمى ب( دومين Domain ) وهذا الاسم يجب آن يكون يكون مسجلا ومعروفا لدى مكائن البحث والحاسبات
الرئيسية المربوطة بالشبكة المنتشرة في جميع أنحاء العالم ، لتتمكن من تحويل أي
رسالة تحمل هذا الاسم الى الحاسب الخادم المعين ( .Y.net. Ye ) وهذا يشبه اسم جهاز الحاسوب Domain يتكون
عادة من مقاطع يفصل بينها فاصل وتتكون هذه المقاطع من ثلاث مستويات وكما يلي :
المستوى الأول : ( مستوى الدولة ) ويتكون من حرفين يمثل اسم البلد الموجود
به العنوان البريدي
المستوى الثاني : ( مستوى القطاع ) وهو يعبر عن نوعية المصلحة او الهيئة
التي ينتمي أليها جهاز الكمبيوتر وهو يتكون عادة من ثلاثة حروف تمثل الهيئة حيث
تحدد الغرض من استخدام جهاز الحاسوب
- المستوى الثالث : ويمثل هذا
الجزء اسم المؤسسة او الجهة التي تمتلك الحاسوب ويمكن إضافة مقطع آخر يمثل اسم
الحاسوب او الجهة التابعة لهذه المؤسسة .
العنصر الثاني :
برامج البريد الإلكتروني : يتم التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني من خلال
برامج لمعالجة هذا البريد وتوجد العديد من البرامج المخصصة لذلك وتتباين فيما
بينها من حيث بيئة التشغيل فمنها من يعمل في بيئة ( الأبل ) وأخرى ( للدوس ) او (
للويندوز ) كما تختلف أيضا فيما بينها من خلال طريقة التعامل آلا آن معظم برامج
البريد الإلكتروني تقوم بالعديد من الوظائف من أهمها :
1- إمكانية إرسال رسالة واحدة الى
اكثر من مستخدم في نفس الوقت .
2- حفظ الرسائل ومعالجتها في
مجلدات مختلفة حيث يتم إنشاء مجلد لكل مجموعة من الرسائل ذات طبيعة موضوعية واحدة .
3- امكانية الرد على جميع الرسائل
او تمريرها لشخص أخر .
4- الاحتفاظ بسجل عناوين الأشخاص
الذين يتم التعامل معهم ومراسلتهم باستمرار .
5- إلغاء او طباعة او حفظ الرسائل
التي يتم استقبالها من مرسل أخر في صورة ملفات .
خطوات إرسال وتلقي الرسائل بالبريد الإلكتروني :
لارسال رسالة او ملف معلوماتي الى مستفيد او مجموعة من المستفيدين من خلال
البريد الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت نتبع الخطوات التالية :
1- نضغط على المفتاح E-MAIL وهو مفتاح يظهر على الشاشة بشكل ( ظرف بريد فيه رسالة ) .
2- ثم نضغط على أحد المفاتيح NEW او COMPOSE وبعدها سوف يعرض عميل البريد نافذة يمكن فيها كتابة وتأليف
الرسالة ولكل الرسائل نفس الأقسام من حيث الأساس :TO : ( الى ) حيث يكتب في هذا
الحقل عنوان او عناوين الأشخاص الذين ترسل إليهم الرسالة ويتطلب بعض عملاء البريد
آن تفصل بين العناوين بفاصلة (،) ويتطلب آخرون وضع فراغا بين العناوين المتعددة في
حين يتطلب الأخر استخدام الفاصلة المنقوطة (؛) بين العناوين المتعددة .
CC : ( نسخة الى ) ويكتب في هذا الحقل عناوين البريد الإلكتروني للأشخاص الآخرين
الذي تريد آن يحصلوا على نسخة من الرسالة .
Subject : ( الموضوع ) ويكتب في هذا الحقل ( موضوع الرسالة ) أي وصفا
مختصرا للرسالة المطلوب إرسالها وهذا يساعد المتلقين على معرفة مضمون الرسالة
عندما يتصفحون كل بريدهم الجديد
.
Message : ( الرسالة ) وفي هذا الحقل يزودك وسيط البريد حيزا كبيرا لكتابة
متن الرسالة حيث يمكن كتابة أي نص مهما بلغ طوله .
3- بعد كتابة الرسالة اضغط على
مفتاح الإرسال ( Send ) وهذا الأمر ( المفتاح ) سوف لا يرسل الرسالة آلا الى المتلقي المقصود مباشرة
بل سوف يضع الرسالة في صندوق الصادر Out
box .
4- بعد آن تتجمع في صندوق الصادر ( Out box ) مجموعة من الرسائل المطلوب إرسالها فهنا يمكن إرسالها جميعا دفعة واحدة
باختيار الأمر ( File , Send Message in Out
box ) من القائمة الرئيسية لارسال البريد وعند ذلك سوف تصل
كافة الرسائل الى المتلقيين المقصودين وحسب عناوينهم في آن واحد وبهذه الطريقة سوف
يتكلف المرسل مبالغ ليست ذات جدوى وهو يرسل العديد من الصفحات والى مختلف الجهات .
5- أما بشأن تلقي الرسائل عبر
البريد الإلكتروني وقراءتها فان ذلك يتم من خلال تحميل تلك الرسائل في صندوق
الوارد ( Inbox ) عن طريق برامج مثال ذلك البرنامجNetscape Mail تختار الأمر File
, Get New Mail . لتلقي البريد الجديد . وفي
البرنامج Microsoft و Microsoft
Mail Exchange نختار الأمر Mail Send and Receive . فان
كان هناك بريد لدى الخادم فسوف تراه في الصندوق الوارد ( Inbox ) .
أما قراءة البريد الجديد بعد تحميله في الصندوق الوارد فيمكن تصفح البريد
لاختيار الرسالة التي ترغب في قراءتها حيث يتم الضغط عليها ضغطا مزدوجا وبذلك تظهر
الرسالة في نافذة جديدة يمكن قراءتها او تخزينها او طباعتها او إلغائها بعد الانتهاء
من قراءتها .
ثالثا : المؤسسات
المعلوماتية في ظل تكنولوجيا المعلومات
والاتصال
1- أثر تكنولوجيا الاتصال
على الخدمات المعلوماتية :
لقد أخذت تكنولوجيا
الاتصالات المتقدمة طريقها الى الخدمات المعلوماتية وقد أحدثت تغيرا جذريا في
الأسلوب الذي تقدم به مؤسسات المعلومات خدماتها الى المستفيدين . حيث آن هذه
المؤسسات تقع في مناطق جغرافية متفرقة وشاسعة فان هذا يجعلها ميدانا لاستخدام
تكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية من أجل توحيد إجراءاتها الفنية والتعاون
في مجال الأعلام الموحد وتوحيد الاشتراك في الدوريات وغيرها من الإجراءات
التعاونية التي تهدف الى توفير الجهد والوقت والكلفة (50) .
ومن الجدير بالذكر آن
التكنولوجيا قد ساهمت في طورها الأول في تطوير الخدمات التقليدية للمكتبات ، حيث
استخدم الحاسب الآلي بأشكاله المختلفة في عمليات الفهرسة وحفظ السجلات والإعارة
وضبط اشتراكات الدوريات ، وتمثل هذه المرحلة الخطوة الضرورية الأولى نحو استخدامات
أفضل . ومن الوظائف الأساسية في المكتبة التي تأثرت بتكنولوجيا الاتصالات وظيفة
التزويد والتخزين ، فنتيجة لتوفر المعلومات المقروءة آليا في مراكز المعلومات
وقواعد البيانات فان المكتبات قد غيرت أسلوبها في التزويد من استراتيجية الاقتناء
والحصول على المعلومات الى استراتيجية الوصول الى المعلومات . هذا ويتجه الكثير من
الناشرين في الوقت الحاضر الى استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة لنشر ونقل
مطبوعاتهم إلكترونيا وخاصة في حقل العلوم والتكنولوجيا وهو ما أصبح يسمى ( بالنشر
الإلكتروني ) ومن أبرز الأمثلة على ذلك بنك معلومات انفوروم ( Inform ) وبنك معلومات نيويورك
تايمز (51) .
وتسعى عدد من دور النشر
الأوربية الى استخدام اسطوانة الفيديو لنشر مطبوعاتهم وخطة لتوزيع وتسليم مقالات
منها بواسطة الأقمار الصناعية (52) . كما تسعى قواعد البيانات المشتملة على نصوص
كاملة للوثائق الاستفادة من طاقات وقدرات ال(
CD-ROM ) في مجال النشر الإلكتروني
فقد طورت شبكة المكتبات ( OCLC ) نظام يسمى ( جراف تيكست Graphtext )
من اسطوانة ( CD-ROM ) يتح النظام امكانية طباعة
عالية الجودة للحصول على نسخ لشبه الأصل مع النصوص والرسوم البيانية المرافقة . آن
أسلوب النشر الإلكتروني قد أثر في أسلوب الاعارة بين المكتبات حيث ظهرت هناك شبكات
لتبادل المصادر والإعارة المتبادلة الإلكترونية . لقد وضع هذا الأسلوب تحت التجربة
لاختبار إمكاناته من الناحيتين التكنولوجية والاقتصادية لنقل محتويات الوثائق
بالطرق الإلكترونية بدلا من نقل الوثائق نفسها وأسفرت النتائج عن ظهور عقبات تتعلق
بارتفاع التكاليف وحجم المصادر المراد نقلها والمسافة بين المكتبات التي تقوم
بالإعارة المتبادلة . وقد تبين آن هذا النظام مناسب في حالات نقل وثائق لا تتجاوز
بضع عشرات الكيلو مترات (53) . أما بالنسبة للخدمات المرجعية والإجابة عن
الاستفسارات فتعني بها أنظمة الفيديوتكس والتيليتكس حيث يمكن للمكتبات استخدام هذه
النظم لمواجهة احتياجات المستفيدين بشكل أفضل .
2- دور اختصاصي المعلومات في
ظل تكنولوجيا الاتصالات :
يلخص " شيرا Shera " دور أمين المكتبة من خلال
تمثيله على شكل مثلث أحد ضلعيه الكتب والضلع الأخر المستفيدون ( الجمهور ) بينما
تمثل قاعدة المثلث ( الكتب والمستفيدون ) ، وان هدف أمين المكتبة هو التركيز
المباشر على خط القاعدة أي الجمع بين الأنسان والمواد المسجلة للمعرفة في علاقة
مثمرة الى الحد الممكن . ويحقق أمين المكتبة ذلك من خلال المعرفة بكلا مكوني
الضلعين ثم القيام بالعمليات المهنية كالاختيار والتزويد والتنظيم والتفسير وتقويم
النتائج . ولكن بعد آن أصبحت العمليات المكتبية أكثر عمقا وتعقيدا بسبب تزايد
استخدام المصادر الإلكترونية للمعلومات وأثر تكنولوجيا الاتصالات في توفير فرص
الوصول والحصول على المعلومات من مختلف المصادر والمواقع فان ذلك تطلب من أمين
المكتبة بذل المزيد من الجهود لمواكبة هذا التطور حيث لم يعد كافيا لأي مكتبي الآن
آن يكون ملما بمصادر المعلومات المتوفرة ماديا داخل جدران المكتبة . فبعد آن كان
معيار النجاح بالنسبة للمكتبي هو أيجاد الوعاء الذي يحمل المعلومات فان المعيار
ينبغي آن يبنى على أيجاد المعلومات ذاتها (54) .
لقد أصبح بإمكان أمين
المكتبة ومن خلال أجهزة الحاسبات الآلية ونظم الاتصالات الحديثة الحصول على
المعلومات من مختلف المراصد وبنوك المعلومات في العالم . آن استخدام هذه المراصد
والبحث في محتوياتها بصورة فعالة يتطلب من أمين المكتبة مهارات معينة ، لقد عدد (
لانكستر Lancaster ) (55) ( بعض المتطلبات التأهيلية
للمكتبيين للتعامل مع التقنيات الجديدة مثل التأكيد على معرفة المصادر المقروءة
آليا ، وكيف تستغل بأكبر قدر من الفعالية ومعرفة جيدة بسياسات وإجراءات التكشيف ،
وبناء وخصائص المكانز المستخدمة لقواعد المعلومات ولغات الاستفسار واستراتيجيات
البحث ، وسبل تحقيق أقصى قدر من التفاعل مع المستفيدين إضافة الى الحاجة الى معرفة
تقنيات الاتصال ) . آن الخطأ الذي يقع فيه البعض يأتي من خلال ما توقعه التقنية في
روع الإنسان عموما ، عن تضاؤل او تلاشي دور العنصر البشري ، أي المكتبي قياسا الى
الوظائف الكثيرة والمعقدة التي تقوم بها التكنولوجيا الحديثة ، والواقع آن خاصية
التعقيد هذه هي ذاتها التي تكفل لأمين المكتبة دورا حيويا . فالتكنولوجيا التي
يسجل وينقل من خلالها الفكر والاتجاه نحو المركزية في اختزانها ( قواعد المعلومات
الكبرى ) وتنامي قوة المعلومات في هذا العصر تنطوي على احتمالات الضرر كما تنطوي
على احتمالات المنفعة . ولا خلاف بين علماء الاجتماع والاتصال على ضرورة اعتماد
جانب من التقنية لجعل ذلك الحمل الزائد من المعلومات ممكن الاستخدام ولكن
التكنولوجيا المستخدمة تؤتي نفعها اذا ما اندمجت فيها قدرات أمين المكتبة ثم يمدان
المجتمع – كلاهما – بإدارة قوية (56) .
ومن أمثلة الوظائف
الحيوية لأمين المكتبة واختصاصي المعلومات الآخرين في ظل التكنولوجيا ما يأتي (57) :
1- العمل مستشار معلومات
وتوجيه المستفيدين الى مصادر المعلومات الأكثر احتمالا لتلبية طلباتهم .
2- تدريب المستفيدين على
استخدام مصادر المعلومات الإلكترونية .
3- البحث في مصادر المعلومات
التي لا يعرفها المستفيدين .
4- القيام بوظيفة ( محللي
معلومات ) أي تقديم نتائج مختارة ومقيمة للباحثين او المستفيدين .
5- المساهمة في بناء ملفات
المستفيدين من خدمات البث الانتقائي للمعلومات الآلية .
6- المساهمة في تنظيم ملفات
المعلومات الإلكترونية الشخصية .
7- أعلام الباحثين عن كل
جديد في مصادر المعلومات والخدمات الجديدة حال توفرها .
وتجدر الإشارة الى آن
التطورات المستمرة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تفرض على كل مكتبي آن يواكب
هذه التطورات وان يكون يقظا ومنتبها دائما للتعرف على كنهها ومدى الاستفادة منها
وتطبيقاتها المختلفة لزيادة الفاعلية من استخدامها وتحسين نوعية الخدمات التي تقدم
من خلالها . وبعبارة أخرى يمكننا القول آن أمناء المكتبات يجب آن تتوافر فيهم سمتا
المرونة والقدرة على التجديد ، وآلا فأن آخرين سيلتهمون دورهم تاركين المكتبات
أشبه بمتاحف التاريخ . وهكذا نجد آن مناهج علم المكتبات التقليدية التي كانت سائدة
حتى عقد السبعينات لم تعد كافية لاعداد أخصائي معلومات قادرين على مواجهة التغيرات
الجديدة خاصة القوى التي تواجه مصادر المعلومات نحو الشكل الإلكتروني . ولقد آخذت
مدارس علم المكتبات في العديد من الدول وخاصة في الدول الغربية والولايات المتحدة
تعد نفسها وتتكيف لمواجهة احتمالات المستقبل كما قامت بتغيير أسمائها لتضم ( علم
المعلومات ) وتضمن مناهجها موادا لتدريب أمناء مكتبات وأخصائيي معلومات ضالعين في
أدوات المهنة من التكنولوجيا الحديثة . ومن الجدير بالذكر هنا الى آن أهمية
التعليم المستمر والدورات التدريبية لتحديث معلومات المكتبيين باستمرار واطلاعهم
على كل جديد ولرفع كفاءتهم ومستوى خدماتهم .
3- مستقبل المكتبات في ظل
تكنولوجيا الاتصالات :
لقد جاءت المكتبات من أجل
تحقيق أهداف معروفة ، وهي حفظ المعلومات وتسهيل الوصول أليها ونقل الحضارات من جيل
الى أخر . وهكذا حظيت المكتبات بدعم الحكومات والأموال العامة والخاصة . ومع تطور
تكنولوجيا الحاسبات الآلية وتكاملها مع تكنولوجيا الاتصالات ظهرت تيارات مختلفة
للتنبؤ بما ستؤول اليه مكتبات المستقبل .
في تقرير مقدم الى
المؤسسة الوطنية للعلوم ( National Science
Foundation ) من قبل لانكستر ( Lancaster ) و درسكو ( Darsgow ) و ماركس ( Marks )ناقشوا فيه سيناريو يصف
مكتبة البحث العلمي في عام ( 2001 ) حيث تنبؤا أفول المكتبة كمؤسسة ولكن ذكروا أنه
هناك أهمية كبرى ستحصل في مهنة المعلومات (58) . وبناء على هذا الاتجاه الذي
يتزعمه لانكستر ( Lancaster ) فان مفهوم مكتبة المستقبل
سيكون ( مكتبة بلا جدران ) . وليس بعيدا ذلك اليوم الذي تجد فيه مكتبة أبحاث تتألف
من أجهزة طرفية ( Terminals ) ليس آلا وقد تختفي
المكتبة التقليدية التي نعرفها (59) .
يتوقع خبراء المكتبات
والمعلومات آن ادخال المزيد من التكنولوجيا لا تمته وظائف المكتبة سيجعلها في
النهاية مركزا مفتوحا خاصة في عصر بدأ يتجه نحو النشر الإلكتروني للإنتاج الفكري
في مختلف حقول المعرفة . آن الاتجاه نحو النشر والتوزيع الإلكتروني للمعلومات مع
وجود تسهيلات أكثر للوصول الى شبكة المعلومات من خلال الاتصال الآلي المباشر ( Online ) يثير تساؤلات حول ما اذا
كانت المكتبة ستتجه نحو تطوير مجموعة مواد إلكترونية ، وإذا ما اختارت المكتبة آن
يكون لها مجموعة مواد إلكترونية فكيف ستكون عليه عملية الاختيار والتزويد ، وهل
ستظل مشتركة في خدمات التكشيف والاستخلاص الآلية ؟ ونتيجة لكل هذا فان المكتبات
تواجه تغيرات حتمية فيما يتعلق بدورها في المجتمع وكذا بطريقة عملها في المستقبل .
بالنسبة الى وظيفة التزويد والتخزين مثلا نجد آن المكتبات ستركز على استراتيجية
الوصول الى المعلومات ( Access ) بدلا من الاقتناء ( Holdings ) ومن هنا يستطيع المستفيد
الوصول الى مجموعة المكتبة من خلال الأجهزة الطرفية ( Terminals ) المتوافرة في المنزل
والمكتب . كما آن المعلومات يمكن آن تنتقل من مكتبة الى لأخرى ومن المكتبات الى
الشركات وإدارات الأعمال والمكاتب في كل مكان ونسير مع أصحاب هذا الاتجاه الى أخر الشوط
فنسأل : هل تلغى المكتبات بصورة نهائية على المدى البعيد ؟ أنهم لا يقطعون بذلك بل
يؤكدون عكسه أي بقاء المكتبات لأغراض محدودة تماما حيث ذكرت بريجيت كيني ( Bragitte Kenney ) سيناريو يصف مستقبل
المكتبات … فتقول :
( سوف تبقى هناك حاجة الى
عدد كبير من المجاميع البحثية المطبوعة إضافة الى المطبوعات الشعبية الصغيرة
والكتب المسلية … آن المجاميع الكبيرة من المطبوعات سوف تستمر حاجتها الى التنظيم
من قبل أمناء المكتبات والمتدربين والمختصين ممن يقدمون التفسيرات ويساعدون في
الحصول على المجاميع ) (60) . ويذكر دي جينار ( De Gennaro ) أيضا :
( أنه من الواضح آن
تكنولوجيا المعلومات سوف تبدأ أساسا بتغيير النشر والمكتبات وان تلك التغيرات سوف
تتسارع في المستقبل ولكن لا يوجد أحد في الوقت الحاضر يستطيع التنبؤ متى وكيف
تستطيع التكنولوجيا آن تجعل المكتبات ملغية ( Obsolete ) . آن الواقع العملي يشير
الى آن المستفيد لا يزال بحاجة الى المكتبات ، وان أعضاء المكتبات يجب عليهم تلبية
متطلبات هؤلاء من المصادر مع وجود التكنولوجيا الحديثة في الوقت الحاضر )
.
مهما يكن من أمر فان
المكتبات ستبقى والحاجة أليها لن تنقطع . ستظل المكتبات تقدم خدمات وثائقية وخدمات
معلومات ، وستظل الحاجة قائمة لمكتبين مؤهلين واختصاصي معلومات لأداء وظائف مهمة
في عصر المعلومات الآلية هذا إضافة الى الحاجة إليهم لبناء معاجم مصطلحات التكشيف
والاستخلاص والأدوات الأخرى الضرورية للاستفادة القصوى من المصادر المقروءة آليا ،
كما آن لهم دورا مهما في تدريب المستفيدين على كيفية استخدام هذه المصادر . ولعله
من المناسب القول بأن نوعا من المكتبات سيكون مطلوبا لتزويد المستفيدين بالاتصال
المباشر مع بنوك المعلومات وبهذا ستكون المكتبة هي المركز الذي سيكون الوصول الى
شبكات المعلومات ممكنا من خلاله .
ونستطيع آن نلخص القول
بأن دور المكتبة والمكتبين سيزداد في عصر تكنولوجيا المعلومات وستصبح المكتبة
مركزا تحويليا يربط المستفيد بآخرين او تسهل له الوصول الى المواد مطبوعة او
إلكترونية في مراكز أخرى .
آن المستقبل سيكون لتلك
المكتبات التي تواكب التطور وتبني التكنولوجيا وتتكيف معها لخدمة روادها وعلى
العكس من ذلك فلن تجد المكتبات التقليدية لنفسها دورا تؤديه في خضم هذه التطورات
(61) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق